في اليابان نستطيع رسم صورة لليابانيين بأنهم ”لا يؤمنون بدين معين“ أو ”دين طبيعي“ . من جانب آخر، تجدر بنا الإشارة إلى أن اليابانيين بالرغم من أن ”الأديان“ شيء غير مألوف بالنسبة لهم إلا أنهم يتآلفون مع ”أشباه الأديان“. وعلى سبيل المثال الكونفوشية. فاليابانيون يهتمون جداً بآداب السلوك وينحنون بأدب وإجلال إلى أي شخص وهو من تأثير الكونفوشية.
بالإضافة إلى ذلك، اليابانيون يستخدمون الأسلوب المؤدب عند التحدث مع الآخرين فالتلاميذ والطلاب في جميع المراحل الدراسية يتكلمون بالأسلوب المؤدب وصيغة الاحترام مع كل من يكبرهم في السن. هذا أيضاً سمة من سمات الكونفوشية وهي اعطاء ”الأولوية للكبير“. واحترام الموتى أيضاً من سمات الكونفوشية وقد ذكرنا من قبل أنها من البوذية ولكن في الواقع هناك تأثيراً من الكونفوشية أيضاً. والسؤال بان الكونفوشية تعتبر ديناً أم لا يتوقف على كيفية تعريف الدين ولكننا نستطيع رؤية جوانب دينية في الكونفوشية مثل تقديس ”السماء“ و ”الحياة“ واحترام وتمجيد الأسلاف والأجداد. حيث تستعمل في شرق آسيا كلمة ”طريق“ أو ”تعاليم“ مقابل كلمة ”دين“ في الثقافة الغربية. وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر كانت تعاليم البوذية والشنتوية تدلُ على أنها ”طريق“ يرشد الناس في حياتهم.ولعل أكبر مثال على أن الكونفوشية ”شبه دين“ هي أنها اختفت من المجتمع الواقعي بعد إصلاحات عصر ميجي. وهناك العديد من الأمثلة على ”أشباه الأديان“. فعلى سبيل المثال عمل المانغا ”vagabond“ (تأليف إينو تاكي هيكو والصادر من دار كودان شا ) تم نشر ٣٦ مجلداً حتى أكتوبر/ تشرين الاول من عام ٢٠١٣. والتي بُدأ بنشرها كسلسلة عام ١٩٩٨. وقد وصلت مبيعات هذه السلسلة نحوَ ٦٠ مليون نسخة أو أكثر في اليابان. وتدور القصة حول احد فرسان الساموراي خلال القرنين ١٦-١٧، وبَطَلٌها ”مياموتو موساشي“ وهو شخص بارع في القتال بالسيف ويقال إنه الشخص الذي ألف كتاب ”البوشيدو“. كما ان العمل الأصلي هو رواية نشرها يوشي كاوا إيجي بتسلسل في صحيفة عام ١٩٣٥ ثم أصبحت بعد ذلك فيلماً باسم ”مياموتو موساشي“ حاز على شعبية كبيرة.