عندما ننظر نظرة شمولية لغاية وجود الانسان على هذه الارض التي هي مجرد كوكب بسيط في كون فسيح ومعقد اكبر من قدرة الانسان البسيط على التخيل
نرى الناس تتجه يمينا وشمالا في الشوارع، تذهب إلى العمل، يتعاركون على امور تافهة، تشغلهم امور بسيطة قياسا بقضية خلق الانسان و مكانه و ما يحيط به
تشرق الشمس كل يوم على الارض في نظام عجيب اذا حصل فيه اي خطأ سيؤدي إلى هلاك البشر جميعا دون استثناء
ولكن مع كل هذا .. لا نفكر او نتفكر .. لماذا خلقنا الله و ماذا يريد منا
هل خلقنا لنحيا حياة تشغلها الامور البسيطة تلك ..ثم نموت ونفنى ليأتي غيرنا ؟
من المؤكد إن هذا النظام العجيب لم يأتي صدفة.. بل جاء به خالق مسيطر على كل شيء
ولكن ماذا يريد هذا الخالق منا ؟ ان نذهب للعمل كل يوم ؟ ونحرص على ان لا نكون مفلسين، و نتعارك ونتمازح و ونلهو و نستخدم الفيس بوك لنشر النكات حقا ؟
ام يريد ان نتعارك على (مذاهب واراض ونقود ) وغيرها . ويكون بعضنا لبعض عدو لسبب أو لآخر
من المؤكد ان المسألة اعمق بكثير من ذلك .. و يكون من واجب بني البشر ان يتفكروا .. ماذا يريد الله منا
اذا كان الله قد خلقنا .. فهو يريد منا ان نفعل شيء ما
واذا كان يريد ان نفعل شيء ما .. فلابد انه قد اخبرنا ماذا يريد منا
من هنا انا اؤمن بالآتي:
- إن هذه الدنيا (او حياة الانسان) هي دار اختبار، اختبار اولا لقدراته العقلية على التفكر والتصرف وفق ذلك
- إن من اعظم الاهداف التي يمتلكها الانسان اذا تأكد من وجود الخالق، انه يعبد ذلك الخالق ويوحده، واذا لم يثبت له وجود الخالق ، فستكون اهدافه جميعها بلا معنى
- إن الله لا بد إنه ارسل المرسلين على هيئة بشر ليخبروا الناس بما يريد الله بصورة اساسية .. و ترك لهم الخيار فيما عدا ذلك
- و من هنا .. لا بد ان تكون الكتب السماوية حقيقية او ذات اصل حقيقي على الاقل
إلى هنا .. سيوافقني المسلم والمسيحي و اليهودي والصابئي .. وربما غيرهم .. و لكن المسالة لا زالت اعمق بكثير .. فلا زال السؤال المطروح .. ماذا يجب ان نفعل بالضبط في هذه الدنيا .. او في هذه الحياة القصيرة.
كيف نعبد الله اذا كان الهدف من وجود الخلق هي عبادة الله ؟
هل القضية متعلقة بالصلاة والصوم والزكاة كما يفعل المسلمون، او الذهاب للكنيسة واداء الترانيم كما تفعل المسيحية،
او متعلق باداء طقوس الديانات والمذاهب الاخرى
لا اؤمن باكثر الموروث الروائي المنقول عن الانبياء والاوصياء لسببين:
- إن كثير مما قاله الانبياء والاوصياء فعلا، كان مرتبط بزمانهم وليس صالحا لكل زمان و مكان، ولو انه كان صالحا لكل زمان ومكان، ما جعل الله الشرائع متعددة.
- ان النقل عبر الاجيال لاحاديث الانبياء والاوصياء (وحتى صحابتهم) معرض للنقصان، و الوضع، والتحيز، والذائقة و المصالح السياسية و الخلافات المذهبية
لذلك .. احب ان اشطب على 90% من ذلك الموروث الروائي او اكثر، واشطب ايضا على كل من يجتهد او يبحث في كيفية (توجيه) ذلك الموروث لكي يناسب حوادث عصرنا الحالي
لا بل .. نجد في قصص القرآن .. إن العدو الاول للانبياء والاوصياء هو موروث المجتمع الروائي، فالنبي يوسف حاربه اتباع الديانات الموروثة، و النبي ابراهيم حاربه اتباع الديانة الموروثة، وهكذا مع بقية الانبياء وصولا للنبي محمد، بل إن بعض روايات الشيعة تقول ان الامام المهدي (على فرض صحة ظهوره) يحاربه اتباع الديانة الموروثة الذين يقولون له (ارجع فلا حاجة لنا بك) لانه ببساطة سيأتي باشياء يعتبرونها جديدة
فلو صح إن الامام سيظهر .. و قال لهم مثلا ان الحجاب على المرأة ليس واجبا، وان المراة تطلق نفسها ان ارادت، وان صلاة الظهر ركعتين فقط .. الن يعتبروه مخرفا او عميلا مثلا ؟ .. و من هذا المنطلق سيحاربه الناس.
عندما يأتي عالم ديني ليقول ان الشعيرة الكذائية هي خطأ .. تقوم الدنيا ولا تقعد عليه، فكيف الحال بمن يحاول تغيير اشياء في الصميم ؟
هذا كله خارج البحث، لاننا فقط نريد ان نعرف ماذا يريد الله من البشر ان يفعلوا .. دون الرجوع للموروث الروائي ... يتبع في موضوع آخر: ماذا يريد الله (2)