نشر فريق من العلماء في جامعة ماكجيل الكندية برئاسة جوناتان ديفس مقالا في مجلة "Royal Society Open Science" العلمية، حيث وصف تطبيق أساليب علم الأحياء على اللغات العالمية.
يتراوح عدد اللغات في كوكبنا بين 5 و7 آلاف لغة حية. إلا أن الدراسة التي نشرها العلماء تقول إن لغة واحدة تختفي كل أسبوع في كوكبنا، ما يعني أن نصف اللغات المذكورة فقط سيبقى على قيد الحياة بحلول منتصف القرن الـ21. وتعتبر تلك عملية طبيعية، لأن الدول الكبرى والإنترنت عوامل تربط البشر، وتجعلهم يعيشون داخل مجتمعات كبيرة حيث يجب أن يفهم بعضهم الآخر. أما لغات القبائلوالقرى فمحكوم عليها بالموت عاجلا أم آجلا.
وفي طبيعة الحال لا يمكن إجبار أي أحد على التكلم بلغة شبه ميتة تكاد أن تختفي. لكن العلماء بوسعهم إنقاذها أو تسجيلها على شكل معاجم أو كتب مدرسية.
وتساءل العلماء عن اللغات التي تحتاج إلى الحفظ في الوقت الحالي.
وقال ماكس فاريل، أحد معدي الدراسة، إن "سرعة اختفاء اللغات تجعلنا نختار المهددة منها بشكل جدي". وأضاف قائلا: "كلما اشتدت عزلة اللغة عن شجرتها الوراثية، ازدادت المعلومات النادرة والفريدة التي تحتوي عليها ومدى إسهامها في التنوع اللغوي".
وطبق العلماء أسلوبا مقتبسا من علم الأحياء على اللغات التابعة للأسرة اللغوية الأسترونيزية التي ينطق بها أهل الجزر المنتشرة في جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ. وتضم تلك الأسرة نحو 1200 لغة، واختاروا منها 350، انطلاقا من مبدأ علم الأحياء الذي يجمع بين مؤشريْن: أصالة الجينات واحتمال اختفائها.
واستنادا إلى هذا المبدأ شغلت المرتبة الأولى في هذا التصنيف لغة "كافالان" شبه الميتة، وهي لغة جزيرة تايوان التي شكلت أساس لغات الأسرة الأسترونيزية السائدة في المنطقة منذ 4-6 آلاف عام. أما المرتبة الثانية فاحتلتها لغة "تانيبيلي" شبه الميتة لجزر سليمان، وأتت بعدهما لغتا "فاروبين" و"سينسينغ" في غينيا الجديدة.
وقال العلماء إن هذا المبدأ يمكن أن يطبق الآن على لغات أخرى تابعة لأسر لغوية أخرى، ومن بينها على سبيل المثال لغة "كيت" الميتة، والتي يعرفها إلى الآن أهل بعض القرى الواقعة على ضفاف نهر ينيسي في سيبيريا. ويعتقد العلماء أنها لغة سكان آسيا القدامى الذين كانوا يقطنونها قبل ظهور لغات الأسرة الهندوروبية وأسرة لغات ألتاي.