النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

اللامية: بوذية التبت

الزوار من محركات البحث: 11 المشاهدات : 340 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: January-2016
    الدولة: بيتنا❤
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 13,205 المواضيع: 2,672
    صوتيات: 26 سوالف عراقية: 100
    التقييم: 4079
    مزاجي: عسل
    المهنة: طالبة ة
    أكلتي المفضلة: بيتزا
    موبايلي: htc
    مقالات المدونة: 129

    اللامية: بوذية التبت


    غالبا ما تسمى البوذية التبتية باللامية. نسبة إلى أشهر شخصيات تلك البوذية، الدَلَاي لاما. لتجنب الخلط بين البوذية التبتية مع غيرها من أشكال البوذية.
    اللامية أو بوذية التيبت هي مجموعة المبادئ والمؤسسات الدينية البوذية التي تميّز بوذية التيبت، منغوليا، أقسام من الهيمالايا، شمال نيبال والهند، كما أنها الديانة الرسمية في مملكة بوتان. كذلك فهي تمارس في روسيا وشمال شرق الصين.
    لقد نشر الشتات التبتية اللامية إلى أقطار غربية عديدة، حيث عرفت أفكارهم نوعاً من الشعبية. وقد ساعد على ذلك الدلاي لاما الرابع عشر، الذي أضحى واحداً من أهم الشخصيات في العالم. ويبلغ عدد اللاميين بين عشرة ملايين وعشرين مليوناً.
    إذا أردنا قراءة تاريخ اللامية فعلينا أن نستقصيه من بداياته، من القرن السابع الميلادي، ففي بداية ذلك القرن غزا ملكٌ من التبت الوُسطى يُدعى سونغتسين-غامبو المملكة التبتية الغربية لشانغ-شُنغ، وأنشأَ أوَّل إمبراطورية تبتية مُوحَّدة، وتزوج سونغتسين-غامبو أميراتٍ من الصين ونيبال وشانغ-شُنغ. وقد جلبَت الأميرتان الصينية والنيبالية نصوصًا بوذية، في حين أحضرت الأميرة الشانغ-شُنغية معها مُعتقداتها البونية، وكانت البونية حينذاك هي الديانة الأصلية لشانغ-شُنغ.
    لم يكن للبوذية تأثير كبير في هذه الفترة المبكرة، والتطور الرئيس الذي أصابها هو تلك المعابد البوذية الثلاثة عشر التي بناها هذا الإمبراطورِ . وهكذا وصلت البوذية إلى أرض الثلوج.
    بعد ذلك كان هناك تواصلٌ مع البوذية في الصين وخوتان، أكثر منه مع البوذية الهندية. غير أن الديانة البونية بقيَت قوية في التبت أكثر من البوذية خلال هذه الفترة المبكرة، فهي مَن أوجدت المراسم المُستخدَمة في طقوس الدولة.
    في منتصف القرن الثامن الميلادي تبوَّأ العرشَ إمبراطورٌ عظيمٌ آخر هو تري سونغديتسين، وكان قد تلقى نبوءةً عن تعاليم بوذية مستقبلية في التبت، وتجاوبًا مع هذه النبوءة دعا معلمًا بوذيًّا عظيمًا من الهند وهو شانتاراكشيتا. انتشر وباءُ الجدري، فأرجع وزراءُ البلاط سبب الوباء إلى شانتاراكشيتا، وطردوه من التبت. ولكن قبل مغادرته نصحَ شانتاراكشيتا الإمبراطورَ بدعوة غورو رينبوتشي بادمسامبافا إلى القدوم لحل المشاكل وإنهاء التوتُّرات في البلاد، فاستجاب له تري سونغديتسين، وجاء بادمسامبافا وخلَّصَ التبت من مشكلاتها. وبعد ذلك دعا الإمبراطورُ شانتاراكشيتا إلى العودة. فبَنُوا أوَّلَ ديرٍ في التبت في سمياي، جنوب لاسا. وأجرى رئيس الدير الهندي سيامة الرهبان الأوائل.
