TODAY - 08 August, 2010
القوات الأميركية سلمت مهامها القتالية للجيش العراقي وعشرات القتلى بتفجيرات غامضة بالعراق
مشهد من تفجير انتحاري سابق
قالت مصادر أمنية وطبية عراقية إنه قتل أكثر من 60 شخصا وأصيب 70 آخرون في تفجيرات شهدتها مدينة البصرة جنوبي العراق.
وأوضح مصدر أمني إن ثلاثة انفجارات متزامنة وقعت مساء السبت في شارع عبد الله بن علي بمنطقة العَشّار المركز التجاري لمدينة البصرة جنوبي العراق.
وقال الصحفي هشام المحمداوي من مدينة البصرة للجزيرة، إن الانفجارات نجمت عن انفجار مولد كهربائي كبير في سوق العَشّار، مما أدى إلى مقتل تسعة من المتسوقين وجرح 18 شخصا آخرين تم نقلهم إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج.
في حين نقلت وكالة رويترز عن مصدر أمني أن 16 شخصا قتلوا في الانفجار وأن 110 أشخاص أصيبوا في الانفجار الذي لم تعرف أسبابه بعد. ولاحقا أعلنت مصادر طبية وأمنية أن عدد القتلى تجاوز الستين.
وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة علي المالكي إن التحقيق جار لمعرفة السبب، وإنه ليس من المعروف ما إذا كان هجوما "إرهابيا" أو غير ذلك.
وكان أربعة من الشرطة العراقية قتلوا وجرح ستة آخرون إضافة إلى أربعة مدنيين في اشتباكات بالأسلحة النارية اندلعت بين قوات الأمن العراقية ومسلحين مجهولين كانوا يختبئون في منزل تبين أنه يستخدم في تجهيز السيارات الملغومة وتخزين الأسلحة في حي السيدية بجنوبي بغداد، حسب مصادر الشرطة.
وقد أطلق المقاتلون الثلاثة النار على الشرطة عندما حاصرت المنزل قبل أن يلوذوا بالفرار ليشتبكوا من جديد مع دورية أخرى للشرطة في نقطة تفتيش بمنطقة التاجي, شمال بغداد.
وأدى الهجومان إلى مقتل أربعة أفراد من الشرطة وجرح عشرة آخرين من بينهم ستة شرطة, وتمكن المهاجمون من الهرب باتجاه المناطق الريفية.
وفي حادثين منفصلين, ذكرت الشرطة أن مسلحين فتحوا النار على مركبة لشرطة المرور، مما أسفر عن مقتل شرطي وإصابة ضابط في حي الحرية شمال غربي بغداد.
وفي مدينة الفلوجة, التي تقع على بعد خمسين كيلومترا غرب العاصمة العراقية, فتح مسلحون النار على نقطة تفتيش للشرطة العراقية، مما أدى إلى مقتل شرطي وإصابة ثلاثة آخرين.
وفي الكرمة -30 كيلومترا شمال غرب بغداد- قالت الشرطة إن عدة قنابل انفجرت في منزل زعيم بمجالس الصحوة، مما أدى لإصابة تسعة من أفراد أسرته, وذكرت شرطة الكرمة كذلك أن عدة قنابل انفجرت في منزل رجل شرطة أسفرت عن مقتل أربعة من أفراد أسرته.
وفي كركوك -الواقعة على بعد 250 كيلومترا شمال بغداد- قالت الشرطة إن مسلحين يستقلون سيارة قتلوا برصاصهم الليلة الماضية امرأة قرب منزلها.
وقتل ما مجموعه 396 من المدنيين في تفجيرات وهجمات بالعراق خلال يوليو/تموز، وهو تقريبا ضعف عدد القتلى في يونيو/حزيران.
احتجاجات على انقطاع الكهرباء في بغداد (الفرنسية-أرشيف)
تخريب
من جهة ثانية تعرضت 10 خطوط للضغط العالي تنقل الطاقة الكهربائية إلى بغداد للتخريب، مما تسبب في زيادة القطع المبرمج للتيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من العاصمة العراقية إلى ما يزيد على 20 ساعة في اليوم.
وبحسب بيان صدر السبت عن المكتب الإعلامي لوزارة الكهرباء العراقية فإن 10 خطوط للضغط العالي تعرضت ليل الجمعة وفجر السبت للاستهداف، مما تسبب في خروجها من الخدمة وخسارة المنظومة الكهربائية مئات من الوحدات الكهربائية.
واعتبر البيان أن هذه الأعمال تأتي في إطار "الهجمة الشرسة من قبل المجاميع المسلحة" التي تستهدف خطوط الضغط العالي "بهدف عزل منظومة محافظة بغداد -وخاصة مناطق الكرخ- عن المنظومة الكهربائية العامة للبلاد".
تسليم مسؤوليات
في هذه الأثناء سلمت الولايات المتحدة مسؤولية كل مهامها القتالية السبت إلى قوات الأمن العراقية، في علامة جديدة على أن انسحابها من العراق يمضي في جدوله الزمني، على الرغم من الأزمة السياسية العراقية وزيادة أعمال العنف في الآونة الأخيرة.
وقال الرئيس الأميركي باراك اوباما يوم الاثنين الماضي إنه سيلتزم بوعده بإنهاء العمليات القتالية في العراق بحلول 31 أغسطس/آب الجاري، مع نقل المسؤولية الأمنية إلى قوات الشرطة والجيش العراقييْن التي دربتها القوات الأميركية.
وقال القائد الأعلى للقوات الأميركية في العراق الجنرال ريموند أوديرنو للصحفيين بعد احتفال المغادرة لآخر قوة قتالية أميركية "اليوم يوم مهم جدا، حيث نواصل تقدمنا نحو المسؤولية الكاملة لقوات الأمن العراقية".
وستخفض واشنطن عدد قواتها في العراق إلى 50 ألف جندي بحلول الأول من سبتمبر/أيلول المقبل بعد سبع سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق. ويوجد في العراق حاليا أقل قليلا من 65 ألف جندي أميركي، وكان هذا العدد في ذروة الصراع قد وصل إلى ما يقارب 150 ألف جندي.
جنود أميركيون يطوون علم بلادهم أثناء تسليم قاعدة عسكرية للقوات العراقية (رويترز-أرشيف)
وقامت فرقة من الجيش العراقي خلال الاحتفال باستعراض فحص مركبات وإجراءات أمنية أخرى تستخدم كثيرا في العراق، حيث ما زالت التفجيرات وغيرها من الهجمات أمرا يوميا على الرغم من انخفاض معدل العنف بشكل عام عن الذروة التي وصل إليها في عامي 2006 و2007.
وبينما كانت تلك آخر فرقة قتالية تسلم المسؤولية للقوات العراقية، فستبقى ست فرق في العراق بعد مغادرة القوات القتالية الأميركية بنهاية الشهر الجاري.
وستصبح الفرق الست التي تحمل اسم فرق الإرشاد والمعاونة واقعا ابتداء من الأول من سبتمبر/أيلول المقبل، عندما تتحول الولايات المتحدة رسميا إلى القيام بدور استشاري، بينما تواصل تدريب قوات الشرطة والجيش العراقييْن.
وتقوم القوات الأميركية بدوريات تدعم فيها نظيرتها العراقية منذ شهور. ويقول القادة الأميركيون إن الـ50 ألف جندي الذين سيبقون في العراق بنهاية هذا الشهر سيكونون كافين للتعامل مع أي زيادة غير متوقعة في أعمال العنف.
الجزيرة نت