اكثر معاناة الإنسان المعاصر في المجتمعات المختلفة , إنما ينشأ من عدم توازن العلاقات الاجتماعية واضطراب القيم والمفاهيم الإنسانية فيها, إذ يقع الإنسان فريسة وفوضى الأفكار وتلاطم النظم وتقهقر الأخلاق وطغيان الشهوات والأهواء...
لذا فإن إعادة بناء الحضارة وتشييد المجتمعات على أساس مطمئن يتطلب أولا ترتيب الأفكار وتصحيح الرؤى ومن ثم بناء النظم الاجتماعية على أسس سليمة من القيم والعلاقات المستقرة التي تحفظ للإنسان إنسانيته وتوفر له أجواء الحياة الاجتماعية التي تؤمن حاجاته النفسية وتنمي أوضاعه المادية باتجاه الرفاه والتطور العلمي...
والمهم في وسط كل تلك الزحمة من الأفكار والحاجيات المتضاربة أحيانا عملية التنسيق بين كل هذه المتطلبات..
فكيف يمكن أن نحافظ على قيمنا وتراثنا في نفس الوقت الذي ننفتح على العالم ونواكب تطوره؟
وكيف ندخل التجديد في علاقاتنا الاجتماعية دون أن نمس بأخلاقنا وتماسكنا العائلي؟
إن حركة الأفكار وتقدم الحياة وتطور المجتمعات ... مستمرة لا تتوقف ولا يمكن لأي منظومة اجتماعية حماية نفسها بالانغلاق على الذات وحبس النفس داخل أسوار من حديد وقطع الارتباط بالعالم الحي والمتحرك.
كما أن جوهرة الحياة الثمينة في كل مجتمع تبقى هي القيم والنظم التي تضمن سعادة الإنسان...
وهنا ياتي دور الشباب الواعي من خلال الاتزام بالاخلاق اولا ولمبادى والقيم والثقافة لنهوض بهذا البلد الجريح.......