    بعد ذلك عمل العديد من الباحثين الصينيين والهنود والشانغ-شُنغيون بانسجامٍ معًا في دير سمياي؛ حيث جمعوا في الغالب نصوصًا من تقاليدهم الخاصة وترجموها. وأصبحت البوذيةُ الديانةَ الرسمية للدولة، وكان للصينيين التأثير الأكبر في ذلك الوقت، ثم أصبح الإمبراطور الصيني يرسل راهبيْن إلى سمياي مرة كل عامينِ. وكان نموذج البوذية الذي اتبعه الرهبان الصينيون هو تشان، وهو النموذج السابق لزن الياباني.
    في هذه الأثناء أرسلَ الإمبراطور تري سونغديتسين المزيد من التبتيين إلى الهند لإرجاع التعاليم، ودعوة المزيد من الهنود إلى بلاده. كانت هناك كذلك مناظرة دارما بين كامالاشيلا الذي يمثل الهنود، وبين الممثل الصيني. ولأسبابٍ عدة، خسر الصيني. يمكن للمرءٍ أن يفترض جدلاً أن المناظرة لم تكن إلا حركة سياسية ليتعللوا بها في طرد الصيني وتبني البوذية الهندية بصفتها النموذج الرئيس للبوذية في التبت. فمن بين كل الممالك والإمبراطوريات المجاورة للتبت كان للهنود أقلُّ تهديدٍ عسكري.
    في منتصف القرن التاسع الميلادي اضطهد الإمبراطور لانغدارما البوذية،. وقد يكون من الموضوعية رؤية هذه الاضطهاد كردَّ فِعلٍ على رؤساء الأديرة والرهبان في سمياي الذين كانوا يحاولون فرض تأثيرهم الشديد على الحكومة، فذهب كثير من الضرائب التي جمعتها الدولة إلى دعم الأديرة، وأصبح ذلك عبئا اقتصاديا لا يُحتمَل.
    في الحقيقة، إن كلَّ ما فعله لانغدارما هو إغلاق الأديرة فقط، ولا يعني ذلك أنه دمر البوذية؛ فقد استمرت البوذية خارج الأديرة. وتعرف المرحلة التي سبقت ذلك "بفترة الانتقال القديمة" أو تقليد نيينغما.
    حدث في القرن العاشر الميلادي بعد ذلك سوء فهم كبير للتانترا في التبت - كان ذلك في تقليد النيينغما الذي نجا خارج الأديرة، وكما كان الحال سابقًا أرسل الملك حينئذٍ باحثين إلى الهند لإرجاع التعاليم مرةً أخرى، ولتصحيح سوء الفهم. ويرجع سوء الفهم في البداية إلى عدم وجود أديرة. أما الآن فقد ظهر ما يُدعى بـ"فترة الانتقال الجديدة" (أو سارما). وكان هذا الوقت بداية التقاليد التي تُدعى كادام وساكيا وكاغيو. ولم تكن هذه الأسماء موجودة في الهند، فقد نشأت بسبب ذهاب الكثير من المترجِمين المختلفين إلى الهند ونيبال، والعودة بمجموعاتٍ مختلفة من النصوص والتعاليم والتمكين التانتري. كما أن العديد من المعلمين الهنود والنيباليين والكشميريين قد استقروا في التبت، ومنهم خرجت السلالات التبتية المختلفة.
    ليس للتقاليد التبتية الخمسة هوياتٌ متوارَثة، وليس لها إلا اتفاقات تجمع خطوطًا مختلفةً ومعلمين مختلفين؛. وهكذا نشأت التقاليد التبتية الخمسة للبوذية والبون بدءًا من نهاية القرن العاشر الميلادي.
