الأسينيون هي طائفة يهودية ظهرت أثناء فترة الهيكل اليهودي الثاني [الإنجليزية] من القرن الثاني قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي، ويزعم بعض الباحثين أن بعض الكهنة انفصلوا بها عن طائفة اليهود الصدوقيين.[1] ونظرًا لقلة عددهم مقارنة بالفريسيين والصدوقيين، فقد عاش الأسينيون في عدة مدن في تجمعات تميل إلى الزهد (بعضهم عاشوا حياة بتولية دون زواج) والفقر طواعيةً، والطهارة. تشاركت عدد من الجماعات الدينية الاعتقادات حول بعض المسائل مثل طبيعة الإله والإيمان بالآخرة [الإنجليزية] وشخص الماشيح والزهد، وقد جمعها الباحثون جميعًا تحت اسم «الإسينيون». ذكر يوسيفوس فلافيوس في كتاباته أن الأسينيين تواجدوا في تجمعات كبيرة. وأن عددهم كان بالآلاف منتشرين في المقاطعة اليهودية الرومانية.
حظيت تلك الطائفة بشهرة واسعة حديثًا بعدما اكتشفت مجموعة ضخمة من الوثائق الدينية عُرفت بمخطوطات البحر الميت، يُعتقد أنها مكتبة للأسينيين -رغم عدم وجود دليل يُثبت أنها من كتاباتهم. اشتملت تلك الوثائق على عدة أجزاء من عدة نسخ من الكتاب العبري لم تُلمس منذ سنة 300 ق.م وحتى اكتشافها سنة 1946 م. يشكك بعض العلماء أن تلك المخطوطات من كتابات الأسينيين،[2] بل وشككت راشيل إليور في وجود الأسينيين أنفسهم.[3][4][5]
يعد كتاب التاريخ الطبيعي للمؤرخ الرومي لبلينيوس الأكبر أقدم المصادر التي ذكرت تلك الطائفة.[6] ذكر بلينيوس أنهم لا يتزوجون، زاهدين في المال، وتعدادهم بالآلاف. وبالرغم من قول فيلون السكندري بأنهم منتشرون في كل أرض إسرائيل، إلا أن بيلينيوس حدّد تمركزهم في عين جديبالقرب من البحر الميت.
ورد أيضًا ذكر الأسينيين في كتب يوسيفوس فلافيوس «الحرب اليهودية» سنة 75 م و«آثار اليهود» سنة 94 م و«سيرة يوسيفيوس فلافيوس» سنة 97 م، حيث ذكر أنهم هم والفريسيين والصدوقيين المذاهب الفلسفية اليهودية الثلاث.[7] وصف فلافيوس الأسينيين بالتقوى والتبتّل والزهد في الدنيا والحياة في مجتمعات تشاركية والالتزام الصارم بالسبت اليهودي. كما أضاف أنهم كانوا يُعمّدون أنفسهم يوميًا في الماء، ويأكلون في جماعات، ويكرّسوا حياتهم لفعل الخيرات، ويمتنعوا عن التعبير عن الغضب، ويدرسوا كتب الأقدمين ويبحثون في أسرارها، ويقدسون أسماء الملائكةفي كتاباتهم المقدسة.
حدّد بيلينيوس أماكن تمركزهم في الصحراء في شمال غرب شاطيء البحر الميت حيث اكتشفت مخطوطات البحر الميت.


التسمية

اسم الطائفة نسبة إلى كلمة أسين، وتعني باليونانية الصامتين، أو الممارسين، أو الاتقياء أو الورعين أو المغتسلين أوالحسديين Hasidim بمعني المشفقين، وقد أُطلقت هذه التسمية على طائفة من بني إسرائيل نشأت قُبيل العهد المسيحي في الفترة المكابية الحشمونية (150 ق.م – 30 ق.م) وسكنوا خربة قمران قرب البحر الميت في الكهوف والمغاور، وفق شرائع محددة ملتزمة بالطهارة والعبادة وهي تختلف عن بقية الفرق اليهودية اختلافا أساسيا في عقائدها وتقاليدها ،اتخذوا نظاما نسكيا خاصا شديد التقشف وأتباعها رجال لا نساء بينهم، ومن أهم مبادئهم أنهم يحرمون نظام الرق علي عكس الفرق اليهودية الاخري التي يقوم نظامها علي الرق، كما يحرمون الملكية الفردية ويرفضون تقديم الذبائح والقرابين ويدعون الي التعايش السلمي بين جميع الشعوب، اتباعها يغتسلون كل صباح في مياه الينابيع الصافية ويعتمدون في معيشتهم علي ما يزرعونه من الحبوب والفاكهه وكانوا يستحضرون العقاقير ويجمعون الحشائش ويشتغلون بشفاء الناس من الامراض، وقد آمنت هذه الطائفة أن الله هو الخالق الوحيد، واستمرت هذه الجماعة قائمة إلى عام 68 م حيث قضى عليهم الرومان وفي فرضية اخري ان هذه الجماعة بدأت تنقرض، وكان الأسينيون قد نسخوا تراثهم وحفظوه في كهوف خربة قمران في حوالي 400 مخطوطة على أمل العودة إليها مرة أخرى.
إلا ان حكم الحشمونين وهي أسرة يهودية، عملت على إعادة العناصر والطقوس الهيلينية، مما أثار غضب اليهود الأتقياء (الأسينيين) الذين عاشوا في قمران وكانوا يعتقدون على قلتهم بأنهم يعرفون الحقيقة وأن معظم اليهود على ضلال.


المعتقدات
و قد مارست هذه الجماعة (الأسينيين) طقوس خاصة بها وأتسمت بعدة سمات منها :
  1. المعرفة بأسرار الكتاب المقدس.
  2. الاهتمام بالفلك والتنبؤ.
  3. التطهر قبل الاكل
  4. كانوا مقسمين إلى 12 مجموعة بقيادة رئيس يسمى (سـيـد العدالة)
  5. كانوا متخذين الون الأبيض كملبس لهم

هناك الكثير من الاعتقادات بان النبي يحيى بن زكريا/ يوحنا المعمدان قضى وقت مع هذه الأسينيين لتحضير وصول السيد المسيح.