بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
يُروى ان شخصاً متديناً في العراق اسمه السيد محمد علي القزويني ، يملك خمسمائة ليرة ذهبية ، وهو يعرف ان الخمس واجب ، ويريد ان يبرئ ذمّته تجاه ربِّه بأن يدفع ما عليه ، لكنه كلّما هّم بدفع الخمس لم تطاوعه نفسه وانقطعت حيلته.
ويوماً من الأيام أخذ المال الذي عليه ووصل الى باب الحاكم الشرعي (العالم)، فلم تطاوعه نفسه دفع مائة ليرة ذهبية. فرجع.
ثم عاد الكرة عدّة مرات دون جدوى.
ويوماً عزم عزماً أكيداً على الدفع ، فأخذ المال ووضعه في جيبه. ولما وصل الى حضرة العالم ، وجد عنده عدّة أشخاص ، فقال للحاضرين : من فضلكم كّتفوني ، وأخرجوا المال الذي في جيبي ، وأعطوه للعالم ، فإنني لا أقوى على إخراجه بنفسي.
فكتّفوه وربطوه بالحبل ، وأخرجوا المال من جيبه ، وهو يصيح ويصرخ ، فلم يلتفتوا اليه.
ثم فكّوه بعد ان أعطوا العالم المبلغ.
وفي تلك الحال وبعد ان أيقن ان المال الذي أخذوه منه لم يرجع اليه ، قال : الحمد لله ، الآن خلّصتموني من النار ، وفككتم رقبتي من عذاب جهنّم .
وهذه القصة تبين مدى تعلّق بعض الناس بالمال تعلقاً شديداً ، رغم تديّنهم.
وكما قال الشاعر:
قد بُلينا في عصرنا بأناسٍ يظلمون الأنام ظلماً عمّا
يأكلون التراث أكلاً لمّا ويحبون المال حبًّا جمًّا .