ان حياة الإنسان من بداية خلقه الى بعثه ومن ميلاده الى موته لا تخلو أبداً من الأحداث والابتلاءات ومشاعر الإنسان تتبدل باستمرار بناءاً على هذه الأحداث فهو يتنقل من حال إلى حال بين اليأس والأمل والحزن والفرح والغضب والرضا والحماس والكسل والتشاؤم والتفاؤل وكل من هذه المشاعر عبارة عن نظارة مختلفة ينظر الإنسان من خلالها على كل من حوله فيرى أحداث الحياة ويتعامل معها من خلال هذه النظارة.
والتشاؤم واليأس من أخطر هذه النظارات لأنها نظارات سوداء تصبغ الحياة كلها بلون أسود قاتم فتحجب الرؤيا ورغم أن النظرة التشاؤمية تتسم احياناً بالواقعية إلا أن خطرها عظيم جداً على الفرد وعلى المجتمع في الدنيا والآخرة وكل حوادث الانتحار التي نراها ونسمع ونقرأ عنها يومياً أسبابها الحقيقية هي تلك النظارة اللعينة لأنها تدعو الى الهزيمة الداخلية وليس من عدو أو ازمات خارجية أقوى علينا اذا انهزمنا نحن من داخلنا.