لم يول علماء الآثار سابقا أي اهتمام لجزيرة كيسار الإندونيسية الواقعة إلى الشمال من تيمور الشرقية، ولكنها أذهلتهم بعد أول زيارة.
وزار فريق علمي برئاسة البروفيسورة سيو أوكونور، جزيرة كيسار لأول مرة، وذهلوا مما شاهدوه حالما وطئت أقدامهم أرضها، لأن أول ما شاهدوه كانت رسوم الإنسان والحيوانات على الصخور في كل مكان.
وتقول البروفيسورة أوكونور: "كانت هذه الجزر الإندونيسية مركزا لتجارة التوابل خلال آلاف السنين. والرسوم التي شاهدناها هي لزوارق وكلاب وخيول وناس يمسكون بأيديهم ما يشبه الدروع. ورسوم أخرى لأشخاص يدقون الطبول في مناسبة ما".
وترى الخبيرة أن لما عثر عليه خبراء الآثار قيمة تاريخية كبيرة، لأن منطقة جنوب شرق آسيا وجزرها تعد أحد مهود الحضارة البشرية. وتبرز هذه الاكتشافات العلاقة الوثيقة بين جزيرتي كيسار وتيمور، لأن بعض الرسوم شبيه جدا بتلك الموجودة في تيمور الشرقية، التي تتميز بصغر حجم الأشخاص المرسومين وكذلك الحيوانات.
رسوم أخرى
ويعتقد العلماء أن الناس كانوا يتنقلون بين هذه الجزر قبل زهاء 3500 سنة، عندما بدأت الشعوب الأسترونيزية باستيطان هذه المنطقة مع حيواناتهم المنزلية بما فيها الكلاب، ويبدو أنهم بدأوا بزراعة الحبوب هناك.
كما يلاحظ في بعض الرسوم وجود "اسطوانات" تمثل طبولا حديدية، كالتي ظهرت في شمال فيتنام وجنوب الصين قبل 2500 سنة، ومن هناك انتشرت في بقية المناطق.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن سيو أوكونور وفريقها هم أول من اكتشف أقدم سنانير لصيد الأسماك، يعود تاريخها إلى 44 ألف سنة خلت.