ما يزال الموت الرحيم موضوعا مثيرا للجدل إلى حد كبير، ولكن الكثيرين يعتقدون أن للأفراد حق الاختيار عندما يتعلق الأمر بإنهاء حياتهم.
وفي خضم الجدل الذي يحيط بهذا الموضوع، قام طبيب أسترالي بكشف النقاب عن خطته بشأن القتل الرحيم والتي أطلق عليها اسم "ساركو" Sarco، والذي يدعي بأنه جهاز سيساعد الناس على "الانتحار" بطريقة غير مؤلمة وفعالة.
وقام الطبيب فيليب نيتسشك البالغ من العمر 70 عاما، بتصميم "ساركو" بالتعاون مع المهندس ألكسندر بانيك من هولندا، بهدف جعلها متاحة في جميع أنحاء العالم.
ويتكون الجهاز من قاعدة ثلاثية الأبعاد قابلة لإعادة الاستخدام، تحتوي على عبوات النيتروجين السائل وكبسولة قابلة للانفصال والتي تشكل معا تابوتا قابلا للتحلل.
وما أن يكون الشخص داخل الجهاز حتى يصبح بالإمكان استخدامه عن طريق الضغط على زر التشغيل باستخدام تفعيل الصور، أو عن طريق سلسلة من طرف العين للمرضى المصابين بالشلل، وعقب ذلك ستبدأ الكبسولة في الامتلاء بالنيتروجين.
وبينما يزداد مستوى النيتروجين ينخفض الأوكسيجين، وبذلك يخسر المريض وعيه تدريجيا ثم يموت بسلام، وفقا لتصريح نيتسشك.
وذكر نيتسشك أنه "يمكن الحصول على الجهاز من خلال طباعة التابوت باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد، ويستخدم النيتروجين السائل الذي يمكن شراؤه بشكل قانوني، وبعد أن يأخذ المريض مقعده داخل الآلة يبدأ النيتروجين في التدفق، وبعد دقيقة ونصف يبدأ بالشعور بالارتباك، وهو شعور مشابه لشرب الكثير من الكحول، وعقب بضع دقائق يفقد المريض وعيه، وفي غضون 5 دقائق يتوفى".
وعلى غرار "طبيب الموت" جاك كيفوركيان، الذي اشتهر في أوائل التسعينيات بمساعدة 130 شخصا على الموت الرحيم في الولايات المتحدة، يعتقد نيتسشك أن الموت حق من حقوق الانسان.
ويؤكد نيتسشك أن "آلة الموت" التي صممها تقدم موتا غير مؤلم حيث لا يوجد اختناق ويمكن للمريض التنفس بسهولة.
والأمر الأهم أن الآلة تحمل "زر الذعر" panic button، والذي يمكن استخدامه في حالة غير الشخص رأيه في اللحظات الأخيرة، وهناك نافذة طوارئ تفتح على الفور عندما تنقر عليها، مما يسمح بتدفق الأوكسيجين بسهولة.
ويعمل نيتسشك حاليا على النموذج الأولي لـ"ساركو" ويتوقع أن يكتمل في أوائل عام 2018، وستخضع الآلة لاختبارات صارمة، بهدف إطلاق نموذج عمل كامل بحلول نهاية العام المقبل.
ويتوقع نيتسشك أن تكون عيادات القتل الرحيم القانونية مثل تلك الموجودة في سويسرا، أول المستفيدين من هذه التكنولوجيا الجديدة.
في المقابل، أثار مشروع نيتسشك غضبا عارما لدى الجماعات المؤيدة للحياة والتي تدعي بأن آلته يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع كبير في حالات الانتحار.