نسب أبي سفيان بن الحارث رضي الله عنه

أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي، ابْن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ الأوَّل من أولاد الحارث ذكرًا، وأخو رسول الله من الرضاعة؛ أرضعتهما حليمة السعديَّة، وأمُّه غزية بنت قيس بن طريف، من ولد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، وقد قيل: اسمه الْمُغِيرَة. وقال آخرون: بل اسمه كنيته، والمغيرة أخوه. وكان ترب رسول الله يألفه إلفًا شَدِيدًا قبل النُّبُوَّة، فَلَمَّا بعث عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام عَادَاهُ وهجاه وهجا أَصْحَابه وكان شاعرًا[1].



إسلام أبي سفيان بن الحارث

كان أبو سفيان بن الحارث وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثنية العقاب، فيما بين مكة والمدينة فالتمسا الدخول عليه فكلمته أم سلمة فيهما، فقالت: يا رسول الله، ابن عمِّك وابن عمَّتك وصهرك، فقال: "لَا حَاجَةَ لِي بِهِمَا: أَمَّا ابْنُ عَمِّي فَهَتَكَ عِرْضِي، وَأَمَّا ابْنُ عَمَّتِي وَصِهْرِي فَهُوَ الَّذِي قَالَ لِي بِمَكَّةَ مَا قَالَ". فلمَّا خرج الخبر إليهما بذلك ومع أبي سفيان بن الحارث ابنٌ له فقال: والله ليأذنن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لآخذنَّ بيد ابني هذا ثم لنذهبنَّ في الأرض حتى نموت عطشًا أو جوعًا، فلمَّا بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم رقَّ لهما، فدخلا عليه فأنشده أبو سفيان قوله في إسلامه واعتذاره ممَّا كان مضى منه، فقال:



لَعَمْرُكَ إِنِّي يَوْمَ أَحْمِلُ رَايَةً ... لِتَغْلِبَ خَيْلُ اللَّاتِ خَيْلَ مُحَمَّدِ

لَكَالْمُدْلِجِ الْحَيْرَانِ أَظْلَمَ لَيْلُهُ ... فَهَذَا أَوَانِي حِينَ أُهْدَى وَأَهْتَدِي

هَدَانِي هَادٍ غَيْرُ نَفْسِي وَنَالَنِي ... مَعَ اللهِ مَنْ طَرَّدْتُ كُلَّ مُطَرَّدِ

أَصُدُّ وَأَنْأَى جَاهِدًا عَنْ مُحَمَّدٍ ... وَأُدْعَى وَإِنْ لَمْ أَنْتَسِبْ مِنْ مُحَمَّدِ



قَالَ: فَذَكَرُوا أَنَّهُ حِينَ أَنْشَدَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَنْ طَرَّدْتُ كُلَّ مُطَرَّدِ، ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدْرِهِ وَقَالَ: «أَنْتَ طَرَدْتَنِي كُلَّ مُطَرَّدٍ»[2].



وقد ذكر الواقدي في مغازيه روايةً أخرى في مغازيه عن إسلام أبي سفيان بن الحارث:

قال أبو سفيان، فقلت: من أصحب ومع من أكون؟ قد ضرب الإسلام بجرانه! فجئت زوجتي وولدي، فقلت:

