العلم هو منير الظلمة، وكاشف الغمة، وباعث النهضة، هو سلاح لكل فرد ولكل مجتمع، يريد ان يتحصن ويهابه العدو، وهو أساس سعادة الفرد، ورفاهية المجتمع ورخاء الشعوب، والبشر جميعا. وقد حث الله سبحانه وتعالى على طلب العلم لما له من اثر فعال، ونفع كبير، يعود على الذات الفردية والجماعية فقال الله لنبيه صلى الله عليه واله وسلم (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، اقرأ وربك الاكرم، الذي علم بالقلم، علم الانسان ما لم يعلم). ونستطيع ان ندرك ما تحويه هذه الايات من دليل واضح على فضل العلم، وعلو منزلته، واثره العظيم ومدى اهميته، ومن مقدمات هذا الدليل ان هذه الايات هي اولى ايات القران الكريم نزولا على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وانها جاءت في اول سورة نزلت على قلب النبي صلى الله عليه واله وسلم، وبدأت هذه الايات بلفظ (اقرأ) الذي هو احدى وسائل ادراك العلم، والحصول عليه، وقد حض النبي صلى الله عليه واله وسلم على طلب العلم فقال صلى الله عليه واله وسلم: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»، وما نشاهده اليوم من المصنوعات والمخترعات الحديثة من سفن فضاء وصواريخ عابرة للقارات وطائرات اسرع من الصوت، ومنها من دون قائد، وقمر صناعي وعقل الكتروني، وغير ذلك من المخترعات الحديثة التي خدمت الانسان المعاصر، كل ذلك دليل ظاهر، وبرهان ساطع، يشير إلى منزلة العلم واثره على البشرية.قال الشاعر: العلم يرفع بيوتا لا عماد لهاوالجهل يهدم بيوت العز والكرم ولقد حرص النبي صلى الله عليه واله وسلم على العلم والاستزداه منه، ومن ثم يحزن على يوم يفوته دون زيادة في العلم، لذا كان يكثر صلى الله عليه واله وسلم من الدعاء به فيقول امتثالا لأمر ربه تبارك وتعالى (وقل رب زدني علما)، ولم يكتف النبي صلى الله عليه واله وسلم بنفسه في الاعتناء بالعلم بل حرص على ان يتعلم المسلمون ويتزودوا به، من اجل ذلك اتخذ الخطوات الايجابية نحو تحقيق هذا الهدف، ومن ذلك انه اصدر قرارا في عقب غزوة بدر يحدد فيه فداء الرجل المشرك الاسير الذي لديه قدر من التعليم ان يعلم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة حتى يفك قيده من الاسر.اذا كان للعلم قداسة وتعظيم يحظى به من الشعب والفرد، فكذلك يظفر المتعلم باجلال واحترام وعلو في