لقد ساد في أوائل القرن التّاسع عشر بين أتباع الدّيانات المختلفة شعور باقتراب تحقّق نبوءات آخر الزّمان، ووسط هذه التّكهّنات، ظهرت فرقة الشّيخيّة الّتي أسّسها الشّيخ أحمد الإحسائيّ، المولود عام ١٧٤٣. وتابع أبحاثه من بعده تلميذه الشّيخ كاظم الرّشتي. وفي غضون عام من انتشارهم بحثًا عن "القائم"، التقى أحد أئمتّهم بالسّيّد علي محمد، الّذي كشف له إنّه هو الباب - وهو لقب يبيّن أنّه مقدّمة لمجيء "من يظهره الله".وكان الإمام أوّل من صدّق بالباب. انتشر أمر الباب في أنحاء بلاد إيران فصدر أمر بسجنه. ثم تم قتله.
بهاء الله هو الّلقب الّذي عُرف به ميرزا حسين علي النّوري، وكان أبوه حاكمًا على منطقة بروجرد ولُرستان في إيران. قضى بهاء الله أربعة شهور سجينًا في طهران، ثم أمرت السّلطات بإبعاده، فقصد العراق. قرّر بهاء الله الاعتزال في جبال السّليمانيّة حيث أنجز رسالتين على جانب من الأهميّة في معتقدات البهائيين، هما الكلمات المكنونة، وكتاب الإيقان. أمر السّلطان عبد الحميد بإحضاره إلى اسطنبول. وبينما كان يتأهبّ ركبه للرّحيل عام ١٨٦٣، أعلن بهاء الله لأصحابه بأنّه الموعود الّذي بشّر به الباب، والّذي بظهوره تتحقق نبوءات ووعود الأديان السّابقة.
اما المرحلة الثّانية من نشاط بهاء الله فبدأت حين إبحر من تركيا إلى عكّا، وتتميّز بتطوّر المبادئ الّتي أعلنها الباب إلى أصول وأحكام مفصّلة. وقعت خصومة بينه وبين أخيه لأبيه، ميرزا يحيى ؛ فصدر الأمر بترحيل ميرزا يحيى ومشايعيه إلى قبرص، وسجن بهاء الله وصحبه في عكّا، حيث بدأت ّ المرحلة الثّالثة، من وقت وصول بهاء الله إلى سجن عكّا حتى وفاته قربها. فقد شهدت السّنوات الأربع والعشرون الّتي قضاها بهاء الله في عكّا ظهور الكتاب الأقدس متضمّنًا حدود وأحكام الشّريعة البهائيّة ، كما عيّن ابنه الأرشد ليتولّى إدارة شؤون أمره وتفسير تعاليمه من بعده. وبقي في عكّا حتّى وفاته في عام ١٨٩٢.
عيّن بهاء الله ابنه الأرشد عبّاس أفندي، ليواصل بناء الجامعة البهائيّة العالميّة؛ ونصّ بهاء الله على هذا التّعيين في وصيّة مكتوبة بخطّ يده. وقام عبّاس أفندي على الأمر من بعد والده، واختار لنفسه اسم عبد البهاء.
ولد عبد البهاء في عام ١٨٤٤. وقبل أن يتوفى، أوصى بولاية الأمر من بعده إلى حفيده الأرشد شوقي ربّاني.
ولد شوقي ربّاني بمدينة عكّا في أوّل أيار ١٨٩٧. وبانتهاء ولايته اجتاز الدّين البهائيّ طور الرّئاسة المتمثّلة في شخص واحد إلى رئاسة تتمثّل في هيئات منتخبة على ثلاثة مستويات: المحافل الرّوحانية المحلّية على مستوى المدينة والقرية، والمحافل الرّوحانيّة المركزيّة على مستوى المملكة أو الجمهوريّة، وبيت العدل الأعظم على مستوى العالم. وتوفي ليلة ٤ (تشرين الثاني) ١٩٥٧، قبل خمس سنوات من تأسيس أوّل رئاسة دينيّة جماعيّة، وهيئة تشريعيّة منتخبة بالاقتراع العام على مستوى عالميّ، اشترك في انتخابها بهائيون من شعوب واجناس وثقافات مختلفة. وحتى وفاته اسس شوقي افندي ستة وعشرين محفلاً ، وفي ختام مشروع السنوات العشر بلغ عدد المحافل المركزيّة في العالم ستة وخمسين محفلاً.
ينتشر البهائيون اليوم في أكثر من مئتين وخمسة وثلاثين بلداً.
والبهائيون على اختلاف أصولهم يُصدِّقونَ بما بين أيديهم من الكتب السماوية، يؤمنون بالرسالات السابقة دونما تفريق، ويعتقدون بأن رسالة حضرة بهاء الله لا تمثّـل سوى مرحلة من المراحل المتعاقبة للتطور الروحي الذي يخضع له المجتمع الإنساني.
يعتبر البهائيون دينهم دينا عالميا مستقلا كل الاستقلال عن أي دين آخر. ويرون انه ليس طريقة من الطرق الصوفية، ولا مزيجاً مقتبساً من مبادئ الأديان المختلفة أو شرائعها بل للدين البهائي كتبه المُنزلة، وشرائعه الخاصة، ونظمه الإدارية، وأماكنه المقدسة. يحثّ الدين البهائي أتباعه على الإيمان بالله الواحد. ويزيد عددهم عن خمسة ملايين رجل وامرأة يمثلون أكثر من ٢١٠٠ مجموعة عرقية من جميع الأجناس.