    أنشأ سلالة كادام المعلمُ الهندي أتيشا، وأجمل ملامح هذا التقليد كانت تعاليم لوجونغ. وقد انقسمت هذه السلالة إلى ثلاث وحدات، ثم دمجها تسونغخابا وأصلحها في أواخر القرن الرابع عشر وأوائل القرن الخامس عشر الميلادي، لتتحول إلى: تقليد الغيلوغ.
    وكان لتسونغخابا الكثير من التلاميذ، أحدُهم أصبح فيما بعد "الدالاي لاما الأول"، ورغم أن اسمه "دلاي لاما" فإنه لم ينضم إلى ذلك الخط إلا مع الحلول الثالث. فعام 1578 منح الحاكم المغولي ألطان خان لقب الدلاي لاما لسونام غياتسو. ثم أضفي اللقب تراجعياً على إثنين من أسلافه في خطه التناسخي، أي غندون درب وغندون غياتسو. الأخير كان أيضاً سلف سونام كرئيس لدير دربونغ. لكن الدلاي لاما الرابع عشر يؤكّد أن ألطان خان لم يكن ينوي منح اللقب بحد ذاته إنما كان قصده ترجمة كلمتي سونام غياتسو إلى اللغة المنغولية.
    يقول الدلاي لاما الرابع عشر: يتضمن اسم الدلاي لاما من الدلاي لاما الثاني وما بعد كلمة غياتسو، التي تعني " بحر " في التيبتية. وحتى اليوم أنا تنزين غياتسو، فالاسم الأول يتبدل لكن الجزء الثاني يصبح مثل جزء من اسم كل دلاي لاما. وهكذا فأنا لا أوافق على أن المغول أضفوا اللقب. لقد كان مجرد ترجمة.
    اللقب دلاي لاما ربما يكون مشتقاً أصلاً من اللقب الذي حمله جنكيز خان حين تم إعلانة إمبراطوراً على منغوليا الموحدة عام 1206.
    الدلاي لاما الرابع هو يونتن غياتسو، وهو غير تيبتي من أحفاد ألطان خان. (1589-1616)
    صار غوشي خان من خوشود عام 1637 سيّد التيبت و ساعد غوشي الدلاي لاما الخامس على توطيد أركان حكمه كأعلى سلطة سياسية وروحية في التبت وقضى على أي منافس له محتمل. لكن زمن الدلاي لاما الخامس كان أيضاً حقبة تطوّر ثقافي غني.
    ظل موت الدلاي لاما الخامس مخفياً لخمس عشرة سنة من قبل سانغيه غياتسو. والواضح أن هذا كان بهدف إكمال قصر بوتالا الخاص بالدلاي لاما، ومنع جيران التيبت من الإفادة من فترة الإنقطاع في تعاقب الدلاي لامات.
    تسانغيانغ غياتسو، الدلاي لاما السادس، لم يعتل العرش حتى عام 1697. تسانغيانغ غياتسو استمتع بشكل عيش تضمن الشرب ومصاحبة النساء وكتابة أشعار الغزل. وعام 1705، استخدم لوبزانغ خان من كوشود مغامرات الدلاي لاما السادس كذريعة للسيطرة على التيبت. اغتيل الوصي على العرش، وأرسل الدلاي لاما إلى بيكين. ومات في الطريق قرب كوكو نور، بسبب المرض. عيّن لوبزانغ خان دلاي لاما جديداً لم تقبل به مدرسة غيلوغبا. وتم اكتشاف كلزانغ غياتسو قرب كوكو نور ليصبح مرشحاً منافساً.
    غزا الدزونغار التيبت عام 1717، وأقالوا مدعي موقع الدلاي لاما من قبل لوبزانغ خان ومن ثم قتلوه. ولاقى هذا استحساناً كبيراً. لكنهم بدأوا للتو في سرقة الأماكن المقدسة في التيبت.، والتي أدت إلى ردة فعل سريعة من قبل الإمبراطور كانغجي عام 1718؛ لكن حملته العسكرية أبيدت من قبل الدزونغار في معركة نهر سالوين، غير البعيد عن لاسا.