تهيَّئوا للخروج فقد أظلَّ قدوم محمد عليكم. قالوا: قد آن لك تبصر أنَّ العرب والعجم قد تبعت محمَّدًا وأنت موضع في عداوته، وكنت أولى الناس بنصره! فقلت لغلامي مذكور: عَجِّل بأبعرةٍ وفرس. قال: ثم سرنا حتى نزلنا الأبواء، وقد نزلتْ مقدِّمتُه الأبواء، فتنكرتُ وخِفتُ أن أُقتل؛ وكان قد هدر دمي، فخرجت، وأجد ابني جعفر على قدمي نحوًا من ميل، في الغداة التي صبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها الْأَبْوَاءَ، فأقبل الناس رَسَلًا رَسَلًا، فتنحَّيتُ فَرَقًا من أصحابه، فلمَّا طلع مركبه تصدَّيت له تلقاء وجهه، فلما ملأ عينيه مني أعرض عني بوجهه إلى الناحية الأخرى، فتحوَّلت إلى ناحية وجهه الأخرى، وأعرض عنِّي مرارًا، فأخذني ما قرب وما بعد، وقلت: أنا مقتول قبل أن أصل إليه. وأتذكر برَّه ورحمته وقرابتي فيمسك ذلك مني، وقد كنت لا أشكُّ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه سيفرحون بإسلامي فرحًا شديدًا، لقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا رأى المسلمون إعراض رسول الله صلى الله عليه وسلم عني أعرضوا عني جميعًا، فلقيني ابن أبي قحافة معرِضًا، ونظرت إلى عمر ويغري بي رجلًا من الأنصار، فألزَّ بي رجلٌ يقول: يا عدوَّ الله، أنت الذي كنت تُؤذِي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتُؤذِي أصحابه قد بلغت مشارق الأرض ومغاربها في عداوته! فرددت بعض الردِّ عن نفسي، فاستطال عليَّ، ورفع صوته حتى جعلني في مثل الحرجة من الناس يُسرُّون بما يفعل بي.

قال: فدخلت على عمِّي العبَّاس، فقلت: يا عبَّاس، قد كنت أرجو أن سيفرح رسول الله بإسلامي لقرابتي وشرفي، وقد كان منه ما كان رأيت، فكلِّمْهُ ليرضى عنِّي! قال: لا والله، لا أُكلِّمُه كلمةً فيك أبدًا بعد الذي رأيت منه إلَّا أن أرى وجهًا؛ إنِّي أجلُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهابه.

فقلت: يا عمِّي إلى من تكلُني؟ قال: هو ذاك. قال: فلقيت عليًّا رحمة الله عليه فكلَّمته، فقال لي مثل ذلك، فرجعت إلى العبَّاس فقلت:

يا عمِّ فكفَّ عنِّي الرجل الذي يشتمني. قال: صِفْهُ لي. فقلت: هو رجلٌ آدم شديد الأدمة، قصير، دحداح[3]، بين عينيه شجَّة. قال: ذاك نعمان بن الحارث النجاري. فأرسل إليه، فقال: يا نعمان، إنَّ أبا سفيان ابن عمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن أخي، وإن يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ساخطًا فسيرضى، فكُفَّ عنه. فبَعْدَ لأيٍ[4] ما كَفَّ. وقال: لا أعرض عنه. قال أبو سفيان: فخرجت فجلست على باب منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج إلى الجحفة، وهو لا يُكلِّمني ولا أحدٌ من المسلمين.

وجعلت لا ينزل منزلًا إلَّا أنا على بابه ومعي ابني جعفر قائم، فلا يراني إلَّا أعرض عني، فخرجت على هذه الحال حتى شهدت معه فتح مكَّة وأنا على حيلةٍ تُلازمه حتى هبط من أذاخر حتى نزل الأبطح، فدنوت من باب قبَّته فنظر إلي نظرًا هو ألين من ذلك النظر الأوَّل، قد رجوت أن يتبسم، ودخل عليه نساء بني المطلب، ودخلت معهنَّ زوجتي فرقَّقَتْه عليَّ، وخرج إلى المسجد وأنا بين يديه لا أُفارقه على حالٍ حتى خرج إلى هوازن، فخرجتُ معه، وقد جَمَعت العرب جمعًا لم يُجمع مثله قط، وخرجوا بالنساء والذرية والماشية، فلمَّا لقيتهم قلت: اليوم يرى أثري إن شاء الله، ولمـَّا لقيتهم حملوا الحملة التي ذكر الله: (ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ).