يقدس البهائيون الرقم 19 ولذلك تتكون السنة البهائية من تسعة عشر شهرا وتبدأ في يوم النوروز (21 آذار) وتحتوي السنة البهائية على تسعة أيام مميزة تسمى الأيام المحرمة، ويرجع تسميتها بهذا الاسم لأنه يحرم فيها على البهائي العمل والكسب. وهذه الأيام منها ما يؤرخ حسب السنة الميلادية، ومنها ما يؤرخ حسب السنة الهجرية، وهي كالتالي:
عيد الرضوان: ويقع في 21نيسان حتى 2 أيار وفيه اعلن حضرة بهاء الله نفسه بانه رسول العصر الجديد عام 1863 م. ومدة العيد 12 يوما والايام المحرم العمل بها هي الاول و التاسع واليوم الثاني عشر.
عيد اعلان دعوة حضرة الباب: يوم (23أيار1844 ) .
مولد حضرة الباب: يوم ( 20 تشرين الأول 1819م)
مولد حضرة بهاء الله: يوم ( 12 تشرين الثاني 1817م )
عيد النيروز: وهو عيد الصيام ويأتي في ال21 من آذار ويعتبر اليوم الاول من السنة البهائية التي تبدأ بشهر البهاء
ذكرى استشهاد حضرة الباب : يوم 9 تموز 1850 م
ذكرى صعود حضرة بهاء الله : ويقع في 29 أيار في الساعة الثالثة صباحا عام 1892م.
أما الأيام المتبقية من السنة، فتسمى أيام الهاء، ويحلل فيها الكسب والعمل.
الصلاة ثلاثة انواع واختيار واحدة جائز:
أ- الصلاة الصغرى وتؤدى مرة في اليوم اي كل 24 ساعة وتؤدى عند الزوال وهي آيه واحدة وتتلى وقوفا
ب- الصلاة الوسطى وتؤدى 3 مرات من الصبح الى الزوال – ومن الزوال الى المغرب – ومن المغرب الى ساعتين بعد الغروب
ج- الصلاة الكبرى وتؤدى مرة واحدة كل 24 ساعة وللانسان ان يختار الوقت الذي يشعر فيه بالروحانية والانقطاع عن العالم ليصلي فيه
الوضوء قبل الصلاة واجب ويعني غسل اليدين والوجه بالماء الذي لم يتغير بالثلاث ( أي اللون والطعم والرائحة)؛ ويستحسن الوضوء بالماء الدافئ عند شدة البرد
في حالة عدم وجود ماء يمكن للمرء التيمم مردداً عبارة “بسم الله الاطهر الاطهر” خمس مرات
حدد بهاء الله ضريحه قبلة للمؤمنين به وأعتبر التوجه إليها في الصلاة واجب، ولا صلاة جماعية الا في صلاة الميت .
وهناك ايضا فريضة الحج، ويمكن التوجه الى واحد من مكانين لإداء هذه الفريضة وهما، بيت الباب في شيراز أو بيت بهاء الله في بغداد، وهذه الفريضة غير واجبة على النساء ولهن حرية ادائها، وحدد بهاء الله في لوحين يعرفان بـ(سورة الحج) مناسك هذه الفريضة.
تأمر الشريعة البهائية اتباعها بالزواج الا انه ليس فرضا، وتحرم تعدد الزوجات. والشريعة البهائية تبغض الطلاق لكنها تجيزه. والبهائية تفرض العمل بحرفة ما على اتباعها وتحرم التسول، كما تحرم أيضا تقبيل الايدي والركوع او الانحناء امام الاشخاص، والاعتراف بالخطايا وطلب الغفران من الاشخاص، والمقصود بذلك الاعتراف على الطريقة الكاثوليكية. وتحرم البهائية الرهبنة والرياضات الشاقة والاشتغال بالمعارف الباطنية، والبهائية تحرم حلق الشعر بالكامل كما تحرم أطالته الى ما دون حد الاذن، وتحرم البهائية السرقة وتركت عقوبته لتقديرات بيت العدل مما يعني ان ظروف كل مجتمع تؤثر في نوع تلك العقوبة، لكن البهائية توجب وضع علامة ( أو وصمة) في وجه السارق اذا كرر فعلته.
يصلي البهائيون على الميت ويلبسونه خاتما قبل الدفن اذا كان بالغا ويشترط في مكان الدفن ان لايبعد عن مكان الوفاة بأكثر من ساعة مهما كانت وسيلة النقل المتوفرة آنذاك.
وللصيام مقام عظيم في الدين البهائي حيث فرضت الشريعة البهائية الصوم على اتباعها.
يبدأ شهر الصيام (المسمى بشهر العلاء) بنهاية ايام الهاء اي في الثاني من آذار وينتهي بعيد الصيام ( أوعيد النيروز) اي في الحادي والعشرين من الشهر ذاته.
الصوم عند البهائية هو الامتناع عن الاكل والشرب وكافة صنوف التدخين من الشروق الى الغروب وهو فرض على الرجال والنساء بين سن الخامسة عشرة والسبعين عاما فبعد هذه السن يعفى الانسان من الفرائض بحسب الشريعة البهائية.