الكثير منا يعاني من وجود أشخاص متسلطين في حياته سواء كانت هذه الفئة أحد الوالدين، الصديقات أو الأصدقاء الذين هدفهم السيطرة وحب التملك والتحكم في الآخرين.
وغالبا ما يسعى المتسلط او المسيطر الذي يتمتع «بحب السيطرة» الى إثارة المشاكل والفتن باتباعه الأساليب والحيل القاتلة وتسليطها على الشخصيات الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة لخوفها وعدم قدرتها على مواجهة الشخص المتسلط مما يتسبب في فرض حالة نفسية واكتئاب. ويعزو الاخصائيون النفسيون سبب حب التسلط الى وجود خلل في التربية والوراثة التي أورثها الوالدان للأبناء وبعض العوامل النفسية التي حصلت لهم وذلك باتباعهم أسلوب الانتقام والغيرة والحسد التي انعكست سلبياً على نفسيتهم من حيث فشلهم في تكوين علاقات ناجحة وابتعاد الناس عنهم لأسلوبهم وتصرفاتهم الصارمة.
في الاستطلاع التالي نتعرف على اسباب التسلط والعلاج الملائم له ومدى تأثيره على الآخرين.. وذلك من خلال وجهات نظر عدد من الأمهات والآباء والمتخصصين حول هذا الامر حيث كانت آراؤهم كالتالي:
مريض نفسياً
منى عبدالرسول تعتقد أن الشخص المتسلط هو انسان مريض نفسياً او يعاني من نقص داخلي يحاول أن يثبت وجوده باتباعه عدة أساليب من أجل اثارة المشاكل والفتن والتطفل والتدخل في امور الآخرين دون ان يهتم بعواقبها بصفته انسانا قويا ولا يستطيع احد مواجهته والحل الأمثل هو ردعه وتجاهله.
التربية الخاطئة سبباً
فيما ترى سفانة عبدالأمير ان التسلط ناتج عن أسلوب التربية الخاطئة «التدليل الزائد» وتنفيذ ما يطلبه الابن من أمور والتي تعتبر عادة سيئة تعود عليه بالفشل في حياته لتعوده على كسب الأشياء بسهولة ويسر دون ان يتحمل المسؤولية آخذاً الامور ببساطة واستهتار عن طريق فرض سيطرته التي قد تنمو معه مؤدية إلى انعكاس آثارها السلبية عليه وعلى والديه والمجتمع.
وتضيف «ان اسلوب القسوة الزائدة أيضاً يولد أبناء متسلطين والذي ينجم عن الكبت والضغط الداخلي معبرين عنه بدافع الانتقام والغيرة والحقد والحسد وافتقارهم لما يملكه الغير فلولا الحسد ما مات احد».
العامل الوراثي
بينما يؤكد أنور أبوحسن أن هناك عدة عوامل لنشوء ابناء متسلطين منها العامل الوراثي في حال كون احد الوالدين والأهل متسلطاً تنتقل هذه الحالة للأبناء لاكتسابهم وتقليدهم الشخصية المتسلطة، مبيناً «أثر التغيرات الفسيولوجية التي يمر بها الأبناء وتغير مراحل النمو خاصة فترة المراهقة والتي تعتبر مرحلة حرجة ولها الكثير من الآثار في تبدل تصرفاتهم ومحاولتهم ابراز شخصيتهم من خلال فرض سيطرتهم».
تهميش الطفل
وترى خديجة حسن أحمد أن الأسباب التي تخلق أبناء متسلطين هي البيئة والمحيط الاجتماعي واسلوب تربيتهم في الصغر من قبل الوالدين، مبينة «حيث ان تجاهل وتهميش الطفل وعدم اعطائه فرصه للتعبير والإصغاء له يؤدي لشعوره بالنقص الداخلي والتي تنعكس على حالته النفسية بمحاولته التعبير عن ذلك باتباعه أساليب غير مرضية للغير».
أما من الناحية النفسية فيؤكد الأخصائيون النفسيون أن التسلط له علاقة بعدة أمور منها التربية، التسلط المرضي، الشخصية الدكتاتورية والتي تجسد من خلالها «الشخصية النرجسية» التي تعجب بنفسها وبقدراتها وانجازاتها وممتلكاتها التي تميل إلى الغرور والتباهي والكبرياء والاهتمام بالإشكاليات والمظاهر والحسد والغيرة لكل ما يملكه غيرهم من تفوق ونجاح والتي تعتبر شخصية انتهازية استغلالية لا يهمها خسارة اي شخص بقدر ما هو تحقيق أكبر قدر من المكاسب الذاتية وغير المستعدة للبذل والعطاء.
ويشيرون الى أن علاج هذه الشخصية صعب جداً لما يعانونه من نقص البصيرة والجهل ولا يدركون ما يقومون به ويعتبرون في الطب النفسي «مرضى» لديهم اضطراب في الشخصية ويعانون داخلياً من عدم الاستقرار النفسي وتقلب معنوياتهم والشعور بالاكتئاب والقلق جراء ذلك.
وبينوا طريقة تعامل الناس مع الشخصية المتسلطة عن طريق «محاولة التكيف معها وتجنب الهجران والبعد والبغض والحفاظ على التواصل معهم فربما بطريقتنا هذه نوجه لهم رسالة مباشرة أو غير مباشرة للتغيير من طريقة تعاملهم ومساعدتهم على العطاء».
المصدر: زينب جابر