صدر عن مجمع ترينت (1545- 1563) الذي دعا إلى انعقاده البابا بولس الثالث ، عدة دساتير تعتبر جزءًا من التعليم اللاهوتي للكنيسة الكاثوليكية في شرح الكتاب المقدس والأسرار السبعة . عرّف المجمع طبيعة الأسرار السبعة وأعاد تأكيد مبدأ التحوُّل الجوهري في القداس الإلهي مشكلاً أساس فهم الافخارستيا بالمعنى المعاصر .
وهذه هي القوانين في شأن سرّ الإفخارستيا المقدس التي صدرت عن المجمع وعلى المسيحيين معرفتها والتقيّد بها :
1651– ق1. إذا قال أحدٌ أنه في سرّ الإفخارستيا المقدس لا يوجد في الحقيقة والواقع جوهرياً جسد سيدنا يسوع المسيح ودمه، وفي الوقت نفسه ولاهوته، أي المسيح كلّه، بل قال أنها لا توجد إلاّ رمزياً وصورياً أو بالقوة: فليكن محروماً .
1652– ق2. إذا قال أحدٌ أن جوهر الخبز والخمر، في سرّ الإفخارستيا المقدس، يبقيان مع جسد سيدنا يسوع المسيح ودمه، وأنكر هذا التحوّل العجيب والفريد لكل جوهر الخبز إلى جسده، ولكل جوهر الخمر إلى دمه، فيما يلبث شكلا الخبز والخمر، هذا التحوّل الذي تدعوه الكنيسة على وجهٍ موافقٍ جداً، تحوّلاً جوهرياً: فليكن محروماً.
1653– ق3. إذا أنكر أحدٌ أن المسيح، في سرّ الإفخارستيا الموقر، يوجد بكامله تحت كل شكل، وفي كل جزء من أجزاء الشكلين بعد فصلهما: فليكن محروماً .
1654– ق4. إذا قال أحدٌ إن جسد سيدنا يسوع المسيح ودمه، بعد انتهاء التقديس، ليسا في سر الإفخارستيا العجيب، ولكن عند تناولهما فقط، لا قبل ولا بعد، وإن جسد الرب الحقيقي لا يبقى في القربان أو الأجزاء المقدسة الباقية بعد التناول أو المحفوظة: فليكن محروماًً .
1655– ق5. إذا قال أحدٌ أن ثمرة الإفخارستيا المقدسة الرئيسية هي مغفرة الخطايا، أو انها لا تأتي بأي فائدة أخرى: فليكن محروماً .
1656– ق6. إذا قال أحدٌ أن المسيح ابن الله الوحيد، في سر الإفخارستيا المقدس، يجب أن لا يعبد، حتى خارجياً، ويجب من ثم أن لا يحتفل به في عيدٍ خاص، ولا يُحمل باحتفال في زياحاتٍ بحسب طقس الكنيسة الجامعة المقدسة أو تقليدها، ولا يعرض علانية لعبادة الشعب، إذ أن الذين يعبدونه عم عبّاد أوثانٍ: فليكن محروماً .
1657– ق7. إذا قال أحدٌ أنه من غير المسموح به أن تُحفظ الإفخارستيا المقدسة في بيت القربان، بل من الواجب توزيعها حالاً على الحاضرين بعد التقديس، أو أنه من غير الجائز أن تحمل بكرامةٍ إلى المرضى: فليكن محروماً .
1658– ق8. إذا قال أحدٌ أن المسيح المقدّم في الإفخارستيا يؤكل روحياً فقط لا سرّياً ولا حقيقياً أيضاً: فليكن محروماً .
1659– ق9. إذا أنكر أحدٌ أن جميع المسيحيين من الجنسين، بعد بلوغهم سنَّ الرّشد، يجب عليهم أن يتناولوا كل سنة، على الأقل في عيد الفصح، وفق وصيّة أمّنا الكنيسة المقدسة: فليكن محروماً .
1660– ق10. إذا قال أحدٌ إنه لا يجوز للكاهن المحتفل أن يناول نفسه: فليكن محروماً .
1661– ق11. إذا قال أحدٌ أن الإيمان وحده تهيّؤ كافٍ لقبول سرّ الإفخارستيا المقدس: فليكن محروماً .
ولكي لا يقبل هذا السرّ العظيم بغير استحقاق فيكون للموت والدينونة، رسم هذا المجمع المقدس وأعلن أنه يجب على من يثقل ضميره خطأ مميت، وإن حكم بأنه تائب، أن يعترف قبل ذلك اعترافاً سرياً، إذا وجد معرّفاً.
إذا تجرَّأ أحدٌ وقال وعلّم ونشر بعنادٍ خلاف ذلك ودافع عن رأيه في المناقشات العامّة، فليكن محروماً .