النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

الدر الثمین في عظمة امیرالمؤمنین علیه السلام

الزوار من محركات البحث: 8 المشاهدات : 327 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: November-2013
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,077 المواضيع: 1,813
    التقييم: 1567
    آخر نشاط: 1/June/2022

    الدر الثمین في عظمة امیرالمؤمنین علیه السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين






    فقد قال الله تعالی في محکم کتابه الکریم (إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) [1].

    باتفاق المفسّرین انّها نزلت في أمیر المؤمنین عليّ× وقال رسول الله محمّد|: (لو أنّ الغیاض أقلام والبحر مداد والجن حسّاب والإنس کتّاب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب) (ان الله جعل لأخي عليّ فضائل لا تحصی) [2]

    (لولا أن تقول فیک طوائف من اُمّتي ما قالت النصاری في عیسی بن مریم لقلت فیک الیوم مقالاً لاتمرّ بملأ من المسلمین إلّا وأخذوا تراب نعلیک وفضل طهورک ویستشفون به
    ) [3]

    یقول الخلیل بن أحمد البصري المتوفي سنة 175هـ واضع علم العروض ومعلّم سیبویه في حقّ أمیر المؤمنین عليّ×: (احتیاج الکلّ إلیه واستغناؤه عن الکلّ دلیل علی أنّه إمام الکلّ).

    وسُئل أیضاً: ما هو الدلیل علی أنّ علیّاً× إمام الکلّ في الکلّ؟ فقال: احتیاج الکلّ إلیه وغناه عن الکلّ.

    یقول الفخر الرازي المتوفيّ 606هـ في تفسیره (مفاتیح الغیب ج1 ص161) في تفسیر سورة الفاتحة وقوله بالجهر وإقامة الأدلّة علی ذلک: فالدلیل السابع: أنّ الدلائل العقلیّة موافقة لنا، وعمل علي بن أبي طالب× معنا ومن اتخذ علیّاً إماماً لدینه فقد استمسک بالعروة الوثقی في دینه.

    یقول الشیخ محي الدین ابن عربي المتوفي 638هـ في الباب السادس من الفتوحات المکّیة ج1 ص132: فلم یکن أقرب قبولاً في ذلک الهباء إلّا حقیقة محمّد|، إمام العالم وسرّ الأنبیاء أجمعین.

    قال ابن أبي الحدید المعتزلي المتوفي في 655هـ في شرح الخطبة (185 من نهج البلاغة) حیث یقول أمیر المؤمنین× في التمسّک بالأئمّة الأطهار من آل محمّد صلوات الله علیهم:

    (بل کیف تعمهون وبینکم عترة نبیّکم وهم أزمة الحقّ وأعلام الدین وألسنة الصدق فانزلوهم بأحسن منازل القرآن وردوهم ورود الهیم العطاش...)
    .

    فقال ابن أبي الحدید: (مانزلوهم بأحسن منازل القرآن) تحته سرّ عظیم، وذلک أنّه أمر المکلّفین بأن یجروا العترة في إجلالها وإعظامها والانقیاد لها والطاعة لأوامرها مجری القرآن. قال: فإن قلت: فهذا القول منه یشعر بأن العترة معصومة، فما قول أصحابکم في ذلک؟ قلت: نصّ أبو محمّد بن مثویه في کتاب الکفایة: علی أنّ علیّاً معصوم، وأدلّة النصوص قد دلّت علی عصمته وان ذلک أمر اختص هو به دون غیره من الصحابة.

    هذه بعض النصوص الدالّة علی عظمة أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب× وعلوّ مقامه وشموخه.

    هذا وقیمة المرء ما یحسنه من المعرفة، وأعلی المعارف وأزکاها معرفة الله بأن یعرف الإنسان ربّه، وأنفعها معرفة النفس، فمن عرف نفسه فقد عرف ربّه.

    هذه بعض النصوص الدالّة علی عظمة أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب× وعلوّ مقامه وشموخه.

    هذا وقیمة المرء ما یحسنه من المعرفة، وأعلی المعارف وأزکاها معرفة الله بأن یعرف الإنسان ربّه، وأنفعها معرفة النفس، فمن عرف نفسه فقد عرف ربّه.

    فالمعرفة نور القلب وبنیان النبل وبرهان الفضل والفوز بالقدس والحکمة والخیر الکثیر ومیراث التقوی وثمرة الصدق، ومن عرف دلته معرفته علی العمل، وأفضلکم أفضلکم معرفة[4].

    فقیمة الإنسان في الدنیا والآخرة إنّما هي بمقدار معرفته، والمعرفة کليّ مشکک له مراتب طولیة وعرضیة، وقد قسّموها إلی ثلاث:


    1- المعرفة البرهانیة: والتي تکون بالدلیل العقلي.

