التقويم:
يقوم التقويم اليهودي على سنة مؤلفة من 12 شهراً. ويتكوّن كلّ شهر من 29 أو 30 يوماً. في العصور القديمة، كان الشهر القمري يبدأ حين يرى الشهود هلال القمر الجديد. لكن منذ القرن الرابع، صار التقويم يحسب سلفاً، وأهملت بالتالي شهادات المراقبين. ونحن نعلم أن السنة القمريّة أقصر من مثيلتها الشمسيّة بأحد عشر يوماً. ومن أجل أن تأتي الأعياد اليهوديّة، التي تعتمد أساساً السنة الزراعيّة-الشمسيّة، في أوقاتها المحدّدة، إضافة إلى حلولها في موعدها القمري الصحيح، كان يجب أن يتم خلق نوع من التناسب بين السنة الشمسيّة والسنة القمريّة. وهكذا، صار يضاف شهر قمري بين شهري شباط وآذار سبع مرّات كل تسعة عشر عاماً؛ ويسمّى شهر آذار الثاني ( وآذار ). تبدأ السنة الدينيّة بعيد رأس السنة ( روش ها شنه )، الذي يقع في الحقبة الممتدة بين شهري أيلول وتشرين الأول، حيث يعتقد اليهود التقليديّون عموماً أن الإله يحاكم العالم على أعماله في السنة التي مضت. أمّا التقويم فيبدأ بشهر نيسان.
إن أشهر السنة الدينيّة اليهوديّة وأيامها؛ هي: تشري ( 30 )، ويصادف شهر تشرين الأول تقريباً؛ حشوان ( 29 أو 30 )؛ كسلو ( 29 أو 30 )؛ طبت ( 29 )؛ شباط ( 30 )؛ أدار ( 29 )؛ نيسان ( 30 )؛ أيار ( 29 )؛ سيوان ( 30 )؛ تموز ( 29 )؛ أب ( 30 )؛ أيلول ( 29 ). ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أن ثمة اختلاف بسيط في التسميات بين اللفظ اليهودي الشرقي ومثيله الغربي: مثلاً؛ آب عند الشرقيين، تلفظ أف Av عند الغربيين.
فصول السنة؛ هي: تفوقت تشري ( الخريف )؛ تفوقت طبت ( الشتاء )؛ تفوقت نيسان ( الربيع )؛ وتفوقت تموز ( الصيف ).
نحن اليوم في 10 أيار من العام 5766 من التقويم العبراني.
أعياد اليهود:
أعياد اليهود كثيرة جدّاً. فهم يرون أن كل يوم سبت من كل أسبوع هو يوم عيد. وكل مطلع شهر ( روش حدوش )، وفق الحساب الفلكي، هو يوم عيد أيضاً. إضافة إلى ما سبق، يحتفل اليهود بمناسبات كثيرة سنستعرضها لاحقاً:
السبت:
هو يوم الراحة الكاملة عند اليهودي التقليدي؛ كما نستدلّ على ذلك من اسمع باللغة العبريّة ( شابّات أو راحة أو توقف ). في السبت يُحتفل بذكرى خلق الإله للعالم، واتكال الأخير على الأول بالكامل ( تك 2: 1-3؛ خر 20: 8-11 )؛ وكذلك بذكرى خلاص الإسرائيليين من العبوديّة في مصر ( تث 5: 12-15 ). يرى الأدب الربّاني في الشابّات وطقوسه أميز المعالم في علاقة عهد إسرائيل مع الإله. ويُظهر التلمود 39 نوعاً رئيساً من الأعمال المحظورة يوم السبت. تتضمّن طقوس هذا اليوم إشعال نساء البيت لشمعتين على الأقل في مساء الجمعة ( بدء يوم السبت )، وعند الغداء يوم السبت. حين ينتهي يوم السبت، يُقام طقس الانتهاء ( ها-فدالاه )؛ وفيه تتلى البركات على الخمر، وتُقاد شمعة.
رأس السنة العبريّة ( روش ها-شنه ):
يقع هذا العيد في اليوم الأول من الشهر السابع في التقويم العبري ( كما لاحظنا، فالسنة الدينيّة لا تتطابق مع التقويم )؛ وذلك لإحياء ذكرى الحياة الزراعيّة لليهود القدامى، حيث أنه في هذا اليوم من السنة يبدأ فصل الخريف. إنه يوم مقدّس يلبس فيه اليهود ثياباً جديدة عموماً، ويتحضّر له الأتقياء منهم بصوم لمدّة 30 يوماً. يبدأ عيد رأس السنة بإشعال أنوار العيد في البيت والكنيس حيث تتلى بركات خاصّة. يستهل رأس السنة أيضاً العطلة السنويّة الكبيرة وأيام التوبة العشرة السنويّة. من طقوس هذا العيد أيضاً النفخ في البوق ( شوفار ) المصنوع من قرن الكبش لإيقاظ اليهود كي يعودوا إلى الإله.
يستمر هذا العيد يومين ( 2 و 3 تشري )؛ ويتميّز يومه الثاني ( 3 تشري ) بأنه يوم فرح شعبي. وتمتد طقوس هذا العيد يوماً ثالثاً ( 4 تشري )، الذي يصادف ما يعرف " بصوم جدليا "، وهو إحياء لذكرى قتل جدليا بن أحيقام، الذي ولاّه بختنصّر ملك بابل على من بقي من يهود فلسطين، حيث كان قد نقل معظم اليهود أسرى إلى بابل.
ثمة تقليد عام في اليوم الأول من رأس السنة، يدعى " تشليخ "، يقتضي ذهاب اليهود في فترة ما بعد الظهر إلى إحدى ضفاف الأنهار أو البحر، ومن ثم يخرجون ما في جيوبهم ويهزونها خلال هذا الطقس. هذا يعني أن الذنوب انتقلت إلى السمك. لكن إطعام السمك، أثناء الطقس، ممنوع. هذا التقليد مأخوذ عن النص التوراتي، " وتطرح في أعماق البحر جميع خطاياهم " ( ميخا 19:7 ).