يحتفل الهندوس هذه الايام بعيد اللورد غانيشا. يستمر العيد عشرة أيام. يرقص خلاله الهندوس الذكور على أنغام الطبول في الشوارع اما الاناث فيرقصن في البيوت والمعابد وراء الاحجبة وتوزع الحلوى والرز المفلفل على العابرين والطالبين.
يحرص الهندوس على اقتناء دمى للإله غانيشا وقد تكون دمى صغيرة بحجم قبضة اليد أو عملاقة يصل ارتفاعها الى ستين قدماً، تضاء هذه الدمى بالالوان والزينات والبخور وتنصب لها السرادق والخيم ثم ترمى في اقرب مياه في اليوم العاشر من العيد (نهر، بحيرة...) وتستنفر الحكومة والشركات الخاصة كل رافعتها العملاقة لرمي غانيشا في البحيرات وسط الصخب وصواريخ المهرجان وأصوات الطبول... الاحتفال الاكبر يجري في مومباي.
غانيشا هو إله الموجودات عند الهندوس. إنه أيضاً إله الحكمة، وإله التيسير وإله السلام والمثال والقدوة...
الاله غانيشا قصير، له رأس فيل بخرطوم وحيد وأربع أيد وجلد أصفر. الوعاء يرمز الى الشبع والنهضة والتقدم والعطاء. غانيشا يحمل في احدى أيديه كتلة من الحلوى وفي اليد الثانية زهرة لوتس، في الثالثة فأساً وفي الرابعة نايا. أما مركبة غانيشا فهو الجرذ، وهي إشارة الى تصاحب النقيضين في الحجم، والى اقتحام العوائق واختراقها.
غانيشا الاكثر عبادة واحتراماً بين الالهة الهندوسية. كل المذاهب الهندوسية تتوجه إليه بالدعاء والصلاة... صورته مطبوعة على بطاقات الدعوى في الاعياد ومناسبات الزواج والولادة. كل كتابة دينية تبدأ بعبارة "غانيشا إني أصلي لك".
تقول الاسطورة: في أحد الايام كانت الالهة الام "بارفوتي" تنعش جسدها بحمام بارد في الهواء الطلق في أحد البرك، بينما كان زوجها غائباً، باروفوتي كانت بحاجة الى خفير لحراستها من المتطفلين. فدعكت جسدها فاستحصلت فتائل من الادران، شكلت الكتلة على هيئة طفل ثم بعثت فيه الروح، طلبت من الغلام حراستها ومنع أيٍّ كان من الدخول.
في هذه الاونة جاء الاله شيفا فمنعه الغلام من الدخول، عرفه شيفا بنفسه، انه سيد المكان لكن الغلام كان امينا لأمر أمه... نشب جدال ثم تطور الى عراك وما كان من شيفا إلا أن اطاح برأس الغلام. خرجت بارفوتي على صوت الصراخ فوجدت ابنها مقتولاً فأرغت وازبدت وجنت من الغضب، وطلبت من زوجها اعادته الى الحياة فوراً ، فأمر شيفا جنده بإحضار رأس أول كائن حي يجدونه في طريقهم وهكذا أحضروا له رأس فيل.
فوضعه شيفا على جسد الغلام فبعث حياً.
تبدأ قدسية غانيشا ومواهبه من حكاية أخرى:
طلب شيفا من ابنيه غانيشا وكارتيكا الطواف حول الارض . فاسرع كارتيكا الى طاووسه وركبه ليعود أسرع من أخيه الاصغر أما غانيشا فأسرع الى الطواف حول أبويه. بارك شيفا ابنه الحكيم غانيشا بعد ذلك السلوك الحكيم بقوله: على العباد ان يقدسوك قبل أي عمل يقومون به. تبعاً لتعاليم ناراسيمها بورانا: انه اذا لم يقدس غانيش ويعبد قبل أي احتفال أو عرس فأن المصائب تترى، لذلك يقبل الناس على الصلاة لغانيش باستثناء الالهة الاخرى. ولهذا فهو يدعى "فيغني شور" أي ميسر الامور.
غانيشا هو إله خير مثلما هو إله شر. تقول الصلاة:ايها الاله ذو الخرطوم المعوج والجسد الضخم والمشرق كـ"مليون شمس".
غانيشا يمتلئ بالرموز والاشارات الروحية والهنود يؤمنون انه يتجلى فيهم بقيم وإشرافات ويعلمهم الجهاد والمثابرة والتضحية.