الّليل يُحاكمُني
يُلقي القبض عليّ
متلبسةً بالشّوق
وعينايَ سكرى
ثرثراتُ الرّيح
مُثخنة بحكايا الواشين
اخبرتْهُ
إن البرد في معطفي
إخترقَ جسدي
لمسَ حنين القلب
همستُ إسأل الرّيح
لما أطلقَتْ بردها
في عراءِ خفقاتي
الضبابُ وقف خلفي
لم ينسَ وجهي
قال كلّما رأتْ طيفاً
قالت هو....
ابتسمْتُ
لا ادري لما الضّباب
تركَ طيفَهُ ب آفاقي
سبعةُ الوان قُزح
هتفَتْ كُنتِ تلملمين
رذاذ المطر
في ليلِ مدينتكِ
ترميها في احلامِ ماءٍ
يعبرُني الى الطّوفان
ايا عجباً ...
هو بايعني بللاً
كم من الواشين باقٍ
الرصيفُ هناك
يراقبُني
قرأ بوحُ الحجرِ
بين المسافةِ واشوقي
همستُ لما تناوبْتَ
في حيرةِ خطواتي
قال الليل
لكنّ عيناك سكرى
أتُنكرين
أنت الجاني
غمرتَني بفرحِ السّهر
لابادِلَكَ كؤوس الشّوق
لما تركتَ عينيهِ بأحداقي
نظراتُهُ هي الخمرة
وعيناهُ هي السّاقي....!
منقول