    2- المعرفة الإیمانیة: والتي تکون بالدلیل النقلي من الکتاب والسُّنّة.

    3- المعرفة الشهودیة: والتي تکون بالإشراق والکشف والشهود بالقلب.


    وبنظري هناک تقسیم آخر للمعرفة وهو:


    1- المعرفة الجلالیة: وهي تعني معرفة الشيء في حدوده وشکله الهندسي کمعرفة الجبل من بعید.

    2- المعرفة الجمالیة: وهي تعني معرفة الشيء في باطنه وجوهره، کمعرفة الجبل من قریب.

    3- المعرفة الکمالیة: وهي تعني الوقف علی هدف الشيء وغایته، کمعرفة الجبل لمن کان في قمّته.

    وهذه الأقسام جاریة في کلّ شيء، حتی معرفة الله سبحانه وشریعته السمحاء، فمن النسا من یعرف الله في جلاله کنفي صفات النقص عنه کالجهل والعجز، ومنهم من یعرف الله في کماله إلّا رسول الله وأمیر المؤمنین صلوات الله علیهما أبد الآبدین، کما قال رسول الله| لعليّ×: (ما عرف الله إلّا أنا وأنت).

  2. #2
    من أهل الدار
    وأمّا معرفة الشریعة، فتارة یعرفها الإنسان في حدودها وأحکامها فهذه معرفة بجلال الشریعة، واُخری یقف علی أسرارها وحِکمها فهذه من المعرفة بجمال الشریعة، وثالثة یقف علی کُنهها وغایاتها فهذه من المعرفة بکمال الشریعة. وهذا جارٍ في معرفة أهل البیت^ وسیّدهم أمیر المؤمنین علي×، فکلّ الناس یعرفونهم بمعرفة جلالیة، کما ورد في زیارة الجامعة الکبیرة عن الإمام الهادي× (فبلغ الله بکم أشرف محل المکرمین وأعلی منازل المقرّبین وأرفع درجات المرسلین حیث لا یلحقه لا حق ولا یفوقه فائق ولا یسبقه سابق ولا یطمع في ادراکه طامع حتی لا یبقی ملکٌ مقرّب ولا نبيّ مرسل ولا صدّیق ولا شهید ولا عالم ولا جاهل ولا دنيّ ولا فاضل ولا مؤمن ولا صالح ولا فاجر طالح ولا جبّار عنید ولا شیطان مرید ولا خلق فیما بین ذلک شهید إلّا عرفّهم جلالة أمرکم وعظم خطرکم وکبر شأنکم وتمام نورکم وصدق مقاعدکم وثبات مقامکم وشرف محلکم ومنزلتکم عنده وکرامتکم علیه وخاصّتکم لدیه وقرب منزلتکم منه) [5]

    فما من عالم ولا جاهل ولا دنيّ ووضیع ولا فاضل وشریف ولا مؤمن صالح ولا فاجر طالح إلّا وعرف الأئمّة الأطهار^ بمعرفة جلالیة، بأنّهم الصفوة وأنّهم یجلّون عن الشین والنقائص، ولا یقاس بهم أحد، وهذا یقرّبه الموافق والمخالف والفضل ما شهدت به الأعداء، فأعدائهم یشهدون بعلوّ درجاتهم وشموخ مقامهم وأنّهم یمتازون عن باقي البشر في تجلّي أسماء الله فیهم.


    وهناک معرفة جمالیة لأهل البیت^ یقف علیها أمثال سلمان المحمّدي رضوان الله علیه فإنّه یعرف من جمال أمیر المؤمنین ما لا یعرفه أبو ذر، مع ان التفاوت بینهما في الایمان بدرجة واحدة فعند سلمان عشر درجات، ولکن مع هذا لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لکفّره ولقال رحم الله قاتل سلمان، فالدرجة الواحدة سعتها ما بین الکفر والإیمان، ما بین السماوات والأرض.


    وأمّا المعرفة الکمالیة لأمیر المؤمنین عليّ× فیدلّ علیه قول الرسول الأعظم|: (یا عليّ لم یعرفک إلّا الله وأنا)، فلا یعرف سرّ السرّ في أسرار سر الوجود وقطب دائرة الامکان، الذي اُشتق اسمه المبارک من العليّ الأعلی ونوره الأقدس من النور المحمّدي الأنوار فبلغ العلی بکماله وکشف الدجی بجماله، حسُنت جمیع خصاله، فهدی الوری بجلاله صلّوا علیه وعلی ابن عمّه وآله.

    فعليّ× بشر، لکن تجلّی فیه ربّه وظهر، ومن أبی فقد کفر، فإنّه الإنسان الکامل الذي تجلّت فیه أسماء الله الحسنی وصفاته العُلیا، فکان مظهراً للتوحید، کما کان فیه خلاصة النبوّة وعصارة الولایة، وکلّ ما یقال في فضائله ومکارمه وعلوّ مقاماته فإنّه لم یبلغ عشر المعشار.


