بحروفها الثمانية و العشرين، و بلاغتها العظيمة، و جذورها اللغويّة التي تُأصّلِ ُ كلّ شيء، و سبكِ عباراتها المُمتع، و نغمةِ صوتها المُريحة بوقعها الرقيق على القلب و الأذن، و جزالةِ كلماتها، و سحرِ بيانها، و جمالِ بديعها...
إلا أنّ هذه اللغة تَخوننا في أصعب المواقف، أو أنّها تخشى أن تُشاركنا لحظاتنا، فتتركنا لقمة سهلة للصمتِ المُظلم.
تتركنا حينَ نودّع أحداً عزيزاً فلا نعرفُ ما نقول، فتتحدث العيون منّا بدل اللسان.
تستحيي عندما يُحاول أحدنا أن يُعبّر عن شعورٍ يُلامسُ قلبه، و كأنّ الكلام في تلك اللحظات يُفسدُ دهشة الموقف.
تختفي تماماً حينما نحاولُ مواساةَ صديقٍ فقدَ أمّه، لا تُسعِفنا كلّ الجُمِل المُنمّقة في التخفيف من ألمه.
اللغة عظيمةٌ جداً لكنّها لا تَشرحُ كلّ شيء، لذلكَ خلقَ اللهُ الحُضنَ و الكَتف.
اعجبتي