تم توجيه الاتهام لمايكل فلين مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق بالكذب في شهادته أمام مكتب التحقيقات الفيدرالي في يناير/ كانون الثاني الماضي.فمن هو مايكل فلين؟
شغل فلين قبل 3 أعوام منصب رئيس وكالة استخبارات الدفاع في وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون)، لكنه أقيل من المنصب.
وكان من مستشاري ترامب المقربين جدا وأحد مؤيديه المتحمسين خلال حملة الرئاسة الانتخابية.
وبرزت أهمية فلين، وهو جنرال متقاعد، قبل أيام من استقالته، حينما كان مع الرئيس ترامب في مقره في فلوريدا، وهو يستضيف ئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، أول قائد أجنبي يلتقي به في ذلك المقر.وقد اشتكى فلين في الماضي من طرده من منصبه من وكالة استخبارات الدفاع في 2014 بعد كلامه بصراحة - كما يقول - عن التطرف الإسلامي. ويعتقد فلين أن الولايات المتحدة تخسر حربا عالمية على التطرف الإسلامي قد تستمر أجيالا.
الجنرال المتقاعد مايكل فلين اعتاد إثارة الجدل
غير أن بعض العاملين داخل المؤسسة العسكرية يقولون إن خروجه من الوكالة ربما يكون له صلة بأمور أخرى غير انتقاده الإسلام.ووصفه مسؤولون أمريكيون سابقون عملوا معه عن قرب بأنه شخص مهذب، لكنه ليس مديرا جيدا.
وظل فلين أحد أكثر منتقدى إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بشدة، بالرغم من أنه ظل ينتمي للحزب الديمقراطي طوال حياته.
فلين حضر استقبال ترامب لضيفه الياباني في مقره في فلوريدا
ولكنه تخلى عن الحزب الديمقراطي، وقرر التحالف مع ترامب، الذي رأي فيه رجلا يماثله، كما أنه من خارج الإدارة مثله.
وكان فلين مناصرا متحمسا لترامب، وعقّب على فوز رجل الأعمال المفاجئ بالرئاسة قائلا "لقد بدأنا ثورة، هذه أكبر انتخابات في تاريخ أمتنا، منذ مجيء جورج واشنطن عندما قرر ألا يكون ملكا".
ويشارك فلين ترامب كثيرا من وجهات النظر، من أهمها فائدة العلاقات الوثيقة مع روسيا، وإعادة التفاوض على الاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، ومكافحة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.ووصف فلين غزو الولايات المتحدة للعراق في 2003 بأنه خطأ استراتيجي فادح، كما فعل ترامب، وهو يشبه ترامب أيضا في إثارة الجدل.
وقد اضطر إلى الاعتذار خلال فترة عمله في وكالة استخبارات الدفاع عن حديث في اجتماع فُهم منه أن مساحيق التجميل تجعل المرأة "أكثر جاذبية"، وشجع الناس على لبس ما يناسب أجسادهم. ونفى بعد ذلك رضاه هو أو الوكالة عما تم في الاجتماع.
فلين كان ديمقراطيا لكنه تحول إلى دعم ترامب وكان من مستشاريه
وقد أثار ظهوره في العام الماضي في حفل عشاء عقد على شرف الحكومة الروسية، حيث جلس فلين على بعد مقعدين فقط من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الكثير من الأسئلة، وأقلق اتجاهه الحميم نحو موسكو بعض خبراء الأمن القومي.
وكانت وجهة نظره بالنسبة إلى الإسلام مثار جدل آخر.
فقد كتب تغريدة في فبراير/ شباط 2016 أن
"الخوف من المسلمين أمر منطقي"، وقال لصحيفة "نيويورك بوست" في يوليو/ تموز إن
"العالم الإسلامي يمثل فشلا ذريعا"، وهو يحاول الترويج لخطته لمكافحة التشدد.وفي أغسطس/ آب، ألقى خطابا في دالاس أمام مجموعة معادية للمسلمين وصف فيه الإسلام بأنه
"إيدولوجية سياسية، تتستر وراء الدين".
وعبر البعض عن القلق من التأثير الكبير الذي قد يحدثه فلين في الرئيس ترامب الذي يفتقد إلى الخبرة الدولية.
وبالرغم من جميع منتقديه، كان هناك من وقف وراءه، باعتباره رجلا حاز سمعة كبيرة كداهية استخبارات محترف خلال عمله في الجيش الأمريكي على مدى 30 عاما.