من المشاكلِ التي تواجِهُها الأم هي الطفل الاعتمادي، حيث تقوم هي برعاية كافة شؤونه ولا تدعه يفعل شيئاً لوحده خوفاً عليه من الضرر، بأبعاده عن التصرفات الخاطئة قدر الإمكان ورغم هذا فأنها تجد في طفلها صعوبة في استدراك الأشياء الصحيحة..
وفيما يلي بعض النقاط التي يذكرها الاستشاري التربوي الدكتور ياسر نصر حيث يوضح فيها بعض الدوافع التي تجعل سلوك الطفل خاطئاً بالنسبة للأم ومنها:
1_ حب الاستطلاع لدى الطفل: في المراحل العمرية الأولى تحاول الأم توجيه سلوكه بتحذيره من القيام ببعض الأمور التي ستأخذ فضوله لاستكشاف ذلك الشيء، وكثيراً ما تُلاحظ هذه الحالة عند شرائه لعبة جديدة فيعمل على كسرها خلال دقائق أحياناً، وأحيانا القصد ليس كسر الشيء وإنما هو داعي الفضول فيه لمعرفة ما بداخله
2_ عدم قدرة الطفل على ضبط نفسه واصلاحها: وهو أمر طبيعي لدى الأطفال حيث يكون عامل السن سبباً في عدم الانصياع لأوامر الأم في إصلاحه فهو صغير لا يتحكم بكثير من أموره، ولنأخذ مثالاً على ذلك، نلاحظ مثلاً في مسألة التبوّل عندما لا يستطيع السيطرة على نفسه فتقوم هي بتأنيبه على ذلك.
3_الفراغ لدى الاطفال: كثيراً مايقع الأطفال بالأخطاء نتيجة الوقت الفائض الذي يمتلكونه نتيجة لتركه من قبل الأهل فيقضونه في اللعب والقفز وغيرها.
على الأم أن تتفهّم هذه النقاط لتعرف كيف تعامل طفلها ففي بعض الأحيان قد يكون التحذير من شي معين هو سبب رئيسي في قتل عامل الاطلاع وقوة التنبؤ لديه فتحجم بذلك إبداعه ليكون نسخة الكترونية موجهة نحو سلوك شيء غير متوقع منه، وعندما تجبره على ضبط نفسه في أمر ما وهو غير قادر عليه فأنها قد تسبب في زرع عامل الخوف فيه وهذا ماسيضاعف الحالة لديه، لذا من باب الحرص لها ولإكمال نمو عقل طفلها بشكل صحيح عليها أن تتركه في أوقات الفراغ التي يحصل عليها فهذه تعتبر الفقرة الأفضل في يومه حيث يشعر بفك أحزمة الرهان من قبل الأم، فيتسنّى له الترفيه وترتيب بعض الأشياء في عقله الصغير وبرمجتها، فإن لم تدعه حسب ما يوجه إليه خياله فأنها قد تسبب التحجيم لخياله.
إذاً لا بد من ترك الطفل حالما يخطى أثناء اللعب أو الحركة ليدرك بنفسه الخطأ واستدراك الصواب، والتوجيه إليه بالسؤال إن كان ذلك صواباً أم كان العكس حتى يكون معتمداً على نفسه، كذلك جعله يتحمم و يلبس ملابسه و يأكل لوحده لكي لايكون معتمداً على الأم كلياً حتى وإن أخطأ أو تأذى، فخلق فرداً معتمداً على غيره في التفكير وتدبير الأمور سيجعل منه فاشلاً في انتقاء أبسط الأمور المتعلقة بحياته وبهذا سيفقد شخصيته ويتخبط في تعامله مع نفسه ومع الآخرين لأنه تعود على وجود من يرسم له طريق السير إليه.