ما هو القداس الأسود؟ وما هو القداس الأكبر؟
دعى القداس الأسود دلالة على خدمة الظلمة... والقداس الأسود له جذوره التاريخية، ولكن ليس له طقس ثابت... الهدف منه تقديم العبادة للشيطان بالطريقة التي يرتضيها ويفرضها على أتباعه من خلال طقوس مملوءة بالعنف والإباحة والشذوذ الجنسي.. يقدمون فيه البخور المتصاعد من النباتات السامة المحروقة، ويوقدون الشموع السوداء التي لها رائحة القار... وغالبا ما يجتمعون في أماكن مظلمة كريهة الرائحة مثل الأدوار التي تحت مستوى الأرض، أحيانا يقدمون هذه العبادة الشيطانية في كنائس قديمة مهجورة، أحيانا في شقق فاخرة.. ويحاول الشيطان أن يحاكى الله وكنيسته لذلك يوجد في مكان العبادة الشيطانية مذبح، وكأس، ومجامر، وشموع... الخ
وطقس القداس السود يختلف من مجموعة إلى أخرى، ونذكر هنا مثالين لمجموعتين:المجموعة الأولى: يجتمع عبدة الشيطان في قاعة مظلمة ما عدا نور الشموع السوداء الخافتة... يرتدى الكاهن معطف اسود وقلنسوة على رأسه بها قرنان صغيران، ويغطى المذبح بالقماش الأسود ثم تنام عليه فتاة عذراء عارية تماما يعلوها صليب معقوف... تبدأ الترانيم مع الموسيقى الصاخبة، ويتجرد الواقفون من الجزء الأعلى تماما من ملابسهم ويرقصون "رقصة الخلاص" بينما يستمر ترتيل المفاتيح السبعة لاستحضارالشيطان.. ثم يخلعون ما تبقى من ملابسهم ويمارسون الجنس مع أنواع التعذيب مثل تعليق النساء عاريات من أرجلهم، ووضع الكمامات على أوجه الرجال والنساء، والشرب بالسياط، وأكل الأثداء حتى ينزف الدم منها، ولعق الأوساخ من على الأجساد.. وفي بعض الأحيان يحمل الكاهن مقشة طويلة حيث يعبث بيدها بالأعضاء الجنسية للرجال والسيدات.. آما الفتاة التي في الوسط “Dan Fatan” فأنهم يتناوبون ممارسة الجنس معها... ثم تتعالى صيحات المجموعة حتى لا يطلب الشيطان هذه الفتاة لمضاجعتها، والقائد هو الذي يحدد رغبة الشيطان، فإذا طلب الشيطان هذه الفتاة أعلة القائد ذلك، فعلى المجموعة التضحية بها ودفنها حتى تذهب إلى صديقهم الأعظم الشيطان.
المجموعة الثانية: سجلها شخص يدعى "دورتال" حيث حضر طقوس القداس الأسود الذي قام به الكانون دوكر في باريس (القصة مذكورة بشيء من التفصيل في كتاب أشبه بمستشفى المجانين، رأى إنسان طلى وجنتيه وشفتيه باللون الأحمر بقلم... أنه سقط (مضاجعي الذكور) وصبى المذبح الشاذ جنسيا يضع المساحيق على وجهه ويغنى بميوعة.. ().والحاضرون تظهر عليهم الكآبة لا يوجد بينهم من يبتسم أو يبدو سعيدا... وقام الكانون دوكر باغتصاب إحدى السيدات ثم قام بعمل القداس الأسود الذي امتلاء بالتجاديف على اسم السيد المسيح مع تمجيد الشيطان.. فمن المقاطع التي تفوه بها:
"يا سيد كل افتراء.. يا مانح كل مكافآت الجرائم العظيمة والرذائل القديرة...
يا إبليس.. أننا نعبدك.. أنت لك إدراك اقبل دموعنا المزيفة....
أنت سند الإنسان المسكين المضغوط فوق احتماله...
أنت هو دواء المغلوبين.. تهب عطايا الرياء والجحود والكبرياء... يا إبليس المزدرى بالمتواضعين يا سيد الكراهية المستمرة...
أنت وحدك تستطيع أن تدفع ذهن الإنسان المطحون بالظلم.. أنت تهمس له بخطط صالحة للانتقام وبجرائم مؤكدة النجاح...
