واشنطن - ناديا البلبيسي
تتعرض إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، لضغوط من دول حليفة من أجل إقناعه بالتراجع عن قرار مرتقب يتعلق بالقدس، فقد ذكرت مصادر مطلعة أن ترمب لم يقرر بعد ما إذا كان سيعترف بالقدس عاصمة للدولة العبرية، أو ينقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
من جانبه قال متحدث باسم البيت الأبيض إن القرار وصل إلى مكتب الرئيس، وإن الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ليس (إذا) بل (متى) في إشارة إلى تصميم إدارة ترمب على الإيفاء بوعود انتخابية بنقل السفارة الأميركية.
اتصالات دولية مكثفة تحث الرئيس على التراجع، منها مكالمة أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الرئيس ترمب، حذر فيها من الإقدام على هذه الخطوة وتداعياتها على عمليه السلام.
وفي حديث مع "رويترز" قال السفير السعودي في واشنطن الأمير خالد بن سلمان إن أي إعلان أميركي بشأن القدس قبل التسوية يضر بعملية السلام، مشددا على دعم السعودية للشعب الفلسطيني.
الفريق الفلسطيني يغادر على عجل
مصادر قالت "للعربية.نت" إن الفريق الفلسطيني الذي التقى مع مستشار الرئيس جاريد كوشنر ومبعوثه للشرق الأوسط جيسون جرينبلات ونائبة مستشار الأمن القومي دينا باول غادروا واشنطن على عجل حتى لا يشهدوا على هذا الإعلان بعد تسليميهم رسالة احتجاج رسمية للإدارة.
وكان الرئيس الفلسطيني قد أرسل مدير الاستخبارات ماجد فرج وكبير المفاوضين صائب عريقات الموجود في واشنطن للعلاج منذ فترة لتحذير الإدارة الأميركية من الإقدام على هذه الخطوة، التي ستنسف العملية السلمية وأي فرصة حقيقية لعملية السلام إذا تمت.
لكن يبدو أن الجانب الأميركي تمسك بموقفه وحاول وصف خطوة الرئيس هذه بأنها إيفاء لوعوده الانتخابية.
تعنت أشد من تعنت نتنياهو
وذكر مصدر "للعربية.نت" أن الجانب الأميركي كان متعنتا ومتمسكا بموقفه، دون أن يعطي مجالا للنقاش، مما أدى إلى وصفهم من قبل مسؤول فلسطيني بأنهم أشد تعنتا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتعتبر القدس من قضايا الحل النهائي إلى جانب المستوطنات والحدود واللاجئين ومنذ عام 1995 يوقع الرؤساء الأميركيون على مذكرة كل 6 أشهر تبقي على السفارة الأميركية في تل أبيب من أجل مصلحة السلام.
وطالما اعتبرت الدولة العبرية القدس موحدة بشطريها الشرقي والغربي عاصمتها الأبدية، بينما يتطلع الفلسطينيون إلى إقامة عاصمتهم المستقبلية في القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل إليها عام 1967.
إثارة عواطف المسلمين
وحذر وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، من خطورة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بعد لقائه مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وهذا ما نقله أيضا الملك عبد الله الثاني للمسؤولين الأميركيين خلال زيارته الأسبوع الماضي لما لهذه الخطوة من تداعيات ليس فقط على عملية التفاوض، بل بإثاره عواطف المسلمين باعتبار القدس ثالث أقدس مكان للمسلمين بعد الحرمين الشريفين في مكة والمدينة.
وبموجب قرار الكونغرس فإن الفترة الزمنية لتوقيع المذكرة قد انتهت ومع هذا يصر البيت الأبيض على أن القرار على طاولة ترمب، وأنه لم يقرر بعد رغم أن المراقبين يتوقعون القرار الأربعاء.
وربما ستنجح هذه الضغوط بإقناع الرئيس ترمب عن التراجع بالإعلان بشكل قاطع على أن القدس هي عاصمة الدولة اليهودية ويكتفي بالقول إن القدس الغربية عاصمة لإسرائيل، على أن يشير إلى احتمال إقامة الفلسطينيين عاصمتهم في القدس الشرقية.
ويحبس الجميع أنفاسهم بانتظار قرار ترمب وسط تحذير الخارجية الأميركية بإمكانية حدوث تظاهرات احتجاجية ضد السفارات الأميركية عبر العالم إذا ما أقدم الرئيس ترمب على هذه الخطوة الجدلية التي لا تخدم حتى خطته التي لم تتضح بعد معالمها لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، كما يرى المراقبون في أميركا.