    فعليٌّ وليّ الله وحجّته علی خلقه وخلیفة رسوله وسیّد أوصیائه، تجلّت فیه أسماء ربّه، وحمل جمیع أو صاف النبيّ| من علومه ومعارفه وأسراره المودعة فیه سوی النبوّة والرسالة، فهو الداعي والهادي إلی سواء السبیل وهو الواسطة المختارة بعد رسول الله في إیصال الفیض الإلهي إلی العباد، وهو النهج المستقیم والمنهاج القویم والنبأ العظیم، عنده علم الکتاب وفصل الخطاب (أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [6]

    قال رسول الله|: (مَن أراد أن ینظر إلی آدم في علمه، وإلی نوح في فهمه وإلی إبراهیم في حلمه وإلی یحیی بن زکریا في زهده، وإلی موسی بن عمران في بطشه فلینظر إلی علي بن أبي طالب) [7]

    فأمیر المؤمنین× یمثّل الأنبیاء في علومهم وصفاتهم کما هو مظهر أسماء الله وصفاته وانّه جامع الفضائل والمکارم ولا یمکن لأحد سوی الله ورسوله أن یحصي فضائله ومناقبه وآثاره.

    وأن الأعدائ قد کتموا فضائله حنقاً وبغضاً والأحباء أخفوها خوفاً وتقیّةً، ومع هذا قد ملئت فضائله الخافقین.

    وسعادة الدُّنیا والآخرة والنجاة إنّما یکون في متابعته وقبول ولایته العظمی فهو الصراط المستقیم (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنْ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ) [8]، وقال رسول الله|: (إنّ أئمّتکم قادتکم إلی الله فانظروا بمن تقتدون في دینکم وصلاتکم) [9] ، قال تعالی: (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ) [10] ، وقال الإمام الصادق×: (إذا کان یوم القیامة یأتي النداء من عند الله جلّ جلاله: ألا من ائتم بإام في دار الدُّنیا فلیتبعه إلی حیث شاء ویذهب به، فحینئذٍ یتبرّأ الذین اتُتبعوا من الذین اتبعوا) [11].

    وقال الإمام الحسین× في قوله تعالی: (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ) إمام دعی إلی هُدی فأجابوه إلیه، وإمام دعی إلی ضلالة بأجابوه إلیها، هؤلاء في الجنّة وهؤلاء في النار وهو قوله تعالی: (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) [12] ، وقال رسول الله|: (من مات وهو لا یعرف إمامه، مات متیتة جاهلیة) [13] متّفق علیه عند الفریقین.

    فعلی کلّ مسلم إلی یوم القیامة أن یعرف إمام زمانه حق المعرفة، والإمامة الحقّة والوصایة الصحیحة والحاکمیة الثابتة إنّما هي بنصّ من الله ورسوله ولا مجال للناس فیها أبداً – کما هو ثابت في محلّه[14] - ومن هذا المنطق نص الله في کتابه الکریم ورسوله في مواطن کثیرة علی الأئمّة الأطهار والخلفاء الأخیار من بعده کما في حدیث الثقلین والسفینة والدار وغیرها المئات والاُلوف، وکما في آیة المودة والولایة والتطیر والمباهلة وغیرها العشرات والمئات، وهل بعد الحقّ إلّا الضلال.

    وقد صنّف العلماء الأعلام من کل الفرق والمذاهب وبلغات کثیرة علی مرّ العصور والأحقاب في فضائل أهل البیت^ وسیرتهم الطیّبة، ولا سیّما في مناقب وعظمة أمیر المؤمنین وإمام المتّقین علي بن أبي طالب×.


    ------------------



    [1] - المائدة: 55.

    [2] - المناقب: 2.

    [3] - المناقب: 76.

    [4] - هذه النصوص وردت في الروایات، راجع میزان الحکمة 6: 130.

    [5] - مفاتیح الجنان: 547 زیارة الجامعة الکبیرة.

    [6] - نحل: 43.

    [7] - تاریخ ابن عساکر 2: 280.

    [8] - مؤمنون: 74.

    [9] - بحار 25: 110.

    [10] - الأسراء: 71.

    [11] - البحار 8: 867.

    [12] - شوری: 7 ؛ نور الثقلین 3: 192.

    [13] - البحار 23: 77.

    [14] - ذکرتُ تفصیل ذلک في کتاب (أهل البیت^ سفینة النجاة) و(دروس الیقین في معرفة اُصول الدین) وهما مطبوعان فراجع.

    [15] - سماحة آیة الله العلّامة الاستاذ السید عادل العلوي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال