بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين




إيّاكم والذنوب ، ولا تنسوا الله، فان من نساه ينسى نفسه ، فلا يدري من أين أتى ؟ وإلى أين يذهب ؟ وماذا يراد منه ؟ وما يسعده وما يشقيه ؟ كما لا تنسوا الموت فاجعلوه نصب أعينكم ، ولا تنسوا ما بعد الموت من الأهوال والمخاطر، وقد وصف أميرالمؤمنين يوم المحشر وما للمتقين وما للمجرمين حتّى قال : (فكم يومئذٍ من شيخ ينادي : واشيبتاه ، وكم من شاب ينادي : واشباباه ، وكم من امرأة تنادي وافضيحتاه ، هتكت الستور، فكم يومئذٍ من مغموس بين أطباقها محبوس ، مابالک غمسة ألبسک بعد لباس الكتّان والماء المبرّد على الجدران وأكل الطعام ألواناً بعد ألوان ، لباساً لم يدع لک شعراً ناعماً إلّا بيّضه ، ولا عيناً كنت تبصر بها إلى حبيب إلّا فقأها، هذا ما أعد الله للمجرمين ، وذلک ما أعدّ الله للمتقين )[1] .



فهلّابكم ياشباب الإسلام المؤمن،أن تجاهدوا فيسبيل‌الله بأموالكم وأنفسكم بالجهاد الأكبر والأصغر، فان الله سبحانه أمر أصحاب النبي في غزوة تبوک أن ينفروا إلى الجهاد خفافاً وثقالاً وجاء في تفسير الآية الشريفة : أي شباباً وشيوخاً.

فاذكروا هادم اللذات ومفرّق الأحباب .



-----------------
[1] () البحار: :7 221.