دحض علماء من جامعة أوتاغو في نيوزيلاندا الآراء التقليدية السائدة عن مخاطر الجلوس لساعات طويلة على الصحة.
وأكد الباحثون بعد إجراء سلسلة من البحوث (واسعة النطاق)، أن نمط الحياة أو العمل المكتبي الذي يتطلب فترات طويلة من الجلوس أمام الحاسوب أو أي أجهزة أخرى، لا يقود إلى السمنة ولا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
حيث أجرى العلماء تحليلا تجميعيا لـ 23 دراسة مصغرة، اتضح من خلاله وبعد حساب سرعة زيادة الوزن للناس الذين يعيشون نمطا ثابتا (الجلوس لفترات طويلة)، أنه لا يؤدي إلى زيادة ملحوظة في الوزن ولا يؤثر على ظهور أو تطور أمراض القلب والأوعية الدموية.
ووفقا للدراسة فإن الجلوس لساعة إضافية لمدة خمس سنوات يزيد من محيط الخصر بنسبة 0.02 ميليمتر فقط، وهذا يعني أن الجلوس لفترات طويلة لن يلعب دورا كبيرا في زيادة ملحوظة في الوزن عمليا.
ويقول مؤلفوا الدراسة إن الضرر الأكبر في زيادة الوزن وظهور الأمراض القلبية يأتي من سوء التغذية والأطعمة الدهنية الدسمة.
وتقول ميريديت بيدي رئيسة مجموعة البحث المسؤولة عن قسم التغذية في جامعة أوتاغو: " لقد اكتشفنا علاقة بسيطة جدا وغير هامة بين مؤشر كتلة الجسم والجلوس الطويل أمام التلفاز أو جهاز الحاسب، وللحصول على نتائج أشمل في هذا المجال ينبغي علينا القيام بمزيد من البحوث والتحاليل".
يذكر أن هذه ليست الدراسة الأولى من نوعها التي تثبت بطلان النظرية التي تقول إن الجلوس الطويل يؤدي للسمنة أو أمراض القلب، فمنذ فترة قريبة قام علماء أمريكيون بتجربة شارك فيها حوالي 5000 متطوع أثبتوا من خلالها أن نمط الحياة الثابت ليس له أي تأثير على تطور الأمراض لدى المتطوعين، ولا يؤدي إلى وفيات مبكرة.
ويلغي هذا البحث جميع مفاهيم أسلوب الحياة الصحية المتداولة، كما يمكن أن يؤدي إلى إفلاس صناعة بأكملها تتعلق بالرياضة (النوادي والأجهزة الرياضية).