المهارات الأساسية للقيادة الاستراتيجية
المهارات الأساسية للقيادة الاستراتيجية
لقد لاحظ أحد عمالقة البنوك الشهير السيد روتشيلد أنه كلما كبر حجم الحيرة عن الوضع كلما كبر حجم الفرص شريطة امتلاك مهارات القيادة الاستراتيجية. ومن خلال الأبحاث في معهد وارتون مع أكثر من 20000 مدير تنفيذي، تم تحديد ستة مهارات بإتقانها واستخدامها يستطيع القادة التفكير بأسلوب استراتيجي يساعدهم في ذلك امتلاك مهارات التنبؤ والتوقع والتحدي والتفسير واتخاذ القرار ومن ثم عمل التوافق والتعلم. وهذه المقالة تصف لنا المهارات الست بتفصيل. فالقائد الاستراتيجي القادر على التكيف هو شخص يمتلك تصميم ومرونة وقدرة على الوقوف في وجه أي نكسات قد تحدث كما يتمتع بامتلاك قدرة ردة الفعل بأسلوب استراتيجي لأي تحول قد يحدث في البيئة المحيطة. فهذا القائد يكون قد تعلم تطبيق جميع الصفات الست بأسلوب شامل وفي ردة فعل واحدة. وهذه المهارات هي:
توقع:
تفتقر معظم المنظمات والمنشئات إلى مهارة رصد التهديدات والفرص الغامضة التي تحيط بمجال أعمالهم إلا أن القادة الاستراتيجيين، على العكس من ذلك، يتمتعون بحس اليقظة ويزيدون قدراتهم على التوقع من خلال عمل مسح للبيئة المحيطة لالتقاط أي مؤشرات تدل على التغيير.
ولتحسين القدرة على التوقع، يجب التحدث مع عملاؤك ومورديك وشركاؤك لفهم تحدياتهم كما يتطلب الوضع إجراء بحوث للأسواق ومحاكاة الأعمال لفهم جوانب تتعلق بالمنافسين وقياس مدى ردة فعلهم للمبادرات أو المنتجات الجديدة والتنبؤ بالعروض الممكنة التي قد تحدث نوع من الإرباك. ينبغي استخدام مخطط لفرضية ليتم تخيل المستقبل بمختلف توجهاته والاعداد للمنافسة سريعة النمو وفحص الإجراءات الممكن اتخاذها من قبل المنافسين لإرباكك كما ينبغي وضع قائمة تضم عملاؤك الذين فقدتهم حديثاً والتعرف على الأسباب التي تقف وراء ذلك.
تحدى:
يستفسر المفكر الاستراتيجي عن الوضع الجاري ويقوم بتحدي افتراضات الآخرين ويجمع وجهات النظر المتباعدة عن بعضها البعض. ومن خلال النظر للمشكلة بعدسات متنوعة يقوم المفكر الاستراتيجي وبعد التدقيق والفحص للمشكلة بتنفيذ الأعمال الحاسمة حيث يتطلب هذا النوع من العمل الصبر والشجاعة والعقل المتفتح.
فسر
إن القادة الذين يتبعون الطريقة السليمة في التحدي يستخلصون بثبات المعلومات المعقدة والمتضادة وهو ما يميز أفضل القادة من حيث القدرة على التفسير. فبدلاً من رؤية أو سماع ما تتوقعه، ينبغي أن تقوم بالجمع بين المكونات للخروج بنتائج. لذا تحتاج معرفة الأنماط واقتحام حالات الغموض والبحث عن رؤى جديدة.
قرر
في الأوقات الغامضة، قد يضطر صناع القرار إلى عمل اتصالات دون حصولهم على المعلومات الكاملة وفي الغالب يتطلب الوضع قيامهم بذلك بشكل سريع. ولكن المفكرين الاستراتيجيين يصرون على خيارات متعددة في البداية ولا ينغلقون مبدئياً داخل نطاق الخيارات الضيقة، فهم يتسمون بتحري الدقة في التصويب من خلال إتباع طريقة توازن بين الدقة والسرعة وينظرون في خيارات التبادل المتاحة ومن ثم أخذ الغايات طويلة وقصيرة المدى في الاعتبار. وفي النهاية، يجب أن يتحلى القادة الاستراتيجيين بالشجاعة تجاه قناعاتهم يسندهم في ذلك عملية صنع قرار تتسم بالقوة والصرامة.
ولتحسين القدرة على اتخاذ القرار،
- قم بإعادة صياغة القرارات الثنائية من خلال طرح أسئلة صريحة على الفريق مثل " ما هي الخيارات الأخرى التي نمتلكها؟ "
- قم بتقسيم القرارات الكبرى إلى قرارات مصغرة لتفهم الأجزاء المكونة لها ومن ثم ترى العواقب غير المقصودة بشكل أفضل.
- فصل معايير قرارك للمشاريع بعيدة المدى مقابل المشاريع قصيرة المدى
- دع الآخرين يعرفون أين مكانك في عملية صنع القرار وهل ما زلت تبحث عن تباين في الأفكار أو النقاش أو أنك تقترب من خياراتك وإقفال الموضوع.
- حدد من تحتاج أن يكون له إرتباط مباشر ومن له تأثير على نجاح قراراتك.
- أنظر في النماذج التجريبية أو التجارب بدلا من الرهان الكبير وقم بالالتزام على مراحل.
حقق التوافق
يجب أن يتحلى القائد الاستراتيجي بالمهارة التي تمكنه من إيجاد أرضية مشتركة للحصول على تقبل الأطراف ذات العلاقة المتباينة في وجهات النظر والاجندات حيث يتطلب ذلك تواصل فعال كون النجاح يعتمد على المبادرة في التواصل وبناء الثقة والارتباط المستمر.
ولتحسين قدرتك على تحقيق التوافق:
- تواصل مبكرا لتستطيع التغلب على أكثر الشكايات شيوعاً في المنشأة أو المنظمة " لم يسألني أحد" أو لم يخبرني أحد"
- حدد الأطراف ذات العلاقة داخليا وخارجياً وأرسم مسارات تحدد أماكنهم ضمن مبادراتك ووضح أي تعارض في ترتيب الاهتمامات والمصالح.
- أنظر لأي أجندات أو تحالفات مخفية
- استخدم أسلوب نقاش ممنهج وسهل لكشف أي سوء فهم أو مقاومة.
- حاول الوصول للمقاومين بشكل مباشر لفهم مخاوفهم والتعامل معها.
- كن يقظاً عند مراقبتك لمواقف الأطراف ذات العلاقة خلال مراحل التهيئة الأولية لمبادراتك أو استراتيجيتك
- أعترف بجهد زملاؤك الذين يدعمون عملية التوافق وكافئهم
تعلم
يعتبر القادة الاستراتيجيين نقطة محورية للتعلم في المنشأة أو المنظمة فهم يروجون لثقافة الاستعلام ويبحثون عن الدروس التي يتم استخلاصها من الحالات الناجحة وغير الناجحة. فهم يدرسون حالات الفشل سواء تلك التي مرو بها أو مرت بها الفرق التابعة لهم من خلال اتباع أساليب منفتحة وبناءة لاستخلاص أي دروس وعبر قد لا يدركها الآخرون.
المصدر افق الرؤيا للاستشارات