بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
لو نظرنا الى واقعنا الحالي و حياتنا المعاصرة لوجدنا اننا نستحق كل انواع العذاب التي استحقها الأقدمون جراء تمردهم و عصيانهم و استكبارهم أمام بارئهم و خالقهم
فلو استحق قوم نوح عذاب الإستئصال لاستكبارهم و وقوفهم أمام الرسول ، فنحن اليوم – أمة محمد – نستحق و بجدارة هذا العذاب .
يكفي أن نلقي نظرة على المقالات المنتشرة في الصحف و المجلات و عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، لنرى الكم الهائل من المقالات و المواضيع التي تستهزئ بالدين و العقيدة بل و بجبار السموات و الأرض والعياذ بالله ، فلو كان قوم نوح يستهزؤون برسولهم سلام الله عليه ، فهؤلاء الملحدين – و ما أكثرهم – يستهزؤون بالذات المتعالية . و في الطرف المقابل نرى المؤمنين لاهين بتصريف أمورهم اليومية غير مكترثين بما يحصل أمام أعينهم ولو اعترضت عليهم يقولون ما باليد من حيلة وانتهى الأمر !
ولو كان قوم شعيب قد استحقوا العذاب لبخسهم المكيال و الميزان و أكل أموال الآخرين بالسحت ففي زماننا حدث و لا حرج !ولو كان أولئك الأقوام يعبثون في المكيال و الميزان فهؤلاء يتعاملون بالربا في كل معاملاتهم الإقتصادية أضعافا مضاعفة و يغشون دون مبالاة للعرف و الأخلاق و الدين .
ولو كان قوم لوط عليه السلام يعملون في ناديهم المنكر فهؤلاء يأتون بالمنكرات و الفحشاء بكل أشكالها و أنواعها في كل ناد و واد ، دون رادع و مانع خلقي أو ديني أو اجتماعي ، حتى أصبحوا يتفاخرون فيما بينهم بارتكابهم المنكرات .
و هكذا نرى أن كل الموبقات و الجرائم التي كانت ترتكب في الأزمنة السابقة واستحقت عذاب الإستئصال ، ترتكب في زماننا و بين أمه محمد صلى الله عليه و آله حتى أصبح المنكر معروفا و المعروف منكرا و هذا ما كان يحذّر منه رسول الرحمة صلوات الله عليه و آله الأطهار .
و كما أسلفت فإن من يقع عليه اللوم هم المؤمنون الصالحون و العلماء و الوعاظ الذين سكتوا و يسكتون عادة عما يحصل إلا عندما تقتضيه المصلحة الشخصية أو لا تشوب المصالح المادية شائبة . و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .