تعد الأعياد موسم للمشاركة و الاحتفال مع الأحباب و الأصدقاء، و مع هذا فيوجد الكثير من الناس يشعروا بالوحدة في هذا الوقت من السنة.
الوحدة
الشعور بالوحدة هو وباء يشعر به الكثير من الناس، و الكثير مننا يمر بأوقات من التغيير الإجتماعي الكبير و تعد شبكات الإنترنت و كل التكنولوجيا الجديدة التي تحيط بنا، هي محركات ضخمة في التغلب على الشعور بالوحدة، و هذا يسمح بالبقاء على الإتصال مع الآخرين دون الحاجة للإتصال بهم.
البشر و الشعور بالوحدة
يتفق الجميع على ان كل البشر هم أهم أساس في المجتمع، و هم بحاجة كبيرة إلى التفاعل مع بعضهم البعض، و كل البشر يميلون إلى تنظيم أنفسهم في المجتمع، و الشعور بالوحدة هو مصطلح شعوري يميل إلى العزلة الإجتماعية، و هذا شيء ليس جديد حيث أنه تم كتابة هذا في الكتب الكلاسيكية القديمة.
و هي آلية بيولوجية تدفع الناس إلى إيجاد التفاعل الإجتماعي الذي يفتقره الكثير من الناس، فعقل الإنسان الذي يعيش وحيدا يدفعه إلى العثور على شخص لأن يتفاعل معه، و البشر غالبا بحاجة إلى المشاركة حيث أن البشر منذ القدم و هم بحاجة إلى المشاركة مع بعضهم البعض ليكي يظلوا على قيد الحياة.
و وجود البشر بجانب بعضهم البعض يكفل الحماية و الدعم لأنفسهم و لذريتهم، و أدمغتنا لا تزال تعتقد أنها بحاجة إلى أن تكون محاطة بالآخرين إذا أرادت البقاء على قيد الحياة و البقاء.
اضطرابات الوحدة
بطبيعة الحال الشعور بالوحدة هو شعور طبيعي و يمر به الكثير من البشر في مراحل معينة من حياتهم، و لكن الحالات المزمنة من الوحدة لا يمكن أن تأتي بالكثير من الخير و لا بالأمور الإيجابية لأي أحد، و العزلة الإجتماعية قد تؤدي إلى الشعور بالقلق و الإكتئاب، كما تؤدي إلى اضطرابات ما بعد الصدمة، وتؤثر تأثيرات سلبية على الخلايا العصبية للدماغ.
و هذه تهديدات حقيقية تحدث لبعض الفئات الأكثر عرضة للوحدة و العزلة الإجتماعية، و هي ما يتم تجاهله بشكل كبير من الناحية النفسية، و إذا تم البحث في الإنترنت عن وباء الشعور بالوحدة، فسوف نجد أن الكثير من الناس قد طرحوا أسئلة مختلفة في هذا المجال.
و مثال لهذه التساؤلات هي هل لشخص أن يموت بسبب الشعور بالوحدة، و السؤال عن الوحدة و أثرها قد تكرر و بدأت تعتبر مصدر للقلق على الصحة العامة في المجتمع.
الشعور القاتل بالوحدة
تم نشر الكثير من الأبحاث لتسلط الضوء حول هذه المسألة، و قد وجد الباحثون أن العزلة الإجتماعية تؤثر على تنشيط الخلايا العصبية و تؤثر على الدوبامين و السيروتونين.
ووجدوا بأن الخلايا العصبية الدوبامين الموجودة في منطقة الدماغ و هي التي تقوم بالعمل على تفعيل نواة الرفاة الظهري، و هو الاستجابة الى الحالة الحادة للعزلة الإجتماعية، و هي تسبب دوافع البحث عن إعادة التواصل في التفاعلات الإجتماعية.
تجارب على تأثيرات الوحدة على الدماغ
تمت دراسة الكثير من الأبحاث و عمل تجارب على الفئران التي تم عزلها و كان يتم تتبع ردود أفعالهم عندما تم إدخال فأر جديد إليهم، و بعد هذا وجد أن الفئران المعزولة عندما تم دخول فئران جديدة إليهم أظهرت نشاطًا ملحوظًا في منطقة الدماغ.
و هذا النشاط هو المسئول عن تحفيزهم و دفعهم إلى التفاعل مع الفئران الجديدة الموجودة معهم، و من ناحية أخرى أظهرت الفئران التي كانت تتفاعل مع الفئران الأخرى، عدم الإهتمام للفئران الجديدة بشكل كامل.
التغلب على الوحدة
كل النتائج تشير إلى أن الفرد الذي يشعر بالوحدة يسعى إلى التفاعل الإجتماعي، و قال الباحثون أن تفعيل الخلايا العصبية ضروري و مهم للأفراد المعزولين، لأن هذا النوع من الأفراد هم الذين يحتاجون إلى التفاعل الإجتماعي أكثر من غيرهم.
و لكي يتم التغلب على الوحدة يجب التقليل من التفكير و الإهتمام بالمشاعر السلبية، و البحث أن أشخاص جدد يشعرون بنفس الشعور و الإندماج و هذا يساعد في تخطي المشكلة.