المؤمن من أمسك الفضل من كلامه
الجوهرة:11- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال:
المؤمن من طاب مكسبه وحسنت خليقته، وصحت سريرته، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من كلامه، وكفى الناس من شرّه، وأنصف الناس نفسه.
المؤمن من أمسك الفضل من كلامه
الجوهرة:11- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال:
المؤمن من طاب مكسبه وحسنت خليقته، وصحت سريرته، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من كلامه، وكفى الناس من شرّه، وأنصف الناس نفسه.
صف لنا صفة المؤمن
الجوهرة: 12- عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قام رجل يقال له همّام، وعابداً ناسكاً مجتهداً، إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) وهو يخطب، فقال: يا أمير المؤمنين صف لنا صفة المؤمن كأننّا ننظر إليه؟ فقال(عليه السلام):
ياهمّام المؤمن هو الكيّس الفطن، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شيء نفساً، زاجر عن كلّ فان، حاضّ على على كل حسن، لا حقود ولا حسود ولاوثّاب
ولا غيّاب ولا مغتاب، يكره الرفعة ويشنأ السمعة، طويل الغمّ، بعيد الهمّ، كثير الصمت، وقور ذكور صبور شكور، مغموم بفكره، مسرور بفقره، سهل الخليقة، ليّن العريكة، رصين الوفاء، قليل الأذى، لا مُتأفّك ولا متهتّك، إن ضحك لم يخرق، وإن غضب لم ينزق، ضحكه تبسّم واستفهامه تعلّم، ومراجعته تفهّم، كثير علمه عظيم
حلمه، كثيرالرحمه، لايبخل ولا يعجل ولا يضجر ولا يبطر، ولا يحيف في حكمه، ولا يجور في علمه، نفسه أصلب من الصلد، ومكادحته أحلى من الشهيد، لا جشع ولا هلع ولا عنف ولا صلف، ولا متكلّف ولا مُتعمّق، جميل المنازعة، كريم المرجعة، عدل إن غضب، رفيق إن طلب، لا يتهوّر ولا يتهتّك ولا يتجبّر، خالص الودّ، وثيق العهد، وفيّ العقد، شفيقٌ وصول حليم خمول، قليل الفضول، راض عن الله (عز وجل)، مخالف لهواه، لا يغلظ على من دونه، ولا يخوض فيما لا يعينه، ناصر للدين محام عن المؤمنين، كهف للمسلمين، لا يخرق الثناء سمعه ولا ينكي الطمع قلبه، ولا يصرف اللعب حكمه، ولا يطّلع الجاهل علمه، قوّال عمّال عالم حازم، لا بفحّاش ولا بطيّاش، وصول في غير عنف، بذولٌ في غير سرف، لا بختّال ولا بغدّار، ولا يقتفي أثراً ولا يحيف بشراً، رفيق بالخلق ساع في الأرض، عون للضعيف غوث للملهوف، لا يتهتّك شراًَ ولا يكشف سرّاً،كثير البلوى قليل الشكوى، إن رأى خيراً ذكره وإن عاين شراً ستره،
يتبع.....
تكمله...صف لنا صفة المؤمن
يستر العيب ويحفظ الغيب، ويقبل العثرة ويغفر الزّلة، لا يطّلع على نصح فيذره ولا يدع جنح حيف فيصلحه، أمين رصين، تقيٌّ نقيٌّ زكيٌّ رضيٌّ، يقبل العذر ويجمل الذكر، ويحسن بالناس الظن ويتّهم على الغيب نفسه، يحبّ في الله بفقه وعلم، ويقطع في الله بحزم وعزم، لا يخرق به فرح ولا يطيش به مرح، مذكّر للعالِم معلّم للجاهل، لا يتوقّع له بائقة ولا يخاف له غائلة، كلّ سعي أخلص عنده من سعيه وكلّ نفس أصلح عنده من نفسه، عالم بعيبه شاغل بغمّه، لا يثق بغير ربّه، غريب وحيد جريدٌ(حزين) يحبّ في الله ويجاهد في الله ليتّبع رضاه، ولا ينتقم لنفسه بنفسه، ولا يوالي في سخط ربّه، مجالس لأهل الفقر مصادق لأهل الصدق، مؤازر لأهل الحق، عون للقريب أبٌ لليتيم بعلٌ للأ رملة، حفيّ بأهل المسكنة مرجوّ لكلّ كريهة، مأمول لكل شدّة ،هشّاش بشّاش لا بعيّاب ولا بجسّاس، صليبٌ كظّام بسّام،دقيق النظر عظيم الحذر، لا يجهل وإن جُهل عليه يحلم، لا يبخل وإن بخل عليه صبر، عَقِلَ فاستحيى وقنع فاستغنى، حياؤه يعلو شهوته وودّه يعلو حسده، وعفوه يعلو حقده، لا ينطق بغير صواب، ولا يلبس إلاّ الإقتصاد، مشيه التواضع، خاضع لربّه بطاعته، راض عنه في كلّ حالاته، نيّته خالصه، أعماله ليس فيها غشّ ولا خديعة، نظره عِبرة سكوته فكرة وكلامه حكمة، مناصحاً متباذلا متواخياً، ناصح في السرّ والعلانية، لا يهجر أخاه ولا يغتابه ولا يمكر به، ولا يأسف على ما فاته، ولا يحزن على ما أصابه، ولا يرجو ما لا يجوز له الرجاء، ولا يفشل في الشدّة ولا يبطر في الرخاء، يمزج الحلم بالعلم والعقل بالصبر، تراه بعيداً كسله دائماً نشاطه، قريباً أمله قليلاً زلَـله متوقعاً لأجله، خاشعاً قلبه، ذاكراً لربّه، قانعة نفسه، منفياً جهله، سهلا أمره، حزيناً لذنبه، ميّتة شهوته
كظوماً غيظه، صافياً خلقه آمناً منه جاره، ضعيفاً كبره، قانعاً بالذي قدّر له، متيناً صبره، محكماً أمره كثيراً ذكره، يخالط الناس ليعلم ويصمت ليسلم ويسأل ليفهم،
ويتّجر ليغنم، لا ينصت للخبر ليفجر به، ولا يتكلّم ليتجبّر به على سواه، نفسه منه في عناء والناس منه في راحة، أتعب نفسه لآ خرته فأراح الناس من نفسه،إن
بُغِيَ عليه صبر حتّى يكون الله الذي يننصره له، بُعده ممّن تباعدمنه بغض ونزاهة، ودنوّه ممّن دنا منه لين ورحمة، ليس تباعده تكبّراً ولا عظمة، ولا دُنوّه خديعة ولا خلابة، بل يقتدي بمن كان قبله من أهل الخير، فهو إمام لمن بعده من أهل البرّ.
قال: فصاح همّام صيحة ثمّ وقع مغشياً عليه.
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أما والله لقد كنت أخافها عليه، وقال: هكذا تصنع الموعظة البالغة بأهلها.
فقال له قائل: فما بالك يا أمير المؤمنين؟
فقال: إنّ لكلًّ أجلا لا يعدوه وسبباً لا يجاوزه، فمهلا لا تعد فإنّما نَفَثَ على لسانك شيطان.
الجوهرة: 13- عن الحارث الهمداني، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
حسبك من كمال المرء تركه ما لا يجمل به، ومن حياءه أن لا يلقى أحداً بما يكره، ومن عقله حسن رفقه، ومن أدبه علمه بما لا بدّ منه، ومن ورعه عِفّة بصره وعفّة بطنه، ومن حسن خلقه كفّه أذاه، ومن سخائه برّه لمن يجب حقّه، ومن كرمه إيثاره على نفسه، ومن صبره قلّة شكواه، ومن عدله إنصافه من نفسه وترك الغضب عند مخالفته، وقبوله الحقّ إذا بان له، ومن نصحه نهيه لك عن عيبك، ومن حفظ جوارحه ستره لعيوب جيرانه وتركه توبيخهم عند إساءتهم إليه، ومن رفقه تركه الموافقة على الذنب بين أيدي من يكره الذنب ووقوفه عليه، ومن حسن صحبته إسقاطه عن صاحبه مؤنة أداء حقّه، ومن صداقته كثرة موافقته، ومن صلاحه
شدّة خوفه من ذنبه، ومن شكره معرفته بإحسان من أحسن إليه، ومن تواضعه معرفته بقدره، ومن حكمته معرفته بذاته، ومن مخافته ذكر الآخرة بقلبه ولسانه، ومن سلامته قلّة تحفّظه لعيوب غيره وعنايته بإصلاح نفسه من عيوبه.
دواء الذنوب
الجوهرة: 14- اصلٌ لبعض قدمائنا: بإسناده إلى عمّار بن ياسر(رحمه الله) قال: بينا أنا أمشي بأرض الكوفة، إذ رأيت أمير المؤمنين(عليه السلام) جالساً وعنده جماعه من الناس، وهو يصف لكلّ إنسان ما يصلح له، فقلت: يا أمير المؤمنين أيوجد عندك دواء الذنوب؟
فقال(عليه السلام ) نعم أجلس، فجثوت على ركبتي حتّى تفرّق الناس، ثمّ أقبل عليّ فقال: خد دواء أقوله لك، قال: قل يا أمير المؤمنين.
قال(عليه السلام): عليك بورق الفقر وعروق الصبر، وهليلجَ(هليج) الكتمان وبليج(بليلج)الرضا، وغارَ يقون الفكر، وسقمونيا الآحزان، واشربه بماء الأجفان، وأغِله
في طَنجيرِ الفلق، ودعه تحت نيران الفرق، ثمّ صفّهِ بمنخل الأرق، واشربه على الحرق، فذاك دواك وشفاك يا عليل.
صِف وبالله التوفيق
الجوهرة: 15- اليافعي، قال: مرّ أمير المؤمنين( كرّم الله وجهه) في بعض شوارع البصرة، فإذا هو بحلقة كبيرة والناس حولها، يمدّون إليها الأعناق ويشخصون
إليها بالأحداق، فمضى إليهم لينظر ما سبب اجتماعهم، فإذا فيهم شاب حسن الشباب نقي الثياب، عليه هيبة ووقار وسكينة الأخيار، وهو جالس على كرسيّ والناس
يأتونه بقوارير من الماء، وهو ينظر بدليل المرض، ويصف لكلّ واحد منهم ما يوافقه من أنواع الدواء، فتقدّم إليه (كرّم الله وجهه) وقال: السّلام عليك أيّها الطبيب
ورحمة الله وبركاته، هل عندك شيء من أدوية الذنوب فقد أعيى الناس دواءها يرحمك الله! فأطرق الطبيب برأسه إلى الأرض ولم يتكلّم، فناده الإمام ثانية فلم يتكلّم، فناده ثالثة كذلك فرفع الطبيب رأسه بعدما ردّ السّلام وقال: أوَتعرف أنت أدوية الذنوب بارك الله فيك؟ قال (كرّم الله وجهه): نعم، قال:صِف وبالله التوفيق، فقال(كرّم الله وجهه): تعمد إلى بستان الايمان فتأخذ منه عروق النيّة وحبّ الندامة، وورق التدبّر وبزر الوداع، وثمر الفقه وأغصان اليقين، ولبّ الإخلاص وقشور الإجتهاد، وعروق التوكّل وأكمام الإعتبار وسِيقان الإنابة وتعرياق التواضع.
تأخذ هذه الأدوية بفلب حاضر وفهم وافر، بأنامل التصديق وكفّ التوفيق، ثمّ تضعها في طبق التحقيق، وتغسلها بماء الدموع، ثمّ تضعها في قدر الرجاء وتوقد عليها بنار الشوق حتّى
ترعى زبد الحكمة، ثمّ تفرغها في صحاف الرضا وتروّح عليها بمراوح الأستغفار، ينعقد لك من ذلك شربة جيّدة، ثمّ تشربها في مكان لا يراك فيه أحد إلاّ الله تعالى، فإنٌ ذلك يزيل عنك الذنوب حتّى لا يبقى عليك ذنب أبداّ. فأنشأ الطبيب قائلا:
يا خاطب الحوراء في خدرها شمّر فتقوى الله من مهرها
وكـن مـجـدّاً لا تـكن وانـياً وجاهد النفس على صـبرها
ثمّ شهق شهقه فارق بها الدنيا.
جزاكم الله تعالى كل خير
ورزقكم الشفاعة في الدنيا والأخرة
في المؤمن عشرون خصلة
الجوهرة: 16- عن ابن نباتة، قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:
سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن صفة المؤمن فنكس رأسه ثمّ رفعه فقال: في المؤمن عشرون خصلة، فمن لم يكن فيه لم يكمل إيمانه: يا عليّ إنّ
المؤمنين هم الحاضرون الصلاة، والمسارعون إلى الزكاة، والحاجون لبيت الله الحرام، والصائمون في شهر رمضان، والمطعمون المساكين، الماسحون رأس اليتيم،
المطهّرون أظفارهم، المتّزرون على أوساطهم، الذين إن حدّثوا لم يكذبوا وإذا وعدوا لم يخلفوا وإذا ائتمنوا لم يخونوا واذا تكلّموا صدقوا، رهبان بالليل، اُسدٌ بالنهار،
صائمون النهار، قائمون الليل، لا يؤذون جاراً ولا يتأذّى بهم جار، الذين مشيهم على الأرض هوناً وخطاهم إلى بيوت الأرامل وعلى إثر الجنائز، جعلنا الله وإيّاكم
من المتّقين.
المؤمن غِرٌّ كريم
الجوهرة: 17- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول:
المؤمن غِرٌّ كريم، والفاجر خَبٌّ لئيم، وخير المؤمنين من كان مألفة للمؤمنين، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف.
شرار الناس من يبغض المؤمنين
الجوهرة: 18- قال علي(عليه السلام): وسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: شرار الناس من يبغض المؤمنين وتبغضه قلوبهم، المشّاؤون بالنميمة
، المفرّقون بين الأحبّة، الباغون للبراء العيب(العنت)، اُولئك لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم،
ثمّ تلا(صلى الله عليه وآله وسلم):
{ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَ أَلَّفَ بَيْنَ قُلُوِبهِمْ} من سورة الأنفال:62-63.