ان عبادة الشمس وتصورها وما يمت اليها بصلة هي اقدم عبادات الجنس البشري ، وان الشمس هي اول واعظم ما جلبت نظر الانسان الى المعنى الديني والوهية الكون كما اعتقد الانسان البدائي بوجود اتصالات وثيقة بين شعاع والتغيرات الحاصلة في احوال الجو وبين عالم الاحياء من جهة وما يقع على الارض من حوادث موسمية من جهة اخرى ، فتوصلوا الى ان حرارة الشمس هي العامل الاساسي في الظواهر الجوية وفي تناوب الفصول والمواسم ووسيلة ديمومة الحياة على الارض .
كان البدائيون يخافون ويهابون من كسوف الشمس فيهرعون الى المعابد للصلاة والدعاء وقد انقل هذا الخوف جيلآ بعد جيل حتى هذا الزمان ، وكان الانسان نفسه يستمد الهه من القوة الطبيعية فمنها القوة المستمدة من السماء او الجو الارض ومن القوة المستمدة من السماء التي عبدها الانسان البدائي كانت الشمس ذالك القرص الوهاج النير .
وكان اول من عبد الشمس تحت قواعد دينية منظمة السومريون والاكديون والكلدانيون ، فأسسو المعابد لعبادة الة الشمس ( اوتو ) أي الضوء والنور ودعو كـــــــــذالك ( بيار ) أي النير وسماه الساميون ( الشمس ) أي (شمش ) وكانو يصفونه بضوء العالم ضوء السماوات والارض وضوء الالهة الذي يواد الليل والنهار ويهب الحياة ويحمي الموتى ولانه ينير الظلمات فهو الهة العدل ، وبعد أن هيمن الاشوريون على مقدرات وادي الرافدين بأسره أصبح الاله شماش ( اله الشمس ) الاله المسيطر على المياه في السماء ومن ضمنها الامطار التي كانت اهم عنصر في حياة منطقة اشور التي تعتمد في ارواء محاصيلها الزراعية على الامطار وكان يرمز له بالقرص المجنح المتمثل فيه الاله اشور اله الاشوريين والتي تنبعث منه مياه الامطار من السماء .
الشمس في الديانة الفرعونية :كان ( اتون ـ اتوم ) من الالهة المصرية القديمة يمثلونه كهل ملتحي وعلى رأسه تاجان الاول احمر يمثل مصر السفلى والثاني ابيض ويمثل مصر العليا ومستقره الشمس وبيده صولجان الحكم ومعبده عين الشمس ، الا ان اله ( امون ـ امين ) كان الها محليا لمدينة طيبة وكانة كهنة هذا الاله يسمونه ملك الارباب .
وبالنظر للقواعد التي وضعها اخناتون تغيرت اغلب تلك المعتقدات .
الشمس في المعتقدات التركية : كان للشمس وحدها الاهمية الكبرى في المثيلوجية التركية ففي عهد دولة الهون الكبرى نرى تقسيم الشمس والقمر كل على حداه وبشكل مستقل وذبح الذبائح لهما ايضا وكان للجهة التي تشرق منها الشمس اهمية كبيرةبالنسبة لهؤلاء والبعض منهم كان ابوابهم تشرع بأتجاه الشمس اما الاتراك الياقوت فأنهم يقبلون الشمس والقمر كشقيقتين لا يمكن الفصل بينهما .
مكانة الشمس عند الاريين : الميثرائية
كان الارييون يعبدون الشمس ويحترمونها اكثر من أي معبود اخر لانها تعتبر مركز النور والحياة والميثراءية ( ميثراء ) اله الشمس من الهة الاريين يدين به الهنود والفرس والطورانيين وسادت نحو ستة قرون وانتشرت من ايران الى مصر ورومانيا واليونان ووصلت حتى جزيرة بريطانيا ، وقد جعله الفرس اله الشمس والنور والحق والعدل والكون وخالق الانسان ومن المعروف ان الميثرائية كانت منتشرة في ايران قبل الزردشتية وتاثرة الزردشتية بهذه الديانة تأثيرا بالغا وخاصة في تقديسها للشمس .
الشمس عند العرب : عبد العرب الكواكب والنجوم ومن ضمنها الشمس والقمر فجعلو كل اله من الهتهم رمزا لنجم أو كوكب وكان يعتقدون ان القمر رب الارباب والشمس زوجة الاله وأم الاله الاخرى وان النجوم ابنائها ، وبعد ما غرس دين ابراهيم في ضمائرهم واعتقد ان لهذا الكون ربا هو ( الايل ) فقد ظل هذا الاعتقاد راسخا في اذهانهم جعلو ل ( الايل ) زوجة اطلقو عليها ( الايلات ) ثم ( اللات) للتخفيف فصارت ( اللات ) رمزا للشمس .