عيد الفصح أو البيساح:

هذا العيد هو ذكرى نجاة اليهود بقيادة موسى من فرعون مصراييم ( جمع مصر ). و" البيساح " الذي يعني العبور، هو إشارة لأمور عديدة: عبور ملك العذاب فوق أرض مصر دون المساس باليهود؛ عبور الشتاء الذي يفسح المجال للربيع؛ عبور اليهود من العبوديّة إلى الحريّة؛ وعبورهم البحر مع موسى. فالفصح بالتالي هو عيد الحريّة والربيع. كان اليهود، خارج إسرائيل، يحتفلون بهذا العيد ثمانية أيام؛ لكنهم في إسرائيل أنقصوا المدة يوماً واحداً. السمة المميزة لهذا العيد هي تناول الخبز الفطير ( مصوت )؛ وذلك كدليل على السرعة القصوى التي غادر بها اليهود مصر إذ لم يتح لهم الوقت لتخمير العجين.
يبدأ هذا العيد مساء يوم 14 نيسان، حين يبدأ البحث عن خميرة العجين وإخراجها من البيت. قبل العيد، تأتي أيام تنظيف الربيع التي تساهم أيضاً في الكشف عن وجود الخميرة في المنزل. اليومان الأولان واليومان الأخيران فتدعى بالعيدين الكبيرين؛ أما الأيام الأربعة التي تحل بين العيدين فتدعى " بالعيد الصغير "؛ والتي لا يكون فيها احتفال طقسي كبير، رغم أنه يؤكل فيها الخبز الفطير أيضاً.
عند بداية العيد تقام وليمة ( سيدير )، يجلس فيها ربّ الأسرة على رأس طاولة، وأمامه 3 أرغفة خبز فطير، قطعة عظم، لحم مشوي، حزمة نباتات مرّة، فاكهة مهروسة ومنقوعة بالنبيذ، بيضة، مخللات، ماء مالح أو مخلوط بالخل، وطعام رديء آخر. الغاية من الأطعمة الرديئة تذكّر الصعوبات التي واجهها اليهود أثناء التيه. يشرب ربّ العائلة 4 أقداح من النبيذ، ويترك قدحاً خامساً لإلياهو النبي [ مار إلياس أو الخضر ] حين ينزل من السماء. يتلو ربّ العائلة على مسامع أسرته قصّة الخروج من الأغاداه. وخلال هذا العيد تتم التضحية بحمل أو شاة أو جدي.
يمكن لبعضهم تأجيل العيد شهراً؛ ويسمّى بالتالي " الفصح الثاني ".