ظل العلماء يعتقدون خطأً أن التصلب العصيدي الذي يتمثل في تصلب الشرايين- السبب الأول للإصابة بأمراض الأوعية الدموية والوفاة- ينتج عن تفاعلات معقدة بين الزيادة المفرطة في الكولسترول والالتهابات في القلب والأوعية الدموية. إلا أن باحثين من كلية طب سان دياجو بكاليفورنيا توصلوا مؤخراً إلى أن الأمر ليس كما يبدو، وأن العلامات السابقة للكولسترول تكبح جينات الاستجابة للالتهابات. ويمكن أن يقدم هذا الجزء حلا جديدا لعلاجات التصلب العصيدي الذي يتسبب في وفاة عشرات الآلاف من الأمريكان كل عام. وأوضح كاتب الدراسة كريستوفر جلاس الأستاذ بأقسام الطب وطب الجزيئات والخلايا بكلية طب سان دياجو أن في جدران الشرايين تكمن خلايا الجهاز المناعي التي تعرف بـ "macrophages" أو الخلايا الملتهمة، ووظيفتها الرئيسية أن تلتهم الخلايا الأخرى أو كل ما هو غريب على الجسم، وعندما تقوم هذه الخلايا بذلك فهذا يعني أنها تلتهم مخزون الكولسترول عند الخلايا الأخرى، ونتيجة لذلك تعمل هذه الخلايا على تطوير طرق مؤثرة جداً للتخلص من الكولسترول الزائد". إلا أن بعض الخلايا الملتهمة تفشل في التصرف بشكل ملائم في الكولسترول الزائد مما يسمح بتراكم الكولسترول داخل هذه الخلايا كقطرات دهنية تعطي للخلايا اسمها كخلايا ملتهمة رغوية. وتنتج هذه الخلايا جزيئات تستدعي خلايا مناعية أخرى وتفرز جزيئات تعطي إشارات لجينات بعينها لإحداث التهابات. وفي هذه الدراسة التي نشرت مؤخراً بجريدة الخلية، أراد الباحثون معرفة كيف يؤدي تراكم الكولسترل و إلى حدوث التهابات، ولماذا تفشل الخلايا الملتهمة في القيام بوظيفتها، بالاستعانة بنماذج لفئران المعمل تنتج الكثير من الخلايا الملتهمة، وتوصل الباحثون لاكتشافين غير متوقعين؛ أولهما أن الخلايا الرغوية تكبح تنشيط الجينات التي تزيد من الالتهابات، وثانيهما أنهم حددوا الجزء الذي يساعد الخلايا الملتهمة الطبيعية على إدارة توازن الكولسترول. ويرى الباحث أن هذا الكشف يفتح الباب لإنتاج عقار جديد يستهدف هذا الجزء لتقليل مخاطر الإصابة بالتصلب العصيدي الناتج عن زيادة الكولسترول بالجسم