وثبُت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته الشهباء وجرَّد سيفه، فأقتحم عن فرسي وبيدي السيف صلتا، قد كُسِرت جفنه، والله أعلم أنِّي أُريد الموت دونه وهو ينظر إليَّ، فأخذ العبَّاس بن عبد المطلب بلجام البغلة، فأخذتُ بالجانب الآخر، فقال: من هذا؟ فذهبت أكشف المغفر، فقال العبَّاس: يا رسول الله، أخوك وابن عمِّك أبو سفيان بن الحارث! فارضَ عنه، أي رسول الله! قال:

«قَدْ فَعَلْتُ»، فغفر الله كلَّ عداوةٍ عادانيها! فأقبل رجله في الركاب، ثُمَّ التفت إلي فقال: أخي لعمري! ثم أمر العباس فقال: ناد يا أصحاب البقرة! يا أصحاب السمرة (بيعة الشجرة) يوم الحديبية! يا للمهاجرين! يا للأنصار! يا للخزرج! فأجابوا: لبيك داعي الله! وكروا كرة رجل واحد، قد حطموا الجفون، وشرعوا الرماح، وخفضوا عوالي الأمنة، وأرقلوا إرقال الفحول، فرأيتني وإني لأخاف على رسول الله صلى الله عليه وسلم شروع رماحهم حتى أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: تقدم فضارب القوم! فحملت حملة أزلتهم عن موضعهم، وتبعني- رسول الله صلى الله عليه وسلم قدما في نحور القوم، ما نالوا ما تقدم، فما قامت لهم قائمة حتى طردتهم قدر فرسخ، وتفرقوا في كل وجه[5].



أولاد سفيان بن الحارث وزوجاته

تزوَّج أبو سفيان بن الحارث من جمانة بنت أبي طالب فولدت له عبد اللَّه ولم يسند شيئًا، وجعفر وهو من كان معه وقت إسلامه، وجمانة، وحفصة، ويقال: حميدة[6].

وتزوَّج أم عمرو بنت المقوِّم بن عبد المطلب الهاشميَّة، فولدت له عاتكة، وكانت قبله عند مسعود بن معتب الثقفي وولدت له عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل رضي الله عنه.

وله -أيضًا- أمية وأمُّها أمُّ وَلَد. ويُقال: بل أمُّها أم أبي الهياج. وأمُّ كلثوم وهي لأمِّ ولد. وقد انقرض ولد أبي سفيان بن الحارث فلم يبقَ منهم أحد.



مكانة أبي سفيان بن الحارث

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب أبا سفيان وقد شهد له بالجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَبُو سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ سَيِّدُ فِتْيَانِ أَهْلِ الْجَنَّةِ"[7]. وقال -أيضًّا-: "أَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ خَلَفًا مِنْ حَمْزَةَ"[8].

وقال صلى الله عليه وسلم: "أَبُو سُفْيَانَ خَيْرُ أَهْلِي، أَوْ مِنْ خَيْرِ أَهْلِي". وَقَالَ ابْن دريد وغيره من أهل العلم بالخبر: إنَّ قول رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ الصَّيْدِ فِي جَوْفِ الْفَرَا": إنَّه أَبُو سُفْيَان بْن الحارث بْن عمِّه هَذَا [9].

وقد قيل: إنَّ الَّذِينَ كانوا يشبهون رسول الله صلى الله عليه وسلم: جعفر بن أبي طالب، والحسن بن علي، وقثم بن العباس، وأبو سفيان بن الحارث[10].

وقد روى عنه ولده عبد الملك أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "يَا بَنِي هَاشِمٍ! إِيَّاكُمْ وَالصَّدَقَةَ". وقد ذكر سعيد بن المسيب أنَّ أبا سفيان كان يُصلِّي في الصيف نصف النهار حتى تُكره الصلاة، ثم يُصلِّي من الظهر إلى العصر[11]. وَلمـَّا حضرت أَبَا سُفْيَان الْوَفَاة قَالَ لأَهله: لا تبكوا علي، فإنِّي لم أتنطف بخطيئة منذ أسلمت[12].



جهاد أبي سفيان بن الحارث:

ومن أولى لحظات إسلامه راح يُعوِّض ما فاته من حلاوة الإيمان والعبادة؛ فكان عابدًا ساجدًا مجاهدًا، خرج مع الرسول صلى الله عليه وسلم فيفتح مكة وما تلاه من غزوات، ويوم حنين كان أثبت وأشجع ما يكون؛ حيث نصب المشركون للمسلمين كمينًا خطرًا، وثبت الرسول مكانه يُنادي: "إليَّ أيُّها الناس، أنا النبيُّ لا كذب، أنا ابن عبد المطلب". في تلك اللحظات الرهيبة كانت فقط قلَّة لم تُذهب بصوابها المفاجأةُ، وكان منهم أبو سفيان وولده جعفر؛ لقد كان أبو سفيان يأخذ بلجام فرس الرسول بيسراه، ويُرسل السيف في نحور المشركين بيمناه، وعاد المسلمون الى مكان المعركة حول نبيِّهم، وكتب الله لهم النصر المبين، ولمـَّا انجلى غبارها التفت الرسول صلى الله عليه وسلم لمن يتشبَّث بمقود فرسه وتأمَّله وقال: "مَنْ هَذَا؟ أَخِي أَبُو سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ؟ وما كاد يسمع أبوسفيان كلمة أخي حتى طار فؤاده من الفرح، فأكبَّ على قدمَي رسول الله يُقبِّلهما.



أبو سفيان شاعرًا

لقد كان أبو سفيان من شعراء بني هاشم، ولكنَّه قبل إسلامه سخَّر شعره وفصاحته في هجاء الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم وقد قال عنه حسَّان بن ثابت رضي الله عنه:



أَلَا أَبْلِغْ أَبَا سُفْيَانَ عَنِّي ... مُغَلْغَلَةً فَقَدْ بَرَحَ الْخَفَاءُ

هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ ... وَعِنْدَ اللهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ[13]



وقد ورد عن أبي سفيان قوله في إسلامه والاعتذار للنبيِّ صلى الله عليه وسلم على ما مضى منه قبل الإسلام:



لَعَمْرُكَ إِنِّي يَوْمَ أَحْمِلُ رَايَةً ... لِتَغْلِبَ خَيْلُ اللَّاتِ خَيْلَ مُحَمَّدِ

لَكَالْمُدْلِجِ الْحَيْرَانِ أَظْلَمَ لَيْلُهُ ... فَهَذَا أَوَانِي حِينَ أُهْدَى وَأَهْتَدِي

هَدَانِي هَادٍ غَيْرُ نَفْسِي وَنَالَنِي ... مَعَ اللهِ مَنْ طَرَّدْتُ كُلَّ مُطَرَّدِ

أَصُدُّ وَأَنْأَى جَاهِدًا عَنْ مُحَمَّدٍ ... وَأُدْعَى وَإِنْ لَمْ أَنْتَسِبْ مِنْ مُحَمَّدِ

هُمُ مَا هُمُ مَنْ لَمْ يَقُلْ بِهَوَاهِمُ ... وَإِنْ كَانَ ذَا رَأْيٍ يُلَمْ وَيُفَنَّدِ

أُرِيدُ لِأُرْضِيهِمْ وَلَسْتُ بِلَائِطٍ ... مَعَ الْقَوْمِ مَا لَمْ أُهْدَ فِي كُلِّ مَقْعَدِ

فَقُلْ لِثَقِيفٍ لَا أُرِيدُ قِتَالَكُمْ ... وَقُلْ لِثَقِيفٍ تِلْكَ غِيْرِي وَأَوْعِدِي

فَمَا كُنْتُ فِي الْجَيْشِ الَّذِي نَالَ عَامِرًا ... وَلَا كَانَ عَنْ جَرْيٍ لِسَانِي وَلَا يَدِي

قَبَائِلُ جَاءَتْ مِنْ بِلَادٍ بَعِيدَةٍ ... نَزَائِعُ جَاءَتْ مِنْ سِهَامٍ وَسُرْدُدِ[14]



وقد رثى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تُوفِّي بقصيدة، وهي التي يقول فيها:



