توصل الباحثون من جامعة لندن إلى نتائج مثيرة تظهر علاقة بين الزواج والإصابة بالخرف.
وبعد دراسة وتحليل نتائج دراسات علمية عديدة سابقة حول الخرف الشيخوخي، تبين للعلماء أن الأشخاص العزاب أو الذين كانوا متزوجين وفقدوا الزوج أو الزوجة، هم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
وراجع الباحثون 15 دراسة علمية سابقة شارك فيها 800 ألف شخص من بلدان أوروبا وأمريكا الشمالية واللاتينية وآسيا وحللوا نتائجها. وتبين أن 28-80% من الذين شاركوا في هذه الدراسات كانوا متزوجين، وأن 8-48 انفصلوا عن شركائهم، وشكل العزاب 0-32.5%. وأشار تحليل النتائج إلى أن خطر إصابة العزاب، بغض النظر عن عمرهم، أكثر بنسبة 42% من الآخرين. ويعلل الباحثون هذا جزئيا بأنه نتيجة سوء الحالة الصحية وضعف اللياقة البدنية.
المثير في النتائج التي توصل إليها الباحثون، هو أن احتمال إصابة الأرامل كان مرتفعا أيضا، ولكنه أقل من العزاب والعوانس بنسبة 20%. ويحتمل أن يكون هذا بسبب فقدان الحبيب، وانعكاسه على القدرة المعرفية ونشاط الجهاز العصبي، بحسب العلماء. كما لم يلاحظ الباحثون ارتفاع هذه النسبة لدى المطلقين.
العلاقات الزوجية المتينة تقلل من خطر الخرف الشيخوخي
ويؤكد الباحثون على أن جميع هذه النتائج تعتمد على تقارير الأطباء وعلماء الاجتماع، والحديث عن العلاقات السببية والنتائج سابق لأوانه. ولكن مع هذا، تؤكد النتائج على أن الزواج "مفيد" للجنسين، حيث أن المتزوجين يحاولون تناول مواد غذائية صحية والتخلي عن العادات الضارة، ولهم علاقات اجتماعية أوسع من العزاب. وهذه الأمور لها تأثير في صحة وعمل الدماغ والجهاز العصبي. كما أن المتزوجين يتعودون على اهتمام أحدهما بالآخر.
يقول الباحث أندريو سوميرلاد، المشارك في الدراسة: "نأمل أن تساعد هذه النتائج في وضع استراتيجية لمكافحة الخرف". ويضيف الباحث أيان ماسغريف: "نعلم منذ زمن بأن العوامل الاجتماعية تلعب دورا مهما في الإصابة بهذا المرض، حيث أن الذين لهم علاقات اجتماعية واسعة أقل عرضة للإصابة به مقارنة بالآخرين".
ويؤكد الباحثون على أنه كلما كانت العلاقات الزوجية أقوى، كان احتمال الاصابة بالمرض أقل.