نشأة التدخين كأحد طقوس عبادة الشيطان لدى (الهنود الحمر):
حفل الغليون هو أحد الطقوس المقدسة لتواصل العالمين المادي والروحي. “الغليون هو رابط بين الأرض والسماء” فليس هناك ما هو أكثر قدسية. الغليون هو صلواتنا في شكل مادي. الدخان يصبح كلماتنا؛ بل يخرج ليلمس كل شيء، ويصبح جزءا من كل موجود. النار في الغليون هي نفس النار في الشمس، التي هي مصدر الحياة”. السبب الذي يستخدم من أجله التبغ لتواصل العوالم؛ هو أن جذور النبتة تضرب عميقا في باطن الأرض، ويتصاعد دخانها عاليا إلى السموات.
ثمة أنواع مختلفة من الغلايين ولها استخدامات مختلفة، هناك غلايين شخصية وغلايين عائلية، فضلا عن غلايين الاحتفالات الكبيرة. الحجر الخاص المستخدم يعتمد على مكانة القبيلة، ويتم إضافة الرموز المختلفة لجذب طاقات روحية معينة. (أي لجذب شياطين الجن واستحضارهم)، وكذلك؛ نوع التبغ المستخدم يعتمد على العرف القبلي في حفل الغليون. لكن على الرغم من تلك الاختلافات، إلا أنه ثمة تشابهات مؤكدة؛ أن حفل الغليون يحقق تواصلا مع طاقات الكون، وفي نهاية المطاف الخالق، (وبكل بد لا يتصلون بالله عز وجل ولكن بالشيطان) وحتى لا تنقطع أواصر الصلة القائمة بين العوالم الأرضية والروحية. (أي أن أصل تدخين التبغ في حفل الغليون يتم بغرض استحضار وجلب الشياطين (بصفتهم آلهة تسير الكون وتتحكم فيه) والاتصال بهم في الحضارة الوثنية للهنود الحمر).
(النسر الأبيض) Ed McGaa، أحد الأوجالالا سيو Ogalala Sioux (إحدى قبائل الهنود الحمر) ومؤلف روحانية الأرض الأم؛ سبل الأمريكان الأصليين لشفاء أنفسنا وعالمنا، يقول: إن معظم احتفالات الغليون لها نفس الغرض: لاستدعاء وشكر الطاقات الست: “كل احتفالاتنا نحن السيو Sioux نتضرع للاتجاهات الأربع، الأرض والسماء، وفي نهاية المطاف الروح العظمى. نرى خالقنا من خلال الطبيعة، ونحاول محاكاة ما صنعه الخالق. وقد أنجز هذا على ما يرام، كما يمكنك أن ترى من السجل الحافل للشعب الأمريكي الأصلي …
يبدأ الرجل النسر حفل الغليون بالتضرع إلى قوة الغرب، بينما يتأمل في الحياة تهب الأمطار وروح العالم في الوقت الراهن أكثر مما سبق. يلي ذلك، يناشد قوة الشمال، مصدر الاستقرار، والقوة، والحقيقة، والأمانة، إنهم الصفات المطلوبة للمضي في مسار طيب في الحياة. ثم بعد ذلك، سينظر إلى قوة الشرق. الشرق حيث تبزغ الشمس، والشمس تقودنا للمعرفة، جوهر الروحانية. فبدون معرفة، نمسي جهلاء ونتسبب في إلحاق الضرر بأنفسنا وبالآخرين. الطاقة الرابعة هي قوة الجنوب، التي تجلب لنا الخصب، والشفاء، والنمو. وبعد الإقرار تكون روح الأرض. فيلامس الرجل النسر الغليون بالأرض، ويقول: “أمنا الأرض، ننشد حفظك”. حيث أن أمنا الأرض تعتمد على حياة الشمس واهبة الطاقة، والغليون يكون وقتئذ مرفوع في اتجاه السماء. وأخيرا، يتم رفع الغليون مباشرة صوب الروح العظمى، اللغز العظيم، مصدر غير قابل للتفسير لكل الحياة. ويتمتم بعد ذلك بهذه الكلمات: “أيها الروح العظيم، أحمدك على طاقات الكون الست”. وعلى نقيض أي من الغربيين، يوضح الرجل النسر أن وصول الشخص إلى عالم الروح بلا مخاوف: “اغلبنا لا يخشى من الروح العظمى. نحن لا نخشى شيئا ما من الذي منحنا حياتنا”.
إنه من غير الممكن تصوره أن يخون الأمريكي الأصلي كلمته بعد تدخين الغليون المقدس في حفل الغليون. في الماضي؛ توقيع المعاهدات كان دائما مصاحبا لحفلات الغليون لاعتقاد الهنود بأن تدخين الغليون كفيل سيؤمن الاتفاقية. فلا أحد بلغ به حد الغباء ليكذب أو يتراجع عن كلمة ذات مرة دخن فيها الغليون، لأن الغليون كان وسيلة حمل كلمتهم إلى الخالق. وفي المقابل، فإن نعمة من الخالق ستحل على كل فرد يدخنه. بالطبع كلنا نعلم أن حكومة الولايات المتحدة لم تشارك في هذه التفاهمات، وأرسلت ممثلين عنها إلى الهنود ليستخدموا الغليون كوسيلة من وسائل الخداع.
كما يوضح أيل الخريف الأبيض White Deer of Autumn: ” سمعت عن غليون السلام، لا يوجد شيء من هذا القبيل، بأي معنى، لما ورد عن أنه عندما ارسلت الحكومة مبعوثين إلى الأمريكان الأصليين. في ذلك الوقت، لا زلنا أسياد الأرض؛ ولا زلنا نحمل السلطة، قد اتفقت حكومة الولايات المتحدة على ذلك، هم فهموا أن الغليون سيسمح بالمعاملات السلمية، لأنه لا يمكن لهندي أن يكذب أبدا إذا تكلم مرة على الغليون”.
من امتهان معنى هذه الممارسة المقدسة، أن تم خرق المعاهدات وسلبت الأرض، ولكن لم تدم المزايا زمنا طويلا. كما يوضح أيل الخريف الأبيض White Deer of Autumn: “عندما شرع الأوربيون في استخدام التبغ، رأوه كسوق، وهكذا انحرف عن وظيفته. وحاليا يساء استخدامه، وانت ترى ما يحدث عندما يساء استخدام هبة ممنوحة”.