أنت تدفعه نحو القتل ولذة بنشوة الانتقام، وتسكره فيرتفع فوق الآلام التي سببها لنفسه والدموع التي تتدفق من عينيه...
يا سيد يتوسل إليك خدامك وهو ينحنون على ركبهم... يترجون منك أن تحفظ لهم البهجة بارتكاب جرائمهم التي لا يكتشفها القانون.
وأنت أيها المسيح يا مبتدع المكر...
يا سارق التعبد لك وهو ليس من حقك..
أنى ككاهن أستطيع أن ألزمك بإرادتك أو بغير إرادتك أن تنزل إلى هذا الجمع وتأخذ جسدا في هذا الخبز.
يا سارق الحب استمع لي...
من اليوم الذي آتيت فيه من رحم عذراء، كسرت كل عربون وكذبت في كل وعد...
نريد أن نغرس مساميرك إلى الأعماق، ونضغط على الأشواك التي على جبينك، ونجلب الآلام النابعة من الدم لينسكب من جديد من جروحك التي جفت...
هذا كله يمكنا أن نفعله، وسنفعله لننهك جسدك أيها الناصري.. رئيس الرذائل العظمى ملك الجبناء الجبان".
ثم صار صمت وملأ دخان المجامر، وتقدم الكانون يبارك النساء بيده اليسرى، وعند ضرب خدام المذبح الأجراس ألقت النسوة أنفسهن على الأرض، وصرن يتدحرجن على السجادة.. واحدة منهن صارت تتحرك بوثبات، ألقت نفسها على بطنها، وكانت تضرب بقدميها في الهواء، وأخرى صنعت صوتا رهيبا مقلقا ثم صمتت وكان فكاها مفتوحين ولسانها ملتصق بسطح فمها... وثالثة صارت حلقتا عينيها تبرزان وتركت رأسها يتدلى على كتفيها، فجأة صارت تمزق حنجرتها بأظافرها... ورابعة تمددت على ظهرها، ونزعت ملابسها، حتى ظهرت بطنها عارية تمامًا متضخمة، وكان وجهها يتلوى، وفمها مملوء دما، أخرجت لسانها الذي عضته متدليًا لا تستطيع أن ترده.
وقف الكانون وفتح ذراعيه وصار ينطق في صرخات بأعلى صوته يلعن ويسب كمن هو مخمور.. ركع أحد خدام الهيكل الصبيان أمام معطيا ظهره للمذبح... ساد الجو كله نوعا من الجنون، وكانت النساء يصرخن بأصوات هستيرية، والصبيان يبخرون للكاهن العاري، ثم ألقوا بأنفسهم أسفل المذبح، وصاروا يقطعون الخبز ويكسرون بقالا متعفنة ويأكلونها... صارت إحدى السيدات المسنات تنتف شعرها، قفزت على قدم واحدة ألقت بنفسها على فتاة جاثية بجانب أحد الحوائط تهتز متشنجة وهى أيضا تصرخ بتجديف...
القداس الأكبر: يتكون القداس الأكبر من قسمين:
القسم الأول: يجتمع عبدة الشيطان في الغرفة المظلمة ما عدا ضوء الشموع السوداء الخافت، وتعزف الموسيقى، ويدور المشاركون حول المذبح عكس عقارب الساعة، والكاهن أيضا يدور في نفس الاتجاه ومعه ناقوسا يقرعه تسعة مرات، ثم أربع مرات تجاه الجهات الأصلية.. يتجه إلى المذبح حيث يكشف غطاء من جلد النمر فتظهر تحته فتاة عذراء عارية... يرش الكاهن المصلين بماء مخلوط بالبول علامة التطهير، وتقترب زوجته التي تحمل سيفا في غمده فيستله زوجها الكاهن ويقرأ بعض التعاويذ الشيطانية حتى يظهر الشيطان.. يتقدم الكاهن ويأخذ كأسا موضوع بين نهدى الفتاة العارية ويشرب ما به من شراب.
القسم الثاني: يختلف من مجموعة إلى أخرى... ويختلف على حسب نوع العبادة المقدمة والغرض منها، فلو كانت بقصد تحقيق أمنيات فأن الكاهن يسأل كل عضو عن رغبته، ويضع السيف برفق فوق رأسه طالبا من الشيطان تحقيق رغبته... في النهاية يقرع الكاهن بجرس تسع مرات علامة انتهاء القداس فيشرب الجميع ما يشاءون من الخمور والمخدرات.