طوَّر العلماء جهازاً فائق الرقة لحصاد الطاقة الناجمة عن الحركة البشرية. وهذا الجهاز هو أقرب إلى أن يكون مادة يمكن إدخالها في نسيج الملابس لشحن الهاتف الذكي، أو جهاز استشعار اللياقة البدنية، أو أية أجهزة إلكترونية شخصية، بينما نواصل حياتنا اليومية.
وكانت أبحاث كثيرة قد أجريت سابقاً حول كيفية الحصول على الطاقة من مصادر محيطة بالأشياء، كالطاقة من الاهتزازات أو التشوهات أو التغيرات في درجات الحرارة أو الضوء وغيره. حتى إننا شهدنا أخيراً اختراع هواتف ذكية تستخدم موجات الراديو المحيطة لشحن نفسها. لكن أحد المصادر القيِّمة التي لم يتم التنبه إليها هي الحركة البشرية.
والسبب في ذلك أنه تم اقتراح عديد من الأجهزة لالتقاط الطاقة من الحركة البشرية ذات التردّد المنخفض. لكن في كثير من الأحيان، كانت هذه الأجهزة تعمل بشكل أفضل عندما تكون وتيرة الحركات أكثر من 100 مرة في الثانية – مفوتة بذلك الطاقة من غالبية الحركات البشرية.
الجهاز الجديد هو أرق من شعرة الإنسان بـ 5000 مرة، ويستطيع استخراج الطاقة من الحركات البشرية التي هي ذات تردّد أبطأ من 10 هيرتز، أو 10 حركات في الثانية، إلى ما هو في حدود 0.01 هيرتز في الثانية، أو حركة كل مئة ثانية؛ أي معظم حركات الجسم. وبهذا الحجم الصغير، فبإمكان الجهاز أن يدخل في المنسوجات من دون أن يغيّر شكلها أو الإحساس بها.
يعمل هذا الحاصد للطاقة بوضع إلكترولايت (محلول ناقل للكهرباء) بين قطبين متطابقين من الفوسفور الأسود. والأقطاب الكهربائية مصنوعة بدورها بواسطة عملية كيميائية تنطوي على وضع طبقات رقيقة من الفوسفور الأسود على الغرافين. فتعطينا هذه المادة المبتكرة قطبين ينحنيان وينثنيان معاً لتوليد الطاقة.
لكن هل هو عمل آمن، وضع ما يشبه البطارية في ثيابنا؟ خاصة أننا شهدنا مؤخراً بعض بطاريات الهواتف الذكية تشتعل.
يؤكد كاري بينت، أحد الباحثين العاملين على هذا الابتكار أننا لن نرى هذه الظاهرة في هذا الجهاز الجديد. فالبطارية العادية تشتعل عندما تنقطع الأقطاب السالبة والموجبة فيلتهب الإلكترولايت. الأقطاب في هذا الجهاز هي متشابهة، وكل ما يحصل عند انقطاعها هو انها تتوقَّف عن حصد الطاقة.