لماذا شكر السيد المسيح؟ ولماذا نسمى هذا سر الشكر؟
كانت المشكلة هي الخطية التي فصلت الإنسان عن الله وبانفصال الإنسان عن الله سادت الخطية. وظهرت أصوات الأنبياء تنبئ بالخلاص المزمع أن يتم وانتظرت البشرية في انتظار ولهفة لكي تعود إلى الصورة الملكوتية التي طالما حرمت منها وجاء الابن الكلمة متجسدًالكي يفدى البشرية مقدمًا الغفران بدمه كفارة عن الخطية ومقدمًا الحياة بجسد القيامةالممنوح في الكنيسة في هذا السر المقدس وفي أول لقاء بين المسيح والكنيسة ممثلة في التلاميذ الإحدى عشر، لكي يمنحهم جسده ودمه الأقدسين. رأى الصورة الملكوتية التي طالما اشتهت الكنيسة أن تراها أن تدخل في ملكية الله، ملكية كاملة فشكر المسيح الآب نيابة عن الكنيسة عن هذه الحالة أو هذه الصورة التي تحققت من خلال التناول كإعلان عن الفداء.في كل مرة نعمل طقس القداس نأخذ نفس الجسد الذي أعطاه المسيح ونفس الدم. أحيانًا يسأل البروتستانت سؤالًا خبيثًا:
إذا كان المسيح وهو في وسط التلاميذ أعطاهم خبزًا وخمرًا وهو بجسده في وسطهم والخبز على المذبح تقولون عليه جسدًا ودمًا؟
ربنا عنده حاضر دائم فيه كل الأحداث واحده يراها كلها أمامه ممكن يأخذ أمرًا قبل الآخر ليس هناك ماضي أو مستقبل. فالمسيح أعطاهم الدم قبل أن يسفك دمه وأعطاهم جسد القيامة قبل أن يموت فهذا لأنه فوق الزمن.
تعبير فوق الزمن نتيجة عدم محدودية الله فهو يعيش في حاضر دائم.
الناتج عن عدم محدودية الله الأحداث الممتدة كل هذا فوق الزمن.
أي أن حدث الصليب حدث مرة ولكنه ممتد. ليس حدثًا، حدث في لحظة معينه وانتهى في لحظة معينه هو فعلًا حدث في لحظة معينه لكنه لم ينته في لحظة معينه. انتهى كحدث لكن تأثيره وفاعليته ممتدة. ولذلك حدث الصليب ممتد من خلال القداس، وحدث القيامة ممتد من خلال القداس. لذلك نعتبر القداس امتدادًا حقيقيًا للأحداث الخلاصية التي تممها السيد المسيح. ولذلك يسمى الذكرى.
التعبير الثالث الذكرى السرائرية موجودة. بمعنى أنها ذكرى ممتدة. أي دعوة الشيء إلى الوجود الدائم. غير الذكرى التاريخية. الذكرى التاريخية صاحبها غائب غير موجود. لكن الذكرى السرائرية موجودة وجودًا دائم. ما معنى كلمة سرائرية إذا كانت ذكرى تاريخية فهي ذكرى أشياء فاتت "ففيما نحن أيضًا نصنع ذكرى آلامه المقدسة وقيامته من الأمواتوصعوده إلى السموات وجلوسه عن يمينك أيها الآب" كل هذا حدث لكن (وظهورك الثاني المخوف) هذا لم يحدث وهذا دليل على أنها ذكرى سرائرية فوق الزمن تجمع الماضي والمستقبل. كل هذا عن طريق الطقس.
نقطتان نختم بهما هذا الفصل.
إن الطقس هو نظام العبادة ودائمًا العبادة تتضمن اللحن والكلمة والحركة. هذا مثل الطقس. أي الكلمة الملحنة المصاحبة للكلمة.
ففي صلاة الصلح مثلًا أبونا يقول صلاة الصلح بالكلمة الملحنة. ولكن بالحركة يصلى بيدين عاريتين إنه يعطى صورة ما قبل الصلح العرى الذي أصاب البشرية. فالكاهن هنا يمثل البشرية العارية نتيجة الخطية. وفيما هو يصلى بالكلمة الملحنة يقدم الحركة الدالة على المعنى المقصود وهنا يكون الطقس كامل المعنى مع اللحن مع الحركة. وهكذا في الجزء الثاني وهو يقول بمسرتك يا الله باللحن يمسك اللفافة المثلثة والتي كانت موضوعة علىالإبرسفرين والتي تشير إلى الحجاب الذي كان يحجز بين الإنسان والله وشماس واقف ماسك الصليب في شرق المذبح إشارة إلى أن هذا الحجاب انشق وأزيل بالصليب. فالطقس هو الكلمة الملحنة المصاحبة للحركة. هذا هو الطقس. أيضًا كلمة أجيوس كلمة ملحنه يغير اللفائف يعمل يده على شكل صليب. ويغير اللفافة التي في اليد اليمنى لليد اليسرى والتي في اليد اليسرى في اليمنى ويبدل اللفافة التي فوق الكأس مع اللفافة اليسار. إشارة إلى رفرفة الأجنحة للشاروبيم والسيرافيم وهم يقولون قدوس يسجدون أمام الله. فتجد الكلمة الملحنة المصاحبة للحركة.