انقضت 3 سنوات على نشأة جزيرة جديدة في مملكة تونغا جنوبي المحيط الهادئ، تقع بين أقدم جزيرتين في الأرخبيل الذي يضم 176 جزيرة.
وأعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عن بدء دراسة هذه الجزيرة لمعرفة أين يمكن إيجاد حياة على سطح المريخ.
وتشكلت الجزيرة الجديدة تونغان، والتي تعرف بشكل غير رسمي باسم "Hunga Tonga-Hunga Ha’apai"، عام 2015، عقب ثوران عنيف لبركان تحت الماء.
وأرسل البركان الثائر عمودا من البخار والرماد والصخور التي بلغ ارتفاعها جميعا، حوالي 9 كيلومترات في الهواء. وعندما استقر البركان في نهاية المطاف، في ديسمبر 2015، تشكلت هذه الجزيرة "حديثة الولادة" والتي يمكن رؤيتها من الفضاء الخارجي.
وكان الخبراء يعتقدون في البداية أن الجزيرة ستستمر فقط لشهور قليلة قبل أن تغمرها المياه، بيد أن دراسة أشارت إلى أن الحسابات الجديدة تقول إنها يمكن أن تبقى في مكانها لمدة تصل إلى ما بين 6 إلى 30 عاما.
وسمحت هذه المدة للعلماء بدراسة الجزيرة عن كثب على أمل إلقاء الضوء على إمكانية العثور على أدلة حول الحياة على سطح المريخ، وفي أجزاء أخرى من النظام الشمسي.
ويقول جيم غارفين، كبير علماء مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا: "كل ما نتعلمه عما نراه على سطح المريخ يعتمد على تجربة تفسير هذه الظاهرة الأرضية".
كما أضاف أن ميزات مماثلة على الكوكب الأحمر ستكون موقعا رئيسيا للبحث عن دليل على الحياة في الماضي.
وتعتبر الجزيرة التي تشكلت بفضل بركان هونغا، الأولى من نوعها في عصر الأقمار الاصطناعية، ويقول غارفين إن "الجزر البركانية هي من أبسط أشكال الأراضي". وقد أظهر مقطع فيديو أصدرته وكالة ناسا هذا الأسبوع كيفية تغير شكل الجزيرة الجديدة منذ ظهورها لأول مرة إلى الآن، وذلك باستخدام بيانات الأقمار الاصطناعية عالية الدقة لمدة 33 شهرا، وهذا ما سيتيح للخبراء تتبع تشكل الجزيرة والتغيرات الحاصلة على الشريط الساحلي وارتفاعها فوق مستوى السطح وغيرها من الظواهر العلمية.
ويشير العلماء إلى أن هناك نوعان من السيناريوهات المحتملة بشأن اختفاء الجزيرة، فإما أن تعاني من التآكل المتسارع وهو ما من شأنه أن يجعلها تبقى ما بين 6 و7 سنوات، تاركة وراءها جسرا أرضيا بين الجزيرتين المتجاورتين، أو أنها ستتعرض لظاهرة التعرية ولكن بشكل بطيء، الأمر الذي سيتركها سليمة لمدة تتراوح بين 25 و30 سنة.