تطوّرات ما بعد الحرب العالميّة الثانية:
عام 1951، نقلت الـ UAHC مكاتبها من سينسيناتي إلى نيويورك، مركز الحياة اليهوديّة في الولايات المتحدة. بين العامين 1943-1973، ترأس اتحاد الأبرشيّات الحاخام موريس ايسندراث، وهو قيادي موهوب وخطيب مفوّه. أما ألأركيولوجي الشهير، نلسون غلويك، رئيس كليّة الاتحاد العبرية بين العامين 1947-1971، فقد استطاع أن يدمج كليّته بمعهد الدين اليهودي، الذي أسسه الحاخام الإصلاحي الصهيوني، ستيفن س. وايز؛ محققاً بالتالي وجوداً مبرّزاً للمؤسسة المتحدة.
عام 1961 أسست الـ UAHC مركز العمل الديني في واشنطن.
الاستيطان في إسرائيل:
تأخر الإصلاحيّون نسبيّاً في استيطانهم، مقارنة مع باقي الطوائف اليهوديّة. وعلى أيدي بعض المهاجرين الألمان، ظهر أوّل تجمّع لهم في القدس عام 1958. تلت ذلك تجمعات أخرى في المدن الرئيسة، وتوحدت الجماعات وحاخاميمها تحت اسم " حركة اليهوديّة التقدميّة في إسرائيل "؛ وهي عضو في الاتحاد العالمي لليهوديّة التقدميّة. وفي سبعينات القرن الماضي، أسست الإصلاحيّة اليهوديّة أول " كيبوتس " لها في الصحراء الجنوبيّة، إضافة إلى منظمة شبابيّة لها أفرع في مدن مختلفة. وعام 1980 تم رسم أول حاخام إصلاحي في القدس. لكن الحاخاميّة الإسرائيليّة ترفض الاعتراف باليهوديّة الإصلاحيّة.
بين الصهيونيّة والإصلاحيين:
ثمة ملاحظة لا بد من الإشارة إليها في البداية أن هنالك نوعاً من التعابير المعادية للصهيونيّة العلمانيّة قائمة على أساس ديني. من هنا، ضمن أمور أخرى كثيرة، فاليهودية الدينيّة الإصلاحيّة في القرن التاسع عشر، في أوروبا وأميركا، عارضت بثبات التعريف القومي لليهوديّة. وكان بيان بتسبرغ، بشكل خاص، يرفض أي انتظار لعودة اليهود إلى صهيون. لكن عام 1937، كان على حركة الإصلاح أن تتبنى موقفاً أكثر حياديّة من الصهيونيّة عبر بيان كولومبوس حيث تمّ الإقرار " بالولاء الجماعي " اليهودي إضافة إلى دعم إعادة بناء إسرائيل " كملجأ المقموعين ومركز الثقافة والحياة الروحيّة اليهوديتين ". مع ذلك، فإن جناحاً من الحركة الإصلاحيّة، الذي شكّل المجلس الأمريكي لليهوديّة، عارض بقوّة قيام إسرائيل، في الأربعينات. لكن بعد حرب الأيام الستة، توضحت الهويّة الصهيونيّة للحركة الإصلاحيّة، وانضمّت إلى المنظمة الصهيونيّة العالميّة.