عام 1991، شكل العازبون والأشخاص غير المرتبطين شريحة ديموغرافية تعتبر الأكثر أهمية من أي وقت مضى. وتبدلت أوضاع المرأة «فأصبحت أكثر استقلالية» ولها اليوم وظيفتها أو مهنتها. تتقاضى أجراً وتكسب مداخيل. أي باختصار أصبحت اليوم أكثر استقلالاً من الرجل على أكثر من صعيد، وبخاصة فيما يتعلق بالقضايا المالية. وهذا ما يفسر ازدياد نسبة الطلاق عن ذي قبل. ذلك أن نمط العلاقات، التي كانت المرأة فيما مضى «محتبسة» فيها، لم يعد اليوم مناسباً لها، ولم يعد الرجل، لسوء الحظ، قادراً في الغالب على التكيف مع الطفرة التطورية المذهلة التي يشهدها وضع المرأة، وخاصة خلال عقد التسعينات.
لقد أصبح الرجل المشاهد المنذهل، بل والمنبهر، لهذا التطور السريع والشديد في وضع المرأة. وشيئاً فشيئاً، راح يتساءل كيف يمكنه التآلف مع هكذا تحول. بل وراح يتساءل، وبقلق أحياناً - حول تبدل دوره إزاء المرأة الجديدة. لقد علمته التربية الأساسية التي تلقاها أن الدور الذي يجب أن يلعبه في قلب الثنائي الزوجي هو في الأساس دور «المعيل».
وفجأة، يشعر أن أنظمة القيم التي اندرجت فيه بعمق أخذت، إلى حد ما، تتلاشى، وأخذ يفكر، وبنفس حالة القلق: مع تقدم المرأة نحو المزيد من الاستقلالية، وإذا لم تعد بحاجة إليه «كمعيل»، فهل لا تزال تريده وترغب به؟ في حال نعم، فإلى أي حد؟ وإضافة إلى هذه المحاولات التكيفية، تغير الرجل، من جهته، بعض الشيء، لكنه عملياً بقي هو هو.
لقد غدا الانفصال بين أقران اليوم أسهل منه عند أسلافهم، بحيث يظهرون وكأنهم أقل استعداداً لأخذ الوقت الكافي لتسوية مشاكلهم، ولا يستمرون، بشكل عام، في أية علاقة لا تمنحهم كامل السعادة. وهذا ما يفسر العدد المذهل من حالات الطلاق التي يشهدها زمننا المعاصر.
# كيف تختار الشريك المناسب