أي الملائكة يكون طاووس ملك:
إن الملائكة السبعة الذين خلقهم الله في الأديان السماوية والذي أورده ابن الأثير في الكامل في التاريخ في جزئه الأول من الكتاب هم :جبرائيل ,عزرائيل ,دردائيل ,شمخائيل ,ميكائيل ,عزافيل وعزازيل(25) .
أما الملائكة الذين وردت أسماؤهم في مصحف ره ش فهم :عزرائيل ,دردائيل ,اسرافيل ,ميكائيل ,جبرائيل , شمخائيل ونورائيل
وفي كتاب الجلوة هم كل من :جبرائيل ,عزرائيل ,دردائيل ,اسرافيل ,ميكائيل ,شمخائيل ونورائيل .
وفي دعاء المساء فهم :عزرائيل , جبرائيل ,ميكائيل ,دردائيل , شمخائيل ,عزازيل وعزافيل .
أما أيا من هؤلاء الملائكة هو طاووس ملك ورئيس الملائكة فلا يوجد اتفاق عليه فمنهم من يرى انه الملك عزازيل الذي هو طبعا غير إبليس المغضوب عليه وهو رأي غالبية الباحثين , ومنهم من يرى انه الملك جبرائيل وثمة من يرى بأنه الملك عزرائيل وآخرون يرون انه الملك نورائيل(26) , ولكل فريق له أسانيده وحججه في إثبات رأيه , ولو عرفنا وظيفة كل ملك من هؤلاء الملائكة لتمكنا من اعتماد الرأي الاصوب في تحديد من هو رئيس الملائكة , فالملك جبرائيل هو وحي الأنبياء والرسل والصالحين , والملك عزرائيل هو ملك الموت و قابض الأرواح عند موتها, أما الملك نورائيل الذي قد يكون الأقرب الى كونه رئيس الملائكة على اعتبار إن اسمه يدل عليه إلا انه لم يرد ذكره في دعاء المساء أو الغروب بالنص الآتي " يا شيخ شمس نلتمسك بحق عزرائيل ,جبرائيل , شمخائيل , ميكائيل ,دردائيل ,اسرافيل وعزازيل هؤلاء هم الملائكة السبع الكبار في كل العصور في أيديهم المفاتيح واقفين بحضرة الملك الجليل " ,كما لم يرد اسمه ضمن الملائكة السبع في الأديان السماوية الذين أوردهم ابن الأثير نقلا عن الطبري وبالتالي فان الملك نورائيل قد يستبعد أن يكون رئيسا للملائكة أما الملائكة كل من دردائيل واسرافيل وميكائيل وشمخائيل فلم نعرف عنهم أي تكليف سماوي خاص بهم فلم يبق سوى الملك عزازيل الذي تذكره الكتب السماوية بأنه الذي رفض السجود لآدم مع التحفظ على سبل ونتائج عدم السجود الذي ترده الأديان الى عصيانه الأمر الإلهي والذي تعتبره عقيدتنا خشوع وتوحيد وتنفيذ للمشيئة الإلهية فهو رئيس الملائكة وهو الذي يدعو الى فعل الخير والعمل الصالح والتعبد لله وحده والتزام طريق الحق وتجنب المعاصي والآثام وهي ما تدعو إليه جميع الأديان سماوية كانت أم غير سماوية فلا يوجد هناك أي دين حتى الوثنية منها من يدعو الى التزام الرذائل والمعاصي والآثام وترك عمل الخير وهذا مما يتهمنا به البعض من المسيئين والمغرضين من محدودي الإدراك وضعيفي الأفق والبصيرة من أن ديانتنا هي ديانة عبادة الإبليس والشر , وهي تهمة باطلة والتي جاءت إليهم كما يذكر احمد تيمور في (اليزيدية ومنشأ نحلتهم ) من قبل الملا يحيى المزوري أثناء حملة مير كوري الراوندوزي على اليزيدية كما أشاعها عنهم الراهب ارميا شامير حين يذكر الاخوين ويكرام في (مهد البشرية ) أثناء رحلتهما لمعبد لالش والتي اسماها معبد إبليس حيث يصفان الدين اليزيدي بأنه دين إيمان وخير وينفيان عنها عبادة الشر كما ينفيان الكثير من التهم التي لفقها عنهم ارميا شامير (27) , أما جورج حبيب في (اليزيدية بقايا دين قديم ) فيقول أن طاووس ملك لايمكن أن يكون ابليس لان طاووس ملك يدعو الى الخير بينما إبليس يدعو الى الشر (28). أما توفيق وهبي فيقول في (اليزيدية بقايا الديانة المثرائية ) "أما بالنسبة لعبادة الشيطان الذين اشتهروا به فقد اقتنع الباحثون دون الإتيان بأي برهان قاطع فيعتقد قسم منهم إن عبدة الشيطان هم بقايا عبدة اهريمن وهو المذهب الذي نشا من الزرادشتية بينما يعتقد آخرون بأنها ظهرت في العصر الإسلامي من مجموعة أحاديث كبار متصوفي بغداد وفلاسفتهم في ذلك العصر ونظرية ثالثة قائلة بان عقيدتهم نشأت من الحقيقة التي بشر بها الشيخ عدي وهي تحريم اللعن " .
ولم يرد ذكر عبادة الشيطان عن اليزيدية في الشرفنامة للبدليسي كما أن أوليا جلبي في السياحتنامه لم يذكر إن اليزيدية كانوا عبدة الشيطان (29) .