إناث طيور الحب ليست وفيةً لأزواجها، حيث تقوم الإناثُ في كثيرٍ من الأحيان بخيانة أزواجها مع ذكورٍ غيره، تم التأكد من هذه الظاهرة عن طريق عمل تحليل جينوم للصغار من كل عش وعثروا على صغار كثيرة من ذكورٍ آخرين غير الزوج.
هذه الظاهرة منتشرة في كثير من الحيوانات والطيور التي يلتزم فيها الذكر والأنثى بعلاقة ثنائية لتربية الصغار، وتقوم الأنثى بخيانة زوجها غالباً مع ذكر بصفات أفضل للحصول على نسل أفضل، وذلك لأن الذكور الأفضل ملتزمين بعلاقة مع أنثى أخرى لكن لا ضير لديهم من الحصول على فرص أكبر لنشر جيناتهم، أما عن الزوج المخدوع الذي يشقى لتربية صغار غيره فهو ليس سيّئ الحظ بشكل كبير، حيث سيكون لديه الفرصة أيضاً في نشر جيناته من خلال الارتباط بهذه الأنثى التي تسعى أيضاً لنشر جيناتها بشكل أفضل.
لاحظ هنا أن هذه السلوكيات ليست عشوائيةً في مضمونها، فهي مدفوعةٌ بالغريزة التي عزّزها الانتقاء الطبيعي، لتصبح طريقةً جيدة في الحفاظ على النوع بشكلٍ عام.
يمكنك إسقاطُ هذه السلوكيات حتى على البشر، حيث تفسر الكثير مما نراه اليوم من ذكور البيتا ”الثانويين“ الذين يتوددون بشكلٍ مهين للإناث للحصول منها على أي شيء، يمكنك تسميته ”بالحيحان“ لو كنت في مصر أو ”الزاحف“ لو كنت من العراق، فهو يتصرف بشكلٍ غريزي يتناسب مع مؤهلاته كذكر beta قد لا يلفت انتباه أي أنثى إلا بهذه الطريقة. يكون ذكور البيتا هؤلاء حساسين، مراعيين لمشاعر الآخرين، آباء طيبين، جسمهم ضعيف وشخصيتهم ضعيفة، انسحابيين وانهزاميين ويتوترون بسرعة.