يمكن أن يتسبب تناول تفاحة واحدة يوميا في حمايتك من السمنة، خاصة إذا كانت التفاحة من صنف ” جراني سميث “، وذلك فقا لدراسة جديدة من جامعة ولاية واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية .
الدراسة
قام فريق البحث بقيادة جوليانا نوراتو من كلية علوم الأغذية في ولاية واشنطن، بنشر نتائج الدراسة في مجلة كيمياء الغذاء .
التفاح له العديد من الفوائد الصحية، وذلك وفقا لأبحاث ودراسات سابقة، ففي عام 2013، ذكرت صحيفة ميديكال نيوز توداي دراسة تشير إلى أن تناول تفاحة واحدة في اليوم قد يكون مفيد مثل استخدام الستاتين بصورة يومية، والذي يقوم بمنع حالات الوفاة الناتجة عن أمراض الأوعية الدموية .
كما أوضحت دراسة أجريت عام 2011 أن التفاح والكمثرى قد يقللان خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بأكثر من 50 %، ولكن وفقا للفريق الذي شارك في هذا البحث الأخير، فإن عدد قليل جدا من الدراسات قد نظرت في الكيفية التي تقوم بها المركبات النشطة بيولوجيا في التفاح، من حيث عدم الامتصاص أثناء عملية الهضم، مثل البوليفينول ( وهو نوع من مضادات الأكسدة )، والألياف الغذائية، التي تؤثر على البكتيريا المفيدة في الأمعاء وتعمل على صيانتها وتعزيزها وحمايتها .
وعلاوة على ذلك، لاحظت نوراتو أن عددا قليلا من الدراسات قد بحثت في كيفية التأثير الذي تستطيع فعله هذه المركبات النشطة بيولوجيا حسب تنوع أصناف التفاح .
المركبات الغير قابلة للهضم في تفاح ” جراني سميث ” وتعزيزها لنمو البكتيريا الجيدة في الأمعاء
ومع أخذهم ذلك في الاعتبار، قامت نوراتو وفريقها بتحليل كيفية تأثير المركبات النشطة حيويا لسبعة أنواع مختلفة من التفاح، هم : جراني سميث، وبرابورن، وفوجي، وغالا، وغولدن ديليسيوس، وماكنتوش، وريد ديليسيوس، على بكتيريا الأمعاء الجيدة للفئران البدينة والتي يسببها النظام الغذائي .
ووجد الباحثون أن : بالمقارنة مع جميع أصناف التفاح الأخرى، فيبدو أن الجراني سميث كان له التأثير الأكثر فائدة على البكتيريا الجيدة في الأمعاء .
وعادة ما يضعف توازن بكتيريا الأمعاء بين الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، ولكن عند مقارنة براز الفئران البدناء الذين قاموا بتناول تفاح ” جراني سميث “، مع البراز الخاص بالفئران الهزيلة، وجد الفريق أن نسب البكتيريا وتحديدا الفيرميكوتس، والباكتيروديتس، والإنتيروباكترياسي، والكولي إشريكية، والبايفيدوباكتريوم، كانت متشابهة إلى حد كبير جدا بين نوعين البراز .
اكتشافات الباحثون
ويوضح الباحثون أن تفاح الجراني سميث يحتوي على نسبة عالية جدا من الألياف الغذائية غير القابلة للهضم، والبوليفينول، كما أنه منخفض جدا في الكربوهيدرات، حتى بعد المضغ والتعرض لحمض المعدة والإنزيمات الهضمية، وهذه المركبات لا تهدر عندما تصل إلى القولون، كما أن البكتيريا الموجودة في القولون يتم تخميرها ويتضاعف حجمها، وذلك عن طريق إنتاج حمض البوتيريك الذي يحفز على نمو البكتيريا الجيدة في الأمعاء .
إحصائيات
هناك حوالي 34.9 % من البالغين الأمريكيين يعانون من السمنة المفرطة، ونتيجة لذلك، فهم في خطر متزايد بسبب احتمالية الإصابة بالأمراض المرتبطة بالسمنة، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني وحتى السرطان، وتقول نوراتو إن النتائج التي توصلوا إليها قد تؤدي إلى استراتيجيات تمنع السمنة وما يرتبط بها من اضطرابات .
إن عدم التوازن في البكتيريا داخل الأمعاء _ التي يحددها الطعام الذي نأكله _ يمكن أن يسبب التهاب مزمن يؤدي إلى مرض السكري، ولكن الباحثين يقولون أن إعادة التوازن الخاص بالبكتيريا في الأمعاء من خلال استهلاك تفاح جراني سميث، قد يقلل من هذا الالتهاب، وكذلك فإنه سيعمل على تعزيز الشعور بالشبع .
وتعليقا على هذه النتائج، تقول نوراتو :
” نحن نعلم أن التفاح هو مصدر جيد لهذه المركبات غير القابلة للهضم، ولكن هناك اختلافات في الأصناف، وستساعد نتائج هذه الدراسة المستهلكين على التمييز بين أصناف التفاح، التي يمكن أن تساعد في مكافحة السمنة والبدانة ” .