الطبيعة مليئة بالمفاجاة والأسرار التي لم نعلمها حتى اليوم ، وهذه الطبيعة المذهلة التي خلقها الله تعالى تهدينا كل فترة هدية من أجل حل الأزمات التي نعيشها في العالم ، والحقيقة أنه عندما تجتمع الطبيعة مع العلم من أجل حل مشاكل البشر تكون النتائج حقا لا تصدق ، وهذا الاتحاد هو ما يسعى لها العلماء في الجامعات العالمية ، لهذا نجد العديد من المنتجات الاستهلاكية تسمى بالصديقة للبيئة ، وذلك لتجنب الاضرار والكوارث الطبيعية التي تحدث بسبب الأضرار الكبيرة جداً التي تلحق بالنظام البيئي بسبب ممارسات البشر .
ما هي النباتات المضيئة
بعد مجموعة من الأبحاث العلمية التي حاول من خلالها العلماء التوصل إلى طريقة للإضاءة صديقة للبيئة ، وكذلك أقل تكلفة من توليد الكهرباء الذي يكلف ملايين الدولارات ، واستطاع بالفعل مجموعة من العلماء والباحثين في معهد ( ماساتشوستس ) المتخصص في مجال التطوير التكنولوجي للقيام بعمل تعديل وتطوير لنبات الجرجير الأخضر ، من أجل استخدامه في توليد الكهرباء وجعله هو نفسه يضيء لبعض الساعات.
وبالفعل قام مجموعة من العلماء والباحثين المتخصصين في مجال الهندسة الوراثية للنباتات بإضاءة نبات الجريجر وتطوير الأمر من أجل إضاءة تكفي لاستخدامه في القراءة أو لرؤية الأماكن المحيطة ، وقد قام العلماء لتطويرالجرجير بهدف الحد من استخدام الكهرباء في العالم ، وكذلك لحصول على بدايل صديقة للبيئة في الاماكن الاكثر فقراً على مستوى العالم ، وأيضاً توفير الضوء في رحلات التخيم ورحلات الصحراء ، ويتطلع العلماء إلى تطوير عملية الإضاءة من خلال نبات الجرجير وباقي النبتات الاخرى التي تصلح لهذا الأمر ، وذلك للحد من استهلاك الكهرباء في أنحاء العالم ، ويتوقعون ان النباتات المضيئة من الممكن ان تحد من الاستهلاك العالمي للكهرباء بنسبة 20 % تقريباً .
وقد أوضح المهندس ( مايكل سترانو ) وهو واحد من القائمين على هذا المشروع العلمي بجامعة ( ماساتشوستس ) أن الهدف من هذه التجارب التي استغرقت سنوات من البحث ، هو تعديل وتطوير النباتات من أجل العمل كمصباح مكتبي ووحدات إضاءة صغيرة لا تحتاج إلى التوصيل الكهرباء واستخدام الطاقة التي تكلف العالم مبالغ طائلة ، حيث ان هذا النوع من المصابيح المصنعة من نبات الجرجير لا يحتاج إلى التوصيل بالكهرباء لستمداد الطاقة ، كما أن الطاقة التي يترتب عليها وجود إضاءة هي مستمدة من النبات نفسه ولا تحتاج إلى أي مساعدات أو إمدادات خارجية .
الطريقة العلمية المستخدمة لإضاءة نبات الجرجير في جامعة ( ماساتشوستس )
أعلن أحد العلماء المشاركين في هذا التطوير الخاص بالهندسة الوراثية للجرجير ، أن الفريق الذي قام بهذا الابتكار قام باستخدام مجموعة من جسيمات ( نانوية ) تم تصميمها خصيصاً حتى يمكن تضمينها داخل أوراق نبات الجرجير الرقيقة ، وبسبب هذا التضمين يحدث النباتات حالة من التوهج والإضاءة ، ويرجع ذلك إلى تفاعل يحدث بين أحد الإنزيمات الموجودة في أوراق الجرجير ويسمى ( انزيم لوسيفيراس ) وجزيء أيضاً داخل الأوراق يمى ( جزيء لوسيفيرين ) ويحدث هذا التفاعل ايضاً بفضل إضافة مجموعة من الإنزيمات تسمى إنزيمات مشاركة في تعزيز الأداء .
ويضيف العلماء أن هذا الابتكار مر بمجموعة من التحديثات ، فإن المرة الأولى التي استطاع العلماء فيها إضاءت هذه النباتات ، ظل الجرجير مضيء لمدة 45 دقيقة ولكن الأن أصبح الجرجير يضيء لمدة ثلاثة ساعات ونصف تقريباً وبشكل متواصل ، ويتطلع العلماء إلى تنفيذ هذه الفكرة على الأشجار المتواجدة في الشوارع بدلاً من وجود أعمدة للنور .