    أرسل إمبراطور الكانغجي حملة أخرى ثانية، أكبر من الأولى، طردت الدزونغار من التيبت عام 1720 وتمت تحية الجنود على أنهم محررون. وجاءوا معهم بكلزانغ غياتسو من كومبوم إلى لاسا وهناك عيّن كدلاي لاما سابع عام 1721. وبعده مات جامفل غياتسو الدلاي لاما الثامن ( 1758 – 1804 ) والدلاي لاما التاسع والعاشر قبل أن يحصلوا على الغالبية؛ ويقال بحق إن أحدهم أغتيل وتلف الآخر شبهات قوية. توج الدلاي لاما الحادي عشر ومن بعده الثاني عشر لكنهما ماتا مباشرة قبل أن تسبغ عليهما السلطة. لذلك فالسلطة العليا في التيبت، لمئة وثلاث عشرة سنة، كانت بأيدي الوصي على العرش، عدا نحو عامين حين احتل أحد النبلاء العلمانيين الموقع إضافة إلى حكم اسمي لفترتين من قبل الحادي عشر والثاني عشر.

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    ثوبتن جيغمه نوربو، الشقيق الأكبر للدلاي لاما الحالي، يصف هذه الحوادث التعيسة، فيقول:
    " بين الدلاي لاما السابع والدلاي لاما الحادي عشر ، لم يصل غير واحد إلى الغالبية. فالثامن، غيامبال غياتسو، مات وهو في الثلاثينات، لونغتوغ غياتسو، مات في الحادية عشرة، تسولتريم غياتسو مات في الثامنة عشرة، خادروب غياتسو مات في الثامنة عشرة ، وكرينلا غياتسو مات في السن ذاتها أيضاً. على الأرجح أن أوضاعاً كهذه تأذت للغاية بالتبتيين الملكيين لأنهم معينون من قبل الصينيين، أو بالصينيين الذين لم يكونوا يديرون الأمور كما ينبغي ".
    ثوبتن غياتسو، الدلاي لاما الثالث عشر، اعطته السلطة الحاكمة في الأديرة موقعه عام 1895. وخلال فترتي النفي بين عامي 1904 – 1909، للهروب من الغزو البريطاني ، ومن 1910 – 1912 للهروب من الغزو الصيني، أضحى مدركاً جيداً لتعقيدات السياسة العالمية فكان أول دلاي لاما يعرف بأهمية العلاقات الخارجية. وبعد عودته من النفي في الهند وسكيم خلال كانون الثاني 1913، سيطر على العلاقات الخارجية وتعامل على نحو مباشر مع المهراجا والموظف السياسي البريطاني في سكيم ومملكة نيبال أكثر من البرلمان.
    أصدر ثوبتن غياتسو إعلان إستقلال لمملكته في التيبت الوسطى خلال صيف 1912 وجعل للبلاد علماً، مع أنه ما من دولة اعترفت بالاستقلال. فطرد كل المدنيين والرسميين الصينيين في البلد، ووضع أسساً لمعايير عديدة من أجل عصرنة التيبت. وقد تضمّن ذلك إجراءات لتخفيف الوطء الثقيل عن كاهل الفلاحين من قبل الأديرة أو ضرائب النبلاء، وأطلق قوة شرطية مستقلة، وألغى عقوبة الموت، ووسع إطار التعليم العلماني، وتزويد مدينة لاسا بالكهرباء في عشرينات القرن الماضي. ومات ثوبتن عام 1933.
