تظهر معظم السحب في سماء الأرض نتيجة تفاعل الرذاذ والأشعة الفضائية عالية الطاقة.
وأشار العلماء في مقال نشر في مجلة Nature Communications إلى أنهم اكتشفوا اللغز الأخير في كيفية تأثير الدقائق (الجسيمات الكونية) الفضائية وتغير النشاط الشمسي أو توهج السوبرنوفا في مناخ الأرض، بحسب رئيس مجموعة البحث هنريك سفينسمارك من الجامعة التكنولوجية في الدنمارك.
ويتكون الرذاذ من قطرات صغيرة جدا من السوائل وذرات صلبة، تعكس جزءا من أشعة الشمس وتسبب تكثيف الرطوبة في السحب، ما يؤدي إلى "تبريد" كوكبنا.
ويعتقد معظم علماء المناخ أن الجزء الأكبر من الرذاذ يتكون بفضل تفاعل بخار الأمونيا وغاز ثاني أكسيد الكبريت في طبقات الجو السفلى.
ويضيف سفينسمارك أن العلماء لا يمكنهم الجزم بسبب تحول الرذاذ إلى ما يسمى بـ "نواة التكثيف" المولد للسحب. فقطرات الرذاذ بحد ذاتها لا يمكن أن تؤدي إلى نمو السحب لكونها صغيرة جدا مقارنة بـ "نواة التكثيف". وكان هذا الأمر موضع جدل لفترة طويلة، إلى أن تمكن علماء المناخ والفيزياء في الدنمارك من اكتشاف اللغز، من خلال التجارب التي أجروها في ظروف مخبرية تحاكي ظروف طبقات الجو العليا للأرض.
لقد لاحظ العلماء أن ظهور كمية صغيرة من الأيونات يؤدي إلى تعجيل عملية تكون "نواة التكثيف" وزيادة حجم الرذاذ. لذلك يشيرون إلى أن الدراسات السابقة أهملت عاملا مهما، وهو أن الأرض تتعرض باستمرار إلى أشعة كونية ذات طاقة هائلة ودقائق الرياح الشمسية، التي يصل جزء صغير منها إلى طبقات الجو السفلى.
ويضيف العالم الدنماركي قائلا: "قد تكون الأشعة الكونية السبب في تولد عدد من الظواهر المناخية الشاذة في السابق مثل (العصر الجليدي الصغير) في القرون 16-19، وغيره من فترات البرد التي عصفت بالأرض في القرون الوسطى والقديمة، وكذلك التأثير في مناخ الأرض بصورة عامة".