ربي...
أريد أن أتكلم عنك ولكن الكلام يتجمد على شفتي، فأرسل لي جمرة من نار التوبه لأحرق بها آثامي فأتطهّرً قبل أن أنطق اسمك وأصف للناس عظم حبك.
كم من مرّة نظرت إليك عندما كنت أغرق في بحر التجارب وعندما صرخت مددت يدك الطاهرة وانتشلتني! ولما تلاعبت الأفكار بعواطفي المضطربة، أرسلت روح قدسك وهدأتني!
لقد أعطتني أكثر مما أستحق أو أطلب! والآن أُريد أن أرفع صوتي في كل مكان لأعلن للناس عظم حبك، لكني أحتاج إلى كلمات ذهبية ذات أحرف نورانية.. أحتاج إلى لغة سماوية تضم كل كلمات الحُب في معانيها!
احملني إلى فوق لكي أطير نحو بستانك، نحو زهورك العطرة، لأمتص منها رحيق الحياة لأُقدّمه لإخوتي لكي يتذوّقوا حلاوتك وينزعوا مرارة العالم من أفواههم..
إسمح لي يارب أن أرتشف من كأس وصاياك، لكي أملأ كاسات البشر فهم في حاجة إليك، في حاجة أن يرتوا وتهدأ نفوسهم الحائرة وتستقر قلوبهم بجانب عرشك الأقدس!
كم أتمنى في بداية عام جديد أن أنسى الماضي العقيم وأتطلع إلى المستقبل المشرق المنير، وكم أكون سعيداً لو رسمت بريشة حبك المغسولة بماء السماء وألوان مجدك البديعة الزاهية صورة يسوعي الحبيب واطبعها على شمع قلبي لكي أتطهر ويتقدّس كل من ينظر إليَّ.
إقلع يارب جذوري من أرض الموتي فقد أحاطت بي الأشواك تريد أن تخنقني، وأغرسني وردة صغيرة وجميلة في بستانك السماويّ وأرويني من ماء طهرك وغذيني بطعام حبك.
فدعني أطير نحو عرشك الأقدس، لا بجناحين فقط بل بأجنحة كثيرة.. بالإيمان والتوبة والصلاة والمحبة وأعمال الرحمة..
شد أوتار قلبي لأعزف أنشودة الحب وقوي خيوط فكري لكي لا تأسرني أفكار العالم، فأسبح في بحر حبك الممتليء بالتأملات والفرح والسلام..
فباركنا يارب في العام الجديد واملأنا من روح التوبة واجعل أيامنا كلها محبة وفرح وسلام.. لنقول مع الملائكة: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة