فضيلة التربة الحسينية
للتربة الحسينية المباركة شرف عظيم ومنزلة رفيعة كما أكدت عليها الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام فهي :
1 - شفاء من كل داء وأمان من كلِّ خوف :
فقد ثبت أنّ للتربة الحسينية أثراً في علاج الكثير من الأمراض التي تعسّر شفاءها بواسطة العقاقير الطبية، وقد جرّب الكثير من محبي الإمام الحسين عليه السلام ونالوا الشفاء ببركة صاحب التربة المقدسة.
روى محمد بن مسلم عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام من أن للإمام الحسين عليه السلام ثلاث فضائل مميزات ينفرد بها عن غيره من جميع الخلق مع ما له من الفضائل الأخرى والتي يصعب عدّها قال عليه السلام : « ... أن جعل الإمامة في ذريته، والشفاء في تربته، وإجابة الدعاء عند قبره... »
وقال الإمام الصادق عليه السلام : « في طين قبر الحسين عليه السلام شفاء من كل داء وهو الدواء الأكبر ». علماً أنّ الإخبار تظافرت بحرمة أكل الطين إلاّ من تربة قبر الإمام الحسين عليه السلام بآداب مخصوصة وبمقدار معين، وهو أن يكون أقل من حمصة وأن يكون آخذها من القبر بكيفية خاصة وأدعية معينة.
وروي أنّه لما ورد الإمام الصادق عليه السلام إلى العراق، اجتمع إليه الناس، فقالوا : يا مولانا تربة قبر مولانا الحسين شفاء من كلِّ داء، وهل هي أمان من كلِّ خوف ؟ فقال عليه السلام : « نعم، إذا أراد أحدكم أن تكون أماناً من كلِّ خوفٍ، فليأخذ السبحة من تربته، ويدعو دعاء ليلة المبيت على الفراش ثلاث مرات وهو : [ أمسيت اللهمَّ معتصماً بذمامك المنيع الذي لا يطاول ولا يحاول من شرِّ كلِّ غاشمٍ وطارقٍ من سائر من خلقت وما خلقت من خلقك الصامت والناطق من كلِّ مخوف بلباس سابغة حصينة ولاء أهل بيت نبيك عليه السلام ، محتجباً من كلِّ قاصد لي إلى أذيّة بجدار حصين، الإخلاص في الاعتراف بحقهم والتمسّك بحبلهم، موقناً أنّ الحق لهم ومعهم وفيهم وبهم، أوالي من والوا، وأجانب من جانبوا. فصلِّ على محمد وآل محمد وأعذني اللهمَّ بهم من شرِّ كل ما اتقيه، يا ع ظيم حجزت الأعادي عنّي ببديع السموات والأرض { إنّا جعلنا من بين أيديهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً فأغشيناهم فهم لا يبصرون }.
ثمّ يقبّل السبحة ويضعها على عينيه، ويقول : اللهمَّ إنّي أسألك بحقّ هذه التربة، وبحقّ صاحبها، وبحقّ جده وأبيه، وبحقّ أُمّه وأخيه، وبحقِّ ولده الطاهرين اجعلها شفاءً من كلِّ داء، وأماناً من كلِّ خوف، وحفظاً من كلّ ِ سوء، ثمّ يضعها في جيبه. فإن فعل ذلك في الغدوة فلا يزال في أمان حتى العشاء، وإن فعل ذلك في العشاء فلا يزال في أمان الله حتى الغدوة ».
وروي عن الإمام الرضا عليه السلام أنه ما كان يبعث إلى أحدٍ شيئاً من الثياب أو غيره إلاّ ويجعل فيه الطين - يعني طين قبر الحسين عليه السلام - وكان يقول عليه السلام : « هو أمان بإذن الله ».
2 - اتخاذها مسبحة :
والملاحظ أن أهل البيت عليهم السلام كانوا يوصون شيعتهم بضرورة الاحتفاظ بمسبحة من طين قبر الإمام الحسين عليه السلام واعتبارها أحد الأشياء الأربعة التي لابدَّ وان ترافق المؤمن في حلّه وترحاله، قال الإمام الصادق عليه السلام : « لا يستغني شيعتنا عن أربع : خمرة يصلي عليها، وخاتم يتختم به، وسواك يستاك به، وسبحة من طين قبر الحسين عليه السلام ».
وفي معرض بيان ثواب التسبيح بمسبحة مصنوعة من طين قبر الإمام الحسين عليه السلام بالا ستغفار والذكر مالا ينبغي الاستغفال عنه لعظمة ما يترتب عليه من فوائد وآثار فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : « من أدار سبحة من تربة الحسين عليه السلام مرة واحدة بالاستغفار أو غيره، كتب الله له سبعين مرة... » .
وروي عنه عليه السلام أنّه قال : « ومن كان معه سبحة من طين قبر الحسين عليه السلام كتب مُسبِّحاً وإن لم يسبّح بها... ».
3 - السجود عليها يخرق الحجب السبعة :
روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : « إنّ السجود على تربة أبي عبدالله - الحسين - عليه السلام يخرق الحجب السبعة ».
وقد علّق الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء على هذا الحديث بقوله: ولعلَّ المراد بالحجب ال سبعة هي الحاءات السبعة من الرذائل التي تحجب النفس على الاستضاءة بأنوار الحق وهي : ( الحقد، الحسد، الحرص، الحدة، الحماقة، الحيلة، الحقارة. فالسجود على التربة من عظيم التواضع والتوسل بأصفياء الحق يمزقها ويخرقها ويبدلها بالحاءات ا لسبع من الفضائل وهي : الحكمة، الحزم، الحلم، الحنان، الحصانة، الحياء، الحب ).
4 - السجود عليها ينوّر الأرضين السبع :
قال الإمام الصادق عليه السلام : « السجود على طين قبر الحسين عليه السلام ينوّر إلى الأرض السابعة ».