أَرِقْتُ فَبَاتَ لَيْلِي لَا يَزُولُ ... وَلَيْلُ أَخِي الْمُصِيبَةِ فِيهِ طُولُ

وَأَسْعَدَنِي الْبُكَاءُ وَذَاكَ فِيمَا ... أُصِيبَ الْمُسْلِمُونَ بِهِ قَلِيلُ

فَقَدْ عَظُمَتْ مُصِيبَتُنَا وَجَلَّتْ ... عَشِيَّةَ قِيلَ: قَدْ قُبِضَ الرَّسُولُ

فَقَدْنَا الوَحْيَ وَالتَّنْزِيْلَ فِيْنَا ... يَرُوْحُ بِهِ وَيَغْدُو جِبْرَئِيْل

وَذَاكَ أَحَقُّ مَا سَالَتْ عَلَيْهِ ... نُفُوْسُ الخَلْقِ أَوْ كَادَتْ تَسِيْل

نَبِيٌّ كَانَ يَجْلُو الشَّكَّ عَنَّا ... بِمَا يُوْحَى إِلَيْهِ وَمَا يَقُوْل

وَيَهْدِيْنَا فَلاَ نَخْشَى ضَلاَلًا ... عَلَيْنَا وَالرَّسُوْلُ لَنَا دَلِيْلُ

فَلَمْ نَرَ مِثْلَهُ فِي النَّاسِ حَيًّا ... وَلَيْسَ لَهُ مِنَ المَوْتَى عَدِيْل

أَفَاطِمُ إِنْ جَزِعْتِ فَذَاكَ عُذْرٌ ... وَإِنْ لَمْ تَجْزَعِي فَهُوَ السَّبِيْل

فَعُوْدِي بِالعَزَاءِ فَإِنَّ فِيْهِ ... ثَوَابَ اللهِ وَالفَضْلُ الجَزِيْل

وَقُوْلِي فِي أَبِيْكِ وَلاَ تَمَلِّي ... وَهَلْ يَجْزِي بِفَضْلِ أَبِيْكِ قِيْل

فَقَبْرُ أَبِيْكِ سَيِّدُ كُلِّ قَبْرٍ ... وَفِيْهِ سَيِّدُ النَّاسِ الرَّسُوْلُ[15]



وفاة أبي سفيان بن الحارث

كان سبب موته أنَّه ذهب إلى الحج وعندما حلق الحلَّاق رأسه قطع ثؤلولًا كان في رأسه، فلم يزل مريضًا منه حتَّى مات بعد مَقْدِمِهِ من الحجِّ بالمدينة سنة عشرين هجريًّا، ودُفِن فِي البقيع، وقيل: في دار عقيل بن أبي طالب. وصلَّى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان هو الذي حفر قبر نفسه قبل أن يموت بثلاثة أيَّام[16].


[1] انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى 4/36، والقرطبي: الاستيعاب 4/1673، وعبد الملك العصامي: سمط النجوم 1/400.
[2] انظر: البيهقي: دلائل النبوة 5/27.
[3] الدَّحْدَاح: القصير كبير البطن. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة (د ح ح) 2/433، والزبيدي: تاج العروس 6/360.
[4] اللأي: الإِبْطاء والاحْتِباس والشدة والمشقة. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة (ل أ ي) 15/237، والزبيدي: تاج العروس 39/427، ومعجم اللغة العربية المعاصرة 3/1985.
[5] انظر: الواقدي: المغازي 2/807-809، وابن تيمية: الصارم المسلول، 2/269، وحكمه: مشهورة.
[6] انظر: ابن حجر: الإصابة 8/63.
[7] ابن حجر: الإصابة 7/152.
[8] الذهبي: سير أعلام النبلاء 3/129.
[9] ابن عبد البر: الاستيعاب 4/1676.
[10] ابن الأثير: أسد الغابة 6/141.
[11] الذهبي: سير أعلام النبلاء 3/129، 130.
[12] القرطبي: الاستيعاب 4/1675.
[13] الذهبي: تاريخ الإسلام 2/120.
[14] البيهقي: دلائل النبوة 5/27.
[15] ابن كثير: البداية والنهاية 7/103.
[16] ابن عبد البر: الاستيعاب 4/1676.

-قصة الاسلام