كان هناك مملكة كبيرة يسكنها مجموعة من الناس الطيبون الذين اشتهروا بالتجارة المربحة حتى أن جميع سكان المملكة كانوا من الأغنياء فالمملكة كان يعمها الرخاء حتى أن الجنود كانوا لا يبذلون أي مجهود لحماية بلادهم فلا يوجد أي عمل يقومون به حتى أنهم أصيبوا جميعًا بالكسل وامتد الأمر ليصل إلى رجال الدولة الذي كانوا يعانون من الفراغ فلا توجد أي مشاكل بالدولة لدراستها فالجميع يعيش في سلام ويقومون بتنفيذ القوانين.

كان الإمبراطور يحب الملابس الجديدة والغالية والتي كانت تصنع خصيصًا له، وكانت لديه خزانة كبيرة مملؤة بالملابس العجيبة والغريبة، كان يقوم بتغيير ملابسه كل ساعة ولا يرتدي الملابس المغسولة أبدًا فدائمًا ما يرتدي الجديد، لذلك كانت تصنع الملابس الجديدة دائمًا خصيصًا لإرضائه
كان الناس يتساءلون دائمًا عن سر أناقة إمبراطورهم الذين كانوا يفتخرون بأناقته وملابسه المميزة والجميلة ومع اقتراب يوم الاحتفال العالمي كان كل ما يشغل بالهم هو ما سوف يرتديه الملك، وقد تناقلت الأخبار بين أفراد حاشية القصر وبين الشعب أن الملك سوف يرتدي يوم الاحتفال العالمي زيًا لا مثيل له لم يرتديه أحدًا من قبله لهذا صار الناس يتلهفون لرؤية إمبراطورهم يرتدي هذا الزي العجيب
الزي العجيب الذي لا يراه الحمقى:
وبينما كان الناس يتحدثون حول هذا الأمر سمعهم اثنان من الغرباء الذين وصلوا المملكة حديثًا، كان الغرباء هم أثنان من اللصوص جاءوا للتخفي في هذه المملكة حتى لا يعرفهم أحد وعندما سمعوا بقصة الملك الذي لا يرتدي إلا الأزياء الغريبة والعجيبة وعن إعداده لحفلة كبيرة قرروا أن تكون ضحيتهم التالية هي الملك.

أشاع اللصان بين الناس أنهم سوف يصنعون ثيابًا عجيبة للملك لا يستطيع أن يراها الأحمق أو الموظف الذي لا يلائم وظيفته، فاندهش الناس وقالوا هل من المعقول هذا؟ فأجاب اللصان: نعم لأن الملابس مصنوعة من خيوط وأقمشة خاصة تكشف الموظف الذي لا يلائم وظيفته لذلك إن مهمتنا محددة لكشف أولئك الذين يعتلون المناص بدون وجه حق، فرح الناس وظنوا أن هؤلاء اللصوص هم فعلًا خياطون ماهرون.
اللصوص والملك:
وصل اللصان إلى قصر الملك وأخبرا الحاجب عن مهمتهم وأنهم جاءوا خصيصًا لصناعة هذا الزي العجيب من أجل الملك حتى يرتديه يوم الاحتفال الكبير، وصل الخبر للملك الذي استدعى الخيطان على الفور وما أن سمع قصة هذا الزي حتى قرر أن يكون هذا هو الزي الخاص بيوم الاحتفال وطلب منهم أن يصنعوا مزيدًا من الملابس من هذه الأقمشة حتى يستطيع أن يكتشف الموظفين الحمقى والغير ملائمين لوظائفهم، طلب المحتالان من الملك خيوطًا من الذهب والفضة ومجموعة من الجواهر لتزيين الزي الملكي وقد وافق الملك على طلبهم وطلب من مستشاره أن يعد غرفة للخياطين بالقصر حتى يستطيعوا العمل في هدوء.
يوم المهرجان:
أشاع المحتالان أنهما صنعا الملابس من اللونين الأسود والأحمر وأن ها مرصعة بجواهر حمراء وصفراء وعندما حضر مستشار الملك ليشاهد الملابس لم يرى شيئًا ففكر أنه لو قال أنه لا يرى الزي فسوف يقول الناس عنه أنه أحمق فقال للمحتالين إن هذا الزي رائع وسوف أخبر الملك، أسرع المستشار إلى الملك ليخبره عن روعة الملابس التي استطاع أن يشاهدها بنفسه وما هي إلا ساعات حتى عم الخبر جميع أنحاء المملكة، وحضر كل رجال القصر لرؤية الزي وعندما عرض عليهم الخياط الملابس اندهشوا جميعًا فهم لا يستطيعون رؤية شيء إلا أن كل واحدًا منهم صار يتغزل في جمال الثوب حتى لا يقول عنه الآخرون أنه أحمق ولا يضطر لترك وظيفته حتى أن الملك نفسه عندما شاهد الملابس الوهمية لم يرى شيء لكن أمام إعجاب مستشاريه بها وتغزلهم في جمال ألوانها قال لنفسه لابد أن أتظاهر أنني أرى هذا اللباس العجيب، حتى لا يعلم الناس أنني أحمق.

وعندما بدأ الاحتفال بالمهرجان تظاهر الملك أن يرتدي هذا الزي العجيب وخرج على الناس وهو يظن أن الجميع يرى الملابس ما عدا هو لأنه أحمق وظن الناس كذلك فصار كل واحد منهم يحي عن مميزات هذا الزي وألوانه الرائعة فالكل لا يريد أن يبدو أحمق، حتى جاء طفل صغير ووقف أمام الملك وقال له: لماذا لم ترتدي ملابسك قل أن تخرج أيها الملك، فاندهش الملك وأسرع عائدًا لقصره وهو يقول لنفسه أن هذا الطفل صغير ولا يعرف الكذب، وظل الناس يضحكون بصوت عال وهم يقولون الإمبراطور يمشي عاريًا عندها علم الإمبراطور أنه وقع ضحية لهذان المحتالان هو وجميع من بالقصر فأرسل الجنود في طلبهم وقام بمعاقبتهم جميعًا.