تتيح السياحة في سنغافورة التعرف على المدينة الحديثة والتي تأثرت بشدة بالثورة التكنولوجية وهذا يظهر بشدة على شوارعها ومبانيها، ولكن إلى جانب ذلك تتيح السياحة أيضًا هناك التعرف على ثقافات شعوب مختلفة كما هو الحال في الحي الصيني والهند المصغرة وشارع العرب وغيرهم الكثير، بالإضافة إلى التعرف على تاريخ شعوب انتهت من زمن. ومن أمثلة ذلك متحف وكنيسة سجن تشانغي الذي تم تخصيصه لعرض أهوال وتاريخ الحرب العالمية الثانية وما عاناه المواطنون أثناء الاحتلال الياباني لسنغافورة وشجاعة وجلد الجنود في هذه الفترة.
متحف وكنيسة سجن تشانغي في سنغافورة
تعتبر الزيارة إلى كنيسة ومتحف سجن تشانغي في سنغافورة وسيلة فعالة للحصول على نظرة عامة من الماضي عن الحرب المروعة في سنغافورة. بُني هذا المبنى لتذكير السجناء الشجعان من تشانغي الذين اضطروا إلى تحمل ظروف مروعة في الحرب العالمية الثانية، مصلى سجن تشانجي هو نسخة طبق الأصل من الكنيسة التي أقامها أسرى الحرب الأستراليين خلال الاحتلال الياباني من 1942 إلى 1945. يعرض المتحف بشكل حصري خطابات وصور ورسومات شخصية لأكثر من 50 من المدنيين فضلا عن الجنود الاستراليين والبريطانيين الذين سجنوا في سجن تشانغي.

وعلى الرغم من تفكيك الكنيسة الأصلية وإرسالها إلى أستراليا، أنشأ مجلس سنغافورة للترويج السياحي، بالاشتراك مع مصلحة السجون في سنغافورة، الكنيسة المتماثلة المجاورة لسجن تشانجي في عام 1988، نتيجة للاهتمام العميق الذي أبداه السجناء السابقون والحرب وعامة الناس. وفي وقت لاحق، تحولت كنيسة ومتحف سجن تشانغي إلى الموقع الحالي في عام 2001 عندما أعيد بناء سجن تشانغي وتم التوسع فيه. وتقع الكنيسة في الفناء المحيط بالمتحف وهي صورة نمطية للعديد من الكنائس التي بُنيت أثناء الحرب العالمية الثانية.
وكقصر للمحتجزين الذين لقوا حتفهم خلال الحرب العالمية الثانية، تعرض كنيسة ومتحف سجن تشانغي تشكيلة متنوعة من اللوحات والرسائل والرسومات والصور التي تصور آلام وعذاب المدنيين والجنود من خلال أمراضهم وجوعهم وإذلالهم وفقدان الحرية. واحدة من أكثر العروض المؤثرة هي ” جداريات تشانغي ” التي تشمل سلسلة من اللوحات على أساس موضوعات الكتاب المقدس من قبل ستانلي وارن – طيار بريطاني الذي تم سجنه في سجن تشانجي. وقد تم الانتهاء من هذه الجداريات باستخدام مواد محدودة وقٌدمت كمصدر محكم لتحصين الأرواح الموجودة في مصلى السجن.

وقد تبرع أسرى الحرب السابقين وأسرهم إلى معظم معارض المتحف ، مثل لوحات ورسومات ويليام هاكسورث، والتي بدورها توفر نظرة عميقة عن الحياة اليومية للسجناء خلال الاحتلال الياباني. ومن المعالم البارزة الأخرى للمتحف عروض الفيديو في شكل “شانغي من خلال عيون هازورث” و “إليزابيث تشوي”. وعلاوة على ذلك، فإن المتحف هو موطن لمجموعة نادرة من الأعمال الأدبية التي تلقي الضوء على الحقائق الصارخة للحياة خلال الحرب العالمية الثانية.