    لم يتوج الدلاي لاما الرابع عشر رسمياً حتى 17 تشرين الثاني 1950، خلال غزو جمهورية الصين الشعبية للمملكة. عام 1951، قبل هـو والحكومة التيبتية شكلياً اتفاق النقاط السبع عشرة والذي قبلت بموجبه التيبت رسمياً الانضمام إلى جمهورية الصين الشعبية. وخوفاً على حياته في أعقاب ثورة في التيبت عام 1959، هرب الدلاي لاما إلى الهند حيث سمح جواهرلال نهرو، رئيس الوزراء الهندي وقتها، للدلاي لاما ولموظفي الحكومة التيبتية بالتواجد في الهند. ومن وقتها والدلاي لاما يعيش في المنفى في ذارامشالا، في ولاية هيماشال براديش شمال الهند، حيث توجد أيضاً الإدارة المركزية التيبتية. وقام اللاجئون التيبتيون ببناء وافتتاح كثير من المدارس والمعابد البوذية في ذارامشالا.
    وبهدف شن عمليات حربية ضد الصينيين، دعمت الـ CIA الدلاي لاما بمبلغ 1.7 مليون دولار سنوياً في ستينات القرن الماضي. فدربت القوى التيبتية على مقاومة الغزو الصيني بمعرفة الدلاي لاما ودعمه الكاملين. وفشل البرنامج مما أدى إلى موت الآلاف.
    لقد ظهرت بجلاءٍ مجهودات السلطات الشيوعية الصينية، من أجل السيطرةِ على البوذية في التبت، فيما يتعلق بالعثور على تناسخ البانشين لاما. فأول بانشين لاما عاش في القرن السابع عشر الميلادي، وكان معلمًا للدلاي لاما الخامس، ويعد ثاني أعلى قائد روحي بين التبتيين بعد الدالاي لاما. وعلى الرغم من أن الدالاي لامات، منذ عصر الدالاي لاما الخامس، كانوا رؤساء روحيين ومؤقتين للتبت، فإن البانشين لامات لم يحصلوا قطً على أي منصب سياسي. ومع ذلك فمنذ أوائل القرن العشرين حاول الصينيون بثَّ الفرقة بين الصف التبتي، وذلك بتأييد البانشين لاما المنافس السياسي للدلاي لاما، لكنهم فشلوا في ذلك.
    لقد حكم شعب المانشوس الصينَ من أواسط القرن السابع عشر إلى أوائل القرن العشرين. وحاولوا الفوزَ بدعم الشعبينِ المغولي والتبتي داخل منطقة نفوذ إمبراطوريتهم، عن طريق تأييدهم الظاهري للبوذية التبتية، فصرحوا بأن إمبراطور المانشو هو الذي لديه سلطة الاختيار فقط، وكذلك التعرف على تناسخ الدالاي لامات والبانشين لامات، من خلال نظام سحب القرعة من قارورةٍ ذهبيةٍ. وتجاهلَ التبتيونَ مزاعمهم، ودائمًا ما كان يؤكد الدالاي لاما اختيار البانشين لاما.
    الحكومة الصينية الشيوعية أعلنت نفسها في عام ١٩٩٥ م الوريثَ الشرعي للأباطرة المانشو، في سلطة العثور والتعرف على تناسخ البانشين لاما العاشر، الذي توفي عام ١٩٨٩ م. وكان هذا بعد مضي وقتٍ قصيرٍ من تعرف رئيس دير البانشين لاما على التناسخ، واعتراف الدالاي لاما رسميًّا بالغلام. ونتيجةً لذلك أُخذَ الغلامُ وأسرته إلى بكين، ولم يُسمع عنه شيء منذ ذلك الحين، وسُجِن رئيسُ الدير، ووُضِع دير البانشين لاما تحت سيطرةٍ شيوعيةٍ صارمةٍ. عندئذٍ أمرت السلطات الصينية كل معلمي اللاما الكبار بالتجمع في حفلٍ لاختيار تناسخ البانشين لاما الخاص بهم. ونتيجةً لذلك التقى رئيس جمهورية الصين الشعبية بالغلام ذي الستة أعوام، ودعاه لأن يكون مواليًا للحزب الشيوعي الصيني.
    عام 2001، قلّص الدلاي لاما سلطته المطلقة على الحكومة إلى برلمان منتخب من منفيين تيبتيين مختارين. كان هدفه الأصلي الاستقلال الكامل للتيبت، لكن مع نهاية ثمانينات القرن الماضي، كان يلتمس عوضاً عن ذلك استقلالاً ذاتياً عالي المستوى.
    قام الدلاي لاما بآلاف المحاضرات، والمؤتمرات وورش العمل، كجزء من جهوده الإنسانية. عام 1989 تم منحه جائزة نوبل للسلام. وفي كانون الأول 2008، أعلن الدلاي لاما أنه سيتقاعد جزئياً بعد إجرائه لعمل جراحي.
    على الرغم من أن الدالاي لاما هو راهب من جماعة القبعات الصفر إلا أن جميع المدارس الرهبانية البوذية الرئيسية الأخرى في التبت تعترف بسلطانه الروحي عليها.
    بدءاً من الدلاي لاما الخامس وحتى فرار الدلاي لاما الرابع عشر إلى النفي خلال عام 1959، كان الدلاي لامات يمضون الشتاء في قصر بوتالا والصيف في قصر نوربولنغكا. وكلاهما في لاسا، ويبعدان عن بعض 3 كم.
    إن البحث عن الدلاي لاما الرابع عشر أخذ اللامات الكبار إلى تاكتسر في بالدن لامو، الروح الحارسة الأنثوية لبحيرة لامو لا-تسو المقدسة، التي وعدت غندون دروب، الدلاي لاما الأول، في رؤيا له بأن " الروح ستحمي سلالة التناسخ للدلاي لامات ".
    في أحد تقاليد الهيمالايا، فووا هو المبدأ الذي ينقل جدول العقل إلى جسد بعينه. فعند موت الدلاي لاما والتشاور مع عرافة نشونغ، يتم إجراء بحث عن يانغسي اللاما، أو الشخص الذي تجسد فيه اللاما الراحل. فتقليدياً، كانت مسئولية اللامات الكبار في تقليد غيلوغبا والحكومة التيبتية أن يجدوا تجسّد الدلاي لاما الراحل. ويمكن للعملية أن تستغرق من عامين إلى ثلاثة أعوام من أجل تعيين هوية الدلاي لاما، وقد احتاج الدلاي لاما ألأخير إلى أربع سنوات قبل أن يتم إيجاده. وتاريخياً، البحث عن الدلاي لاما مقيد عادة بحدود التبت. لكن تنزين غياتسو قال إنه قد يولد من جديد في جمهورية الصين الشعبية، مع أنه أوحى أنه لن يولد ثانية البتة، مقترحاً أن وظيفة الدلاي لاما أنهت دورها.

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    يستخدم اللامات الكبار طرقاً عديدة تمكنهم من تعزيز فرص أن يجدوا تجسيداً للدلاي لاما الراحل. وغالباً ما يزور اللامات الكبار لامو لا-تسو، بحيرة في وسط التيبت، ويراقبون علامة من البحيرة ذاتها. وهذا يمكن أن يكون إما رؤيا أو إشارة إلى الاتجاه الذي يجب البحث فيه، وهذه هي الطريقة التي وجدوا فيها تنزن غياتسو. ومنذ أيام الدلاي لاما الثاني، الذي أضفى الصيغة الرسمية على المنظومة، يذهب الرهبان إلى البحيرة التماساً للهداية في اختيار التجسد التالي من خلال الرؤى فيما هم يتأملون هناك. يشار إلى البحيرة بأنها بلدن لامو كاليدفا، وهو ما يشير إلى أن بالدن لامو هي انبثاق من الإلهة كالي، شاكتي الإله الهندوسي شيفا.
    . وما أن يجد اللامات الكبار المنزل والطفل الذي يعتقد أنه تجسيد للدلاي لاما الراحل، يمر الطفل بسلسلة من الاختبارات لتأكيد عودة الولادة. وهم يقدمون عدداً من الأشياء بعضها فقط يرجع إلى الدلاي لاما السابق، وحين يختار الطفل الأشياء التي ترجع للدلاي لاما السابق، ينظر إلى هذا كإشارة، بالتوافق مع المؤشرات الأخرى جميعاً، بحيث يعتبر الولد تجسيداً للدلاي لاما السابق.
    إذا لم يجدوا غير ولد أوحد، يدعو اللامات الكبار البوذات الأحياء من الأديرة الثلاث الكبيرة، إضافة إلى الاكليروس العلماني والموظفين الرهبان، للتأكد ممن وجدوه ومن ثم إبلاغ الحكومة المركزية عبر وزير التيبت. ثم تأتي مجموعة مكونة من ثلاثة خدم رئيسيين للدلاي لاما، ومن موظفين آنيين، ووحدات عسكرية لتأخذ الولد وعائلته وترحل بهم إلى لاسا، حيث يجب أخذ الولد، وعادة ما يكون إلى دير دربونغ، كي يدرس السوترا البوذية من أجل أن يأخذ دور القائد الروحي للتيبت.
    لكن إذا كان ثمة تجسيدات عديدة ممكنة كانوا تاريخياً يقررون من هو الدلاي لاما المقبل عن طريق قرعة علنية توضع فيها أسماء الأولاد إن كان من الصعب تحديد التجسيد بدئياً.
    ولد لامو ثوندوب يوم 6 تموز عام 1935 في تاكتسر، الصين، شمال شرق التيبت، لعائلة فلاحية. والتيبتيون يعتقدون أنه تجسيد لأسلافه. ولخمسين عاماً، كان عاقد العزم على جعل التيبت دولة ديمقراطية، ذاتية الحكم. كان لامو ثوندوب الخامس بين 16 ولداً، مات سبع منهم في سن مبكرة. وبعد أشهر عديدة من البحث عن خليفة للدلاي لاما الثالث عشر وباتباع إشارات روحانية هامة عديدة، حدد موظفون دينيون مكان لامو ثوندوب، وكان في الثانية من العمر، وحددوا هويته على أنه التجسيد للدلاي لاما السابق له، ثوبتن غياتسو. أطلق على الولد لامو اسم تنزين غياتسو وأعلن من ثم أنه الدلاي لاما الرابع عشر.
    يُعتقد أن الدلاي لامات هم تجسيد لأفالوكيتسفارا، وهو إله بوذي هام وتشخيص للمحبة. الدلاي لامات هم أيضاً كائنات مستنيرة والتي تتأمل بحياتها اللاحقة فتختار أن تولد من جديد لفائدة الجنس البشري. " دالاي " تعني " بحراً " بالمنغولية ( الاسم غياتسو مشتق من الاسم التيبتي للبحر ). " لاما " هو معادل الكلمة النسكريتية غورو، التي تعني أستاذاً روحياً. وإذا وضعنا الكلمتين معاً، يصبح المعنى الحرفي للدلاي لاما، " المعلم البحر "، التي تعني " معلماً عميق روحانياً كالبحر ".
    تقليد الصوم المسمى نيونغن والذي يتضمن تناول وجبة واحدة في اليوم الأول وعدم تناول أي شيء في اليوم الثاني، يكتسب اهتماماً متزايداً في المراكز البوذية في شمال أميركا. ومن يمارسه يقول إنه ينقيه جسدياُ وروحياً على حد سواء. نيونغن هو ممارسة معقدة تستمر يومين ونصف اليوم، فترة من الزمن مفيدة خاصة للذين لا تتوافق جداول أعمالهم مع راحة طويلة الأمد. يتضمن نذوراً صارمة؛ واليوم الثاني مكرس لصمت وصوم كاملين. يتركز التأمل على التلاوات، المانترات، ورؤية تجسيدات لبوذا المحب. نيونغن تترجم بالإقامة في الصوم، ويقال إنها فاعلة في شفاء الأمراض، تغذية المحبة، والتنقية من الكارما